أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (١_٢)















المزيد.....

نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (١_٢)


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 7341 - 2022 / 8 / 15 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نقد الدولة _ دولة النقد
البحث عن دولة حديثة ناقدة (١_٢)

مشكلة البحث

غياب وجود الدولة الحديثة الناقدة

( موجز عن الحداثة والنقد)


هذه المشكلة ربما تكون الغائب المطلق في التاريخ السياسي الحديث لدى المجتمعات التي تعيش ضمن فضاء الثقافة العربية الاسلامية ، وهي مشكلة انعدام وجود الدولة الحديثة الناقدة ، المصححة لذاتها ، لتعثراتها ، لاخطائها ، وبالتالي يشكل غياب عنصر النقد والتصحيح يجعلها أخاذة في الجمود والتخلف عن التطور والبناء ومضاهاة الدول والامم الحديثة ، وغياب النقد هذا لا برتبط بالواقع السياسي فحسب بل له جذوره المعرفية والاجتماعية والثقافية والدينية ، تلك التي تعيش على المطلقات القيمية والسلوكيات الموروثة الجاهزة سواء كانت مرتبطة بالحاضر وما يعاني من اقصاء وشمول معرفي وثقافي او ذات ارتباط ماضوي سياسي واجتماعي ثقافي ضمن ذات الآليات المغيبة لاي امكانيات تسمح بوجود الاختلاف في التفكير وشيوع الحريات الحديثة ، وبالتالي لا يشكل الغياب ذاته إلا غيابا للحداثة نفسها قبل غياب النقد ، وتلازم الحداثة والنقد عنصران مكملان لاي تطور اجتماعي وعلمي ثقافي بشري، ولا يكفي وجود احدهما دون وجود الاخر بل ان وجودهما مكملان لبعضهما البعض

وبما ان المجتمعات العربية الاسلامية تعاني اشد ما تعانيه هو غياب التحديثة العضوي لمجمل الأشكال والانساق الاجتماعية والثقافية والوجودية المعاشة لذلك وجب علينا تقديم موجز عن الحداثة والنقد كارتباط تاريخي عربي اسلامي حديث


موجز عن الحداثة والنقد


بداية ان الحداثة العربيّة الاسلامية هي حداثة نقدية من أجل الاصلاح ، والنقد الموجود فيها لا يغور في اعماق المشكلة الوجودية المراد نقدها ، حيث دائما هنالك العيش على السطوح والهوامش ، بسبب بسيط يكمن في ان كتاب ومفكري الحداثة ضمن حدود النسبي هم من اصول دينية ، وبالتالي لم تساعدهم الجذور الراسبة في تكوينهم المعرفي المضي قدما في النقد والبناء ، يضاف الى انهم كانوا ذات ارتباط سلطوي مع هذه الدولة او هذا السلطان ، مع بعض الاستثناءات بالطبع .


رفاعة الطهطاوي .. حداثة هامش سلطوي



فهذا رفاعة الطهطاوي اول شاهد على حداثة اوربا ، مبعوث من قبل محمد علي لاحياء وانبعاث ؤوح الامة الاسلامية ، ولكن ضمن شروط حديثة تأخذ بنظر الاعتبار اهمية التعليم والاستناد الى العقل في تسيير الامور الاجتماعية والسياسية ، وفقا لرؤية السلطة الباعثة التي تريد الاخذ بنظر الاعتبار التطور الصناعي العلمي دون التطور الفكري والسياسي والاجتماعي ، وهذا يبدو هو موقف الكثير من الدول المنتهية الصلاحية الجامدة المحكومة عائليا وحزبيا مع اختلاف تغيرات الزمن والحداثة .

بحيث يمضي تخليص الابريز في وصف حداثة باريز ( باريس) بذكر