محمد طالبي
(Mohamed Talbi)
الحوار المتمدن-العدد: 7345 - 2022 / 8 / 19 - 16:08
المحور:
الادب والفن
سرت تائها دات مساء غابر، سرت تتقادفني منعرجات الحياة،تهت بين ثنايا روح الروح سرت حتى دنوت من تيه العدم.. بحثت عن تفاصيل التفاصيل.. هناك وجدت كائنا غريبا،كان يشبه فيما يشبه ادميا مكورا على نفسه..كائن غارق في حزن كبير، خيل الي انه حزن قادم من الازل..حزن سابق على نشوء المادة و الفكر ،كائن مكور يضع راسه بين يديه، من على راسه ينبت قرنان كبيران كسنبولتي قمح.
بعض من لهيب النار يخرج من عينيه المغمضتين. بامعان شديد و بكلتا يديه يحاول اغلاق جفنيه الملتهبين.. سأته عن سر هذا الحزن الشديد،وعن سر الغضب والهيجان الدفينين ..
نظر الي نظرة متفحصة ثم قال:
-انصت جيدا ايها المشاكس،انا لست شيطانا كما يخيل اليك،أنا صورتك التي تخفيها عن الناس..انا انت، الاخر.. الاخر الذي اعتقلته بمحض ارادتك لسنوات مريرة.. أنا انت الاخر بكامل عقده و سلبياته ..أنا معتقل الاندماج القسري،انا الذي حرمته من خيار الانتقام...اما ان لي ان اعانق الحرية،و انظر وجها لوجه في عيون الاوغاد؟
قلت:
-نم يا عزيزي،نم ساعة،نم لم يحن دورك بعد.
رسالة الى امي اجمل الامهات
#محمد_طالبي (هاشتاغ)
Mohamed_Talbi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