|
تكتيك تركي مفضوح وعهر اسرائيلي وحشي
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 7347 - 2022 / 8 / 21 - 23:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت تركيا قديماً تُعتبرُ الدولة الوحيدة في المنطقة الواقعة ما بين تقاطع خطوط الحرير قبل قرون طويلة وللدولة العلية العثمانية مآثر عديدة لكيانها ووجودها كونها المنفردة في إسبتاحة كل ماتملك من قوة وفرضها على رعاياها وعلى توابعها اثناء عز وقوة وعنف الدولة العليَّة التي وصلت لِصداها الى اواسط اوروبا الغربية والمؤثرة قبل الثورات المتعددة في اوروبا ومنها الثورة الفرنسية التي بموجبها غدت تحديد حرية وخيار وعدالة الانسان تُقاس بمقدار عدم الخوف من الاستبداد والتعسف الظالم لحقوق الانسان اولاً واخيراً. من هنا نجد قرار عودة العلاقات ""الديبلوماسية التركية - الاسرائيلية ""، ترتكز الى عوامل عديدة واهمها الحرب الروسية الاوكرانية ، التي فتحت الابواب في المنطقة على مصراعيها في التخبط حول نتائج ما بعد الحرب او على الاقل في المنظور القريب . فلذلك تتعمد القيادة التركية الحالية برئاسة رجب طيب اردوغان اعادة إستخدام القوة في فرض سياسات متوقعة ما بعد بداية نهاية الحرب الروسية الاوكرانية، وتأثيرها المباشر على جيران روسيا وعلى جيران اوكرانيا . ومدى اهمية التأثير في منطقة الشرق الاوسط خاصة بعد عدت زيارات مكوكية قام بها جو بايدين الى ارض الميعاد اسرائيل، وإعتمارهِ "" القلنسوة اليهودية"" . كترسيم وترسيخ وأعلان بصوت عالى ضد كل من يتجرأ على محاولة ازالة اسرائيل او فتح حرباً مقلقة ضدها بعيداً عن احقية المقاومة الفلسطينية المتواجدة في داخل قطاع غزة المحاصر ووجود السلطة الفلسطينية المتعبة والمنيعة والمتهالكة والمحتاجة دائماً الى الدعم الخارجي في المواقف ، وفي الدعم المسلح بالرجال والمال في آن . لكننا هنا نقرأ المغالطات في خوض السلطان التركي المستبد بعد محاولة اسقاطه عبر الانقلاب الشهير في تموز "2016" حيث بعدها خرج الرئيس اردوغان بمثابة الحامي الاول لبقايا الاسلام السياسي المتعارف عليه في نظام الخلافة المتبعة عندما كانت تضرب بيد من حديد ونار ايام الامبراطورية البائدة ، وكان اردوغان قد حدد مواقف متتالية بعد خروجه من انتصاره على اعدائه الداخليين ومبارزتهم من خلال وجودهم في دول مجاورة معادية لسياسة تركيا على المستوى الاقليمي والدولي ، ومنهم زعيمه وإستاذه "" فتح الله غولن "" ، المتواجد في امريكا وتحت حمايتها ، وكم من مرة طالب اردوغان في تسليمه الى العدالة التركية ومحاكمته واتهامه مباشرة خلف تنظيم عملية الانقلاب على اردوغان ، وبالمناسبة كانت الادارة الامريكية تتجاهل وترفض طلبات اردوغان وإلحاحاتهِ وتزايدها بعد كل خضة داخلية تركية او خارجية تطال حدود تركيا . وكان لدور اسرائيل عامل مهم في مد النظام التركي في كل العقود الماضية اثناء وجود علاقة ديبلوماسية ممهورة وتتأثر من خلال تواجد قواعد عسكرية كبرى تستخدمها احلاف شمال الاطلسي دول الناتو ، منذ منتصف عقد الخمسينيات من القرن الماضي حيث برزت العلاقة العسكرية المتتالية ما بين الكيان الصهيوني والنظام التركي في حصار مواقف متلازمة تعود الى ما قبل قيام الثورة الايرانية في عام 1979 ، فمن هناك كانت اعين المخابرات الاسرائيلية في تغلغلها داخل تركيا ودراسة عن كثب وعن قرب مدى إستقدام عناصر تحاول الدخول الى سوريا والى العراق عبر تركيا ، لكى تكون متطوعة لدعم القضية الفلسطينية ، والعمل على إرساء محاولات العبور برغم الدور التركي الرسمي الموالي دائماً الى اسرائيل ، بخلاف المنظمات الشعبية التي ترفض التصالح والتعامل مع الكيان الصهيوني ، وإلتزام الحركات الكردية التي تنبذ دور تركيا في معاداة الاكراد وعدم فسح المجال امامهم لقيام دولتهم العتيدة . كما لاحظنا طوالا منذ الحرب على غزة عام "2009 - 2010" ، وصاعداً مما ادى الى تضامن شعبي كبير تركي حيث تشكلت في الاعتراض على مواقف النظام التركي، وصمته على المجازر التي تقوم بها إسرائيل مستغلة الصمت العربي والاقليمي والاسلامي في جمهورية مصر العربية ، والمملكة العربية