أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - - الوقت الضائع -!














المزيد.....


- الوقت الضائع -!


يحيى علوان

الحوار المتمدن-العدد: 7344 - 2022 / 8 / 18 - 14:46
المحور: الادب والفن
    


إنتهت ..
إنتهت ..
إنتهت "اللعبة"!
لمْ يبقَ لي إلاّ "اللعب بالوقت الضائع"!
عَلّقتُ سلاحي على سِدرةٍ عتيقة ..
...................
لا بطولةً،
لا بَراعةً ، أو فِطنةً أنّني أحيا !
سأَنكَبُّ على "مؤجّلاتي " ، فلا وقت للتبذير !
إنتهت اللعبة !
إنتهت !
لم تَعُد هناك فرصة أخرى ..
* * *
لمْ يَتسنَ لي أنْ أُهنِّأ أُمي بسلامتي معطوباً ..
كلُّ مَنْ حَوْلي هَنَّأني على "السلامة" المنقوصة !!
لكنني بقيتُ سيّدَ ذاتي ،
لا أنسى ولا أَتذكّرُ الماضي إلاّ حينَ يَشرَقُ الهواءُ بغبار "الآنْ"!
لمْ أُسائل نفسي لماذا أحتفي بصداقةِ اليومي ،
وأَنتشي بالنَزرِ المُتاح !

ربما أكونُ أرجأتُ إستذكارَ "المَلاكَ" إيّاه كي أُموِّهَ ما إستبطنتُ من حُطامي !
وأَعرفُ أَنه ساديٌّ مراوغ ،
يقضمُ "رأسمالي"/ أصدقائي من حولي .. واحداً ، واحداً لينفَرد بي !!
أَتُراه خائفاً مِنّي ؟.. أَنا المعطوب ..؟!
* * *
هلْ يَمرَضُ مَلاكُ الموتِ مثلما نَمرَضُ ..؟!
أَيُصابُ بالأنفلونزا ، وفقدان الذاكرة(ألزهايمر) أو يدَخَلَ "الكوما" ..؟!
إذا كان كذلك .. لنْ أَدعو له بالشفاءِ والعافية ،
كي أَكتُبَ نَصّي الذي أَحلَمُ به !
فَبِيْ شَبَقٌ إلى ما لستُ أَعرِفُ ..
وأُريدُ أنْ أحيا وأنساه !
........................
كلُّ ما في الأمر أَنّي أُصدِّقُ حواسّي ، بأَنَّني لمْ أَزَلْ أَحيا ..
أتأبطُ ظِلِّي كي لا يتعثَّرَ فوقَ رصيفٍ مَجدورَ الوجه ، فينكسَّرْ ،
لمْ يأتِ موسمُ "القِطاف"،
لمْ يأتِ ،
لمْ ..!
وساعتي لمْ تَحِنْ بعدُ !
* * *
وسطَ ضوءٍ نحيلٍ يَخبِزُ الليلَ ، نَجوتُ مصادفَةً ،
حاولتُ تعديلَ مسيرتي ، كيف ما أَشتهي !
إذْ ما كُنتُ لأكونَ لو أَنَّ الموتَ لم يكنْ عشوائيا ،
إختطفَ أخَوَيَّ الأصغرين قاسم ورسول !
يزورني في المنام ، دون دعوة ، ويقولُ :
" ما نسيتكَ ، لنْ تَفلِتَ منّي ، وإنْ نَجَوتَ بضعَ مرّات !"
فأقولُ له : " غَلبتُكَ يا موتُ غير مرة ! أما تستحي ؟!"
* * *
ما كنتُ لأحيا لو أنَّ الرصاصةَ الغبية لم تُخطيء مسارها بعشرينَ درجة ،
فتَستقرَّ في ركبتي مرتين :
في ساحة السباع وفي كردستانْ.
....................
ما كُنتُ لأَحيا لو لمْ أُشاغل ضابط الجوازات صالح منهل- زميلي في المتوسطة –
فلو أَلقى نظرةً على قائمة " الثلاثونَ المُبشّرونَ بجهنم "*لَرُحتُ بشُربة ماء !!
...................
ولا كُنتُ سأحيا لولا جَلَبَةٍ قام بها اليمنيون الجنوبيون في مطار الكويت ، دفاعاً عنّي،
يومَ أرادت مخابرات جارهم الأكبر إختطافي !!
..................
ما كنتُ لأحيا في قصر النهاية، لو لمْ يكتشفوا أنني لستُ يحيى بابان **!!
..................
وأخيراً .. ما كنتُ لأحيا لولا فَزَع صديقي د. إلياس البطل لما إكتشف بأن لديَّ سرطانٌ
فأرسلني إلى المستشفى فوراً !!
* * *
ما يُنسيني الموعد مع "المَلاك" إياه ،
بُنيَّتي ندى ، شَغَفي بزهرةٍ يانعةٍ شقَّت الجدار لتعرضَ فِتنتَها ،
هَوَسٌ بالطبيعة ..
كثرةٌ من الكتب تنتظر القراءة ،
وبلسم الروح موسيقى وأعمال فنية .. وكــاس!
كلُّ هذا يبقيني أُناطحُ الموتَ ..!!






-----------------------------------
* المقصود قائمة بثلاثين إسماً من المثقفين صدرت أوامر من مركز النظام عام 1978 بمنعهم من السفر وجرى تعميم ذلك إلى دائرة الجوازات والمطارات والمنافذ الحدودية ،
وقد ضمت القائمة زهير الجزائري ، نبيل ياسين ، فاطمة المحسن ، فالح عبد الجبار وكاتب السطور وغيرهم مما لا أتذكر الآن .
** يحيى بابان واحد من نشطاء القيادة المركزية ، زميل لي في أتحاد الطلبة . كان يدرس في كلية الإقتصاد والعلوم السياسية عام1969.



#يحيى_علوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا خيــار بين السيء والأسوأ !
- قصاصات من المستشفى (3)
- حذار من لُغتهم !!
- مُتناثرٌ موصولٌ
- هل نحن في - مرحلة تحرُّر وطني -؟!
- ما العمل؟ مع الريح ضد التيار .. أم العكس ؟!!
- المُجرَّد والمَلموس
- مُنوّعات
- دمعة .. صَرخَةُ أَخرَسٍ من أجلِ وطن !
- إذا كانت الثقافةُ نِعمَة ، فأنَّ الجهالة نِقمَة !
- أَما عادَ في الناسِ مَنْ يَعقِلُ هذا الأَدرَصْ ؟!
- إعلان
- لَوْ (2)
- خواطر مُبعثرة
- ومضاتٌ شَقِيَّة 3
- ومضاتٌ شَقِيَّة 2
- ومضاتٌ شَقِيَّة
- تداعياتُ يــومٍ ماطـــر
- لَـــوْ...
- النزولُ من قمة التفاؤل ، قد يكون أنفع !


المزيد.....




- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - - الوقت الضائع -!