|
: المأزق الخطير للشعب العراقي :: المشاكل والحلول
نجم الدليمي
الحوار المتمدن-العدد: 7347 - 2022 / 8 / 21 - 20:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
1-عانى ويعاني شعبنا العراقي من مأزق سياسي واقتصادي واجتماعي وامني وبشكل منظم منذ الاحتلال الامريكي للعراق ولغاية اليوم وفشلت القيادات السياسية المتنفذة في الحكم في الخروج من هذا المأزق الخطير ويعود ذلك الى اسباب داخلية وإقليمية ودولية.
2- ان التنافس بين قادة المكونات السياسية المتنفذة في الحكم منذ عام 2003 ولغاية اليوم، يدور حول كعكة السلطة بالدرجة الأولى، اي تقاسم الغانم وليس تقديم شيئ صالح ومفيد للشعب العراقي و لم يرغبوا في حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والامنية والعسكرية بدليل مشكلة الكهرباء والماء وتنامي معدلات المديونية الداخلية والخارجية وتخريب منظم للقطاع الصناعي والزراعي والتعليمي والصحة وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة الحاكمة، وتنامي معدلات البطالة والفقر والبؤس والمجاعة والجريمة المنظمة والمخدرات والانتحار والقتل المتعمد وخاصة وسط الشباب، وغياب مكافحة الفساد المالي والإداري ومنها تفشي فيروس الفساد المالي في المشاريع الوهمية وعقود التسلح وعقود السجون وتهريب النفط وتهريب الاموال للخارج ووووو،
3- ان القوى الاقليمية والدولية هي من تحكم العراق عملياً عبر حلفائها في الداخل وهذا يعني أن العراق عملياً قد فقد السيادة الوطنية والقرار الوطني الذي يخدم الشعب العراقي، وان القوى الدولية والاقليمية عملت سوية سواء كان ذلك بشكل مباشر اوغير مباشر على خلق الفوضى وعدم الاستقرار في كافة المجالات،، وهذا العمل هو عمل مخطط ومدروس منذ عام 2003 ولغاية اليوم وتم تخريب منظم للعراق، وتدميره ارضا وشعباً وثروة وبشكل مدروس.
4- ليس من باب الصدفة ان القوى الاقليمية والدولية قد نجحت في مخططاتها العدوانية ضد الغالبية العظمى من الشعب العراقي، ومن اولى خطوات سيناريوهاتها العبثية والاجرامية هي خلق الاقتتال الداخلي بين المكونات الطائفية الثلاثة، فالاقتتال داخل البيت الكردي قد تم وكانت نتائجه كارثية على الشعب الكردي، وكما نجحوا في اشعال الاقتتال داخل البيت السني وايضاً كانت نتائجه سلبية على المكون السني، واليوم يسعون الى اشعال الاقتتال داخل البيت الشيعي وتحت مبررات عديدة ، وهذا ان تحقق سوف يتم حرق العراق المحتل، وهو مشروع هدام بالضد من مصلحة الشعب العراقي.، ان هذه السيناريوهات السوداء والخبيثة هي منظمة ومخطط لها وليس نتيجة الصدفة وهذا ما تسعي اليه القوى الاقليمية والدولية وبشكل متعمد ومخطط.
5-- ان التنافس بين قيادات المكونات الطائفية الثلاثة بشكل عام والشيعة بشكل خاص يكمن في الحصول على المكاسب والمغانم المادية، اي الكرسي اولاً، والمال ثانياً اما غالبية الشعب العراقي فاليذهبوا الى الجحيم وهذه هي حقيقية موضوعية منذ الاحتلال الامريكي للعراق ولغاية اليوم، ولا يستطيع اي شخص انكار ذلك .
6-- تؤكد التجربة وبالملموس ان تجربة شكل الحكم نظام المحاصصة السياسي والطائفي والقومي قد فشلت بامتياز، لانها تجربة غير مالوفة وغير مقبولة وهذا ما اكدته تجربة الحكم الطائفي منذ عام 2003 ولغاية اليوم.
7-- ان جوهر المشكلة في العراق وتفاقمها واستمرارها تكمن بالدستور البريمري الذي لم يضمن عملياً الشكل المطلوب للحكم،فنظام المحاصصة المقيت لم يكن دستوريا بل قادة الاحزاب والكتل والتيارات السياسية المتنفذة اليوم في الحكم حولوا ذلك الى عرف فيما بينهم ولصالحهم ولصالح احزابهم بالدرجة الأولى، فنظام المحاصصة نظام غير شرعي وغير قانوني ومخالف للدستور العراقي اصلاً، فلماذا الاصرار على ذلك؟!.
8--ما العمل؟ نعتقد ان الخروج من المأزق الخطير الذي يواجهه شعبنا العراقي يكمن بالاتي :
**التخلي قولاً وفعلاً عن نظام المحاصصة المقيت ! وان يتفقوا قادة الاحزاب والكتل والتيارات السياسية المتنفذة اليوم في الحكم فعلياً على ذلك اذا كانوا مخلصين للشعب العراقي.
**اقرار مرحلة انتقالية لاتقل عن خمسة سنوات،ويتم التحول من النظام البرلماني الى نظام رئاسي للمرحلة الانتقالية، وان الدستور ليس بالكتاب المقدس.
