أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - هولوكوست برلين 2022














المزيد.....

هولوكوست برلين 2022


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7346 - 2022 / 8 / 20 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت قمة برلين بين الرئيس عبّاس والمستشار الألماني إيلاف شولتز عن الأكذوبة التاريخية للموقف الأوروبي من القضية الفلسطينية، والذي ساهم في إطالة أمد نكبته، بل كان لأوروبا الدور الأبرز في اغتصاب فلسطين، وإقامة المغتصبة الصهيونية التي أسموها اسرائيل، بدءًا من وعد بلفور ومرورًا بالدعم السياسي والاقتصادي والعسكري، والتعامل معها كدولة فوق القانون منذ انشائها وحتى الآن، وعلى رأسها ألمانيا التي استسلمت للابتزاز اليهودي، وكذلك للسردية اليهودية حول للمحرقة زمن النازيين، فلم يرق للمستشارية الألمانية تصريحات الرئيس عبّاس حينما وصف المجازر والمذابح التي ارتكبتها اسرائيل بحق أبناء شعبنا بالهولوكوست، حيث أنها لا تختلف في مضمونها ونتائجها عن ما فعلته النازية بمحرقة اليهود، والتي يشكك فيها الكثير من الساسة والكتاب والمؤرخين الألمان .
لم يكن وصف الرئيس عبَّاس لتلك المذابح والمجازر بالهولوكوست، أمرًا مستغربًا، أو ادعاءً باطلًا، فهذا الوصف حقيقة تاريخية ثابته، أراد الرئيس بها تنبيه العالم إليها من جديد في ضل العاصفة السياسية التي قادتها اسرائيل لطمس الهوية السياسية للشعب الفلسطيني، وما تلك الهجمة الشرسة، والهيجان والالتجاج الاسرائيلي على تلك التصريحات والتي لم ينكر فيها الرئيس الهولوكوست لهو امتداد لفكرة حصر جريمة الهولوكوست في اليهود فقط، استجلابًا للتعاطف الدولي، وانكارًا لحقيقة تهجير الشعب الفلسطيني قسرًا، وإقامة دولتهم على أنقاضه، والتغطية على جرائمها وممارساتها القمعية، والخوف من التشكيك في السردية الصهيونية التي فرضتها على المجتمع الدولي.
وعلى صعيد آخر فعلى الرغم من الهرج والمرج الذي افتعلته اسرائيل حول تصريحات الرئيس، وما تبعها من تداعيات، واجراءات ألمانية تخالف كافة الأعراف الدبلوماسية، بل يمكن وصفها بهولوكوست ألماني تجاه الشعب الفلسطيني، فإنها لم تلاق ذات الاهتمام والالتفاف الفصائلي، والنخبوي، وكأنّ العرس في عمورية، مما يشير إلى حالة الانفصام التي تعيشها الفصائل، ودعاة الوطنية، وسحيجة الفضائيات، فقد صدق القائل لا وزر على امرأة تزني ما دام الزوج في الأصل ديوث .
ما أقدم عليه الرئيس من هجوم على فكرة الهولوكوست، يجب ألا يكون منعزلًا عن سياق إعادة ترتيب السياسة الفلسطينية التي باتت بالضرورة في حاجة إلى التغيير، وألا تكون منعزلة عن الرؤية التي قدمها الرئيس في خطابة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر من العام المنصرم، والذي أنذر فيه من الانفكاك من عملية السلام إذا لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه خلال عام، وما هي إلا أيام قليلة وينقضي العام، فهل من الممكن أن يُقْدِم الرئيس على خطوات متقدمة على صعيد العلاقة مع الاحتلال، ويشعل هولوكوستًا لاتفاقيات لم تنجح في تحقيق السلام، وآمال الشعب الفلسطيني، وليس ذلك فحسب بل ذبحته على معابد النسيان والتهميش، ويعمل على إخراج مقررات المجلسين الوطني، والمركزي ذات الصلة من الإنعاش .
الشعب الفلسطيني يحذوه الأمل في إقبال الرئيس على تصحيح المسار، وإنماء التاريخ وإمداده بأيقونة فلسطينية خالدة سَطّرت صمودها في وجه الاحتلال بالصبر والألم والأمل، والعمل الجاد لاتخاذ خطوات فاعلة لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، وإحياء حلمه في الدولة الفلسطينية المستقلة.
تنبيه: ممارسة الساسة للسياسة بلا أخلاق، وانتهاج الدياثة السياسية، في تناول قضايا شعوبهم، وعلى وجه الخصوص من يرزح تحت الاحتلال، تُعد من مدمرات الإنسان ومثبطات الشعوب، وجالبة للخسران المبين



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 55 ساعة
- إلى أين تمضي غزة
- بايدن عاد بقرني حمار
- فلسطين ساعتان وحزمة رشىً
- أُم اللوز
- جواز دبلوماسي
- صراع العروش
- باريس الشّرق
- أيّها القادة اخلعوا الأقنعة
- يوم التوحيد انتصار للحقيقة والجماهير
- عاش الوطن والشّعب
- في ذكرى النّكبة سأسكن اسدود
- رصاصُ الغدرِ لن يُسكتَ شيرين
- جَعْجَعَةُ كَلَام
- أردوغان ... التراجع القصري للطموحات
- عظيمة يا مصر
- صفقات ابليسيّة
- الرئيس عبّاس في لهيب السلام
- اسرائيل وتحويل الصراع
- شعبٌ حرٌ وفصائلُ مأزومة


المزيد.....




- ماذا قالت هيلاري كلينتون عن تعرض ترامب لمحاولة اغتيال ثانية؟ ...
- -الاعتراف بحكومة صنعاء-.. مسؤول أميركي يصف تصريحا للحوثيين ب ...
- إسرائيل توسع أهداف الحرب بعد تلويح جديد بالخيار العسكري ضد ح ...
- هذه الأسلحة ستكون أشد فتكا من الأسلحة النووية والعالم يتسابق ...
- -لا أحد يحاول حتى اغتيال بايدن- هاريس-.. ماسك يحذف منشورا أث ...
- واشنطن: التحقيقات الأولية بشأن عائشة نور لا تبرئ إسرائيل
- نتانياهو يوسع أهداف حرب غزة
- -الاعتراف بحكومة صنعاء-.. مسؤول أميركي يصف تصريحا للحوثيين ب ...
- مثول المتهم بمحاولة اغتيال ترامب أمام محكمة فيدرالية
- بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائي ...


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - هولوكوست برلين 2022