السعودية ،ودول الخليج ، وبداية مطلع الربيع العربي ، كانت رحلة مراكب الحرية ضد حرب إسرائيل على غزة لدعم القضية الفلسطينية مباشرة عام "" 2010 / في 31/ مايو "" ، وكان على متن السفينة العشرات من النشطاء ضد التعسف الصهيوني ، اتراكاً لهم تاريخ مشرف وعرب ومن دول مختلفة ، لاحقاً في محاولات فك الحصار عن غزة والقطاع ومد يد العون بصورة مباشرة للسلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله ، عقب ذلك التحرك تم مهاجمة المركب وادى الى مقتل افراداً من النشطاء وبعدها تنكرت القيادة العسكرية الإسرائيلية واعتبرت عملية مهاجمة المركب ضد الارهاب المنظم التركي ، وأصبحت العلاقات الديبلوماسية التي تم تجميدها او قطعها الى الان ، تزداد الشكوك الان حول الغزل السريع الذي فتح الابواب كافة مقابل لعب رجب طيب اردوغان دوراً مهماً في ايقاف او ايجاد حلول حول الازمة الروسية الاوكرانية ، وعن دور تركيا في لجم محاولات كثيرة لقطع دور دول مؤثرة ومنها عربية في التطبيع مع الصهاينة تِباعاً منذ عهد ووعد دونالد ترامب الاخيرة في تعويم صفقة القرن وإحتساب إسرائيل لاعباً مهماً على الساحة العربية والاسيوية والشرق اوسطية ، وتقبل تركيا كلاعب مراقب لدورهِ حسب مقتضيات ودوافع ما تقتضيه سياسات الولايات المتحدة الامريكية ، وغرب اوروبا ، وطرح رجب طيب اردوغان وسيطا مباشراً لحل النزاعات والحروب الصغيرة في سوريا والعراق وبعض مناطق سيطرة الاكراد على الحدود مع تركيا والمثلث الايراني العراقي السوري المشترك ،هكذا تريد إسرائيل وهكذا ترى وتتعامل الولايات المتحدة الامريكية في تعزيز ودعم ادوار زمرتها ؟!. عودة العلاقات وفتح القنوات مباشرة ما بين سفارات تركيا وإسرائيل لها دلالات خياراتها سوف تكون ذات اهمية خصوصاً اذا ما انتهت الحرب الروسية الاوكرانية الحالية ، والتمهيد الى اعادة انتخاب رجب طيب اردوغان في العام المقبل !؟. انطلاقا من هيمنة سلطوية وسطوة غير مسبوقة على السلطة في تركيا واذا ما كانت نتيجة الانتخابات القادة في غير مصلحة اردوغان فسوف تعود تركيا الى فقدان وحدتها وتقسيمها حسب اهواء اسرائيل وحلف الناتو وربما تقبل سياسة الامر الواقع من قبل جيران تركيا بعد غياب السلطان الحالي الذي يحاول دائماً رفع الصوت بلا نتيجة ، وما يهم النظام التركي الحالى الممسوك من قبل اردوغان رعاية مصالح الغرب وإستمرار رسم دور تركيا كحامي وواقي لبداية القارة الاوروبية المهددة من قبل الإجتياح الاسلامي الواضح بعد سقوط الربيع العربي . والى اللحظة يحاول رجب طيب اردوغان الضرب بيد من حديد لكى يبقى على قمة السلطة حتى لو إستعان بالشيطان الصهيوني والامريكي على حد سواء . المزايدة الاخيرة في التكتيك التركي المفضوح سوف يؤدى الى تصدع وانهيار عمليات السلام المعقودة الامال عليها ، وسوف يتم إزدياد العهر الصهيوني دون حسيب او رقيب سواءً لفتح سفارة تركيا في تل ابيب وعودة السفير الصهيوني الاسرائيلي الى انقرة وإسطنبول معاً .
عصام محمد جميل مروة .. اوسلو في / 21 - آب - اغسطس / 2022 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
برقية عزاء مشتركة فلسطينية لبنانية -- الشهيد مازن عبود -- تج
...
-
مواقف وليد جنبلاط الجريئة
-
أوصيكم يا شباب ما حد يترك البارودة
-
القضاء على الإرهاب يتداولهُ رؤساء امريكا
-
كانت عينيكِ هناك
-
إحتلال امريكي للعراق -- وإحتلال مُبطَن اعنف بوجه الديموقراطي
...
-
في حضرةِ الليطاني
-
لِواء واربعة جنرالات
-
كونوا حُماة الديار
-
الغربال الامريكي والمُنخل الروسي يتواجهان
-
الرفاق والأحداق
-
لن نبحث عن إرضاء خاطر امريكا في قمة العشرين
-
لأنكِ القصر والليل
-
ردع روسيا يحتاج الى أكثر من حاجة قِمم بافاريا ومدريد
-
إيقاف -- pride 2022 -- عقب غضب على المثليَّين
-
مَعصية أمريكا كَمن يمتنع عن دخول الجنة
-
آخ يا بلدنا -- أعراس أجمل الأمهات المُودِعة --
-
قبل إكتشاف الغاز في بحر لبنان -- هناك إرباك داخلي يليه حماية
...
-
حين صرتُ حذِراً .. كان الفراق قد حضر
-
إرهاب مُنظَم و إرهاب فوضويَّ
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|