** خلال المرحلة الانتقالية يتم فيها القيام بالاتي :: كتابة دستور جديد للشعب العراقي بايادي عراقية متخصصة في الميدان القانوني والاقتصادي والسياسي...، حل جميع الميليشيات المسلحة التابعة للأحزاب السياسية المتنفذة في السلطة، محاسبة المسؤولين الفاسدين في السلطة الذين سرقوا ثروةالشعب العراقي وتحويلها للخارج وفق القانون العراقي، تشريع قانون جديد للأحزاب السياسية العراقية، التخلي عن تطبيق وصفة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والاخذ بنظر الاعتبار واقع الشعب العراقي، توجيه الاستثمارات نحو تطوير القطاعات الاقتصادية الانتاجية وخاصة القطاع الصناعي والزراعي، اقرار قانون مجانية التعليم والعلاج والسكن للغالبية العظمى من الشعب العراقي، حصر السلاح بيد الدولة حصرياً، العمل وفق القانون العراقي على تعزيز الرقابة الشعبية الحقيقة على السلطة، الفصل الحقيقي بين عمل السلطات الثلاثة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه السلطات الثلاثة، وضع الرجل المناسب في المكان المناسب والتخلي عن(( مبدأ)) ان عضو الحزب السياسي والطائفي له الحق في المناصب القيادية في السلطة، تشريع قانون جديد للانتخابات البرلمانية ويتضمن الغاء الامتيازات المادية، الحصانة البرلمانية والتقاعد اي ان عضو البرلمان المنتخب لمدة زمنية محددة وبعد ذلك يعود إلى عمله السابق.العمل على اقامة علاقات التعاون بين العراق والعالم الخارجي على اساس التعاون والمصلحة المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق. وووو.
9- بعد الانتهاء من المرحلة الانتقالية وتنفيذ المهام الرئيسية لها، يمكن القيام باستفتاء شعبي ديمقراطي على طبيعة النظام السياسي اللاحق رئاسي، برلماني والشعب هو صاحب القرار النهائي في ذلك ويتم ذلك تحت اشراف الامم المتحدة. بدون ذلك وغيره سوف يبقى الشعب العراقي يدور في دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والعسكري والاستمرار في نهب ثروته.. ولكن الاستمرار على نظام المحاصصة المقيت سيؤدي في النهاية الى غضب شعبي كبير.... اي على قادة الاحزاب والكتل والتيارات السياسية المتنفذة اليوم في الحكم اذا لم يتم الاستجابة لمصالح الشعب العراقي وقواه السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية فالثورة الشعبية قادمة لا محال شكل الصراع الرئيس يكمن في الصراع الاقتصادي والاجتماعي وشكل النظام اللاحق بين الغالبية العظمى من الشعب العراقي وبين الاقلية التي تتحكم بالسلطة.والنصر دائماً للشعوب المناضلة من اجل مطالبها المشروعة. ان هذه الحلول والمقترحات الموضوعية وغيرها مقبولة من قبل الغالبية العظمى من الشعب العراقي وقواه السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية ولكن لا تجد مقبولية من قبل اغلب قادة نظام المحاصصة ان لم نقل جميعهم، لان ذلك يضر بمصالحهم الخاصة بالدرجة الأولى وكذلك ان القوى الاقليمية والدولية ترفض ان يملك الشعب العراقي قراره الوطني المستقل، لان الدول الاقليمية والدولية لا ولن ترغب في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والعسكري للشعب العراقي بل تهدف إلى تكريس التخلف والتبعية والفوضى المنظمة للشعب العراقي، وهنا ينبع جوهر الصراع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين معسكر الشعب العراقي وبين القوى المتنفذة في الحكم و القوى الاقليمية والدولية.النصر حليف الشعب العراقي.
#نجم_الدليمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وجهة نظر :: الازمة الاميركية- الصينية حول تايوان
-
: هل ستقوم الحرب العالمية الثالثة بعد 5 ساعات من الآن ؟
-
:: اهمية ومكانة الاعلام الشيوعي واليساري في نشر الوعي الاشتر
...
-
: وجهة نظر :: دور القيادة السياسية في تكوين الدولة العظمى
-
: اهم(( منجزات)) الانقلاب في اوكرانيا
-
: احذروا خطر بزنس الحرب غير العادلة
-
: حول اتفاقية الحبوب في اسطنبول
-
وجهة نظر :: حول معاداة الشيوعية.
-
من المسؤول عن الازمة الغذائية عالمياً؟.
-
: من ارث الرفيق الخالد لينين العظيم. ###سيبقى الجحيم فوق الا
...
-
الثورةالشعبية التي تم اغتيالها بمناسبة الذكرى ال 64 لثورة 14
...
-
: اميركا و الحصار المالي والكيل بمكيالين
-
هل للنظام الحاكم في اوكرانيا مستقبل ؟
-
: رد متأخر افضل من عدمه
-
: فلسفة جوفاء
-
: دور الاعلام البرجوازي في نشر اساليب ماكرة ومظلة لتشويش وعي
...
-
: مكافحة الفساد المالي والإداري.
-
: ماذا قال غورباتشوف؟
-
: ازمة الحبوب في اوكرانيا مفتعلة بامتياز.
-
: مفارقات غريبة في فخ ما يسمى بالعولمة والليبرالية المتوحشة
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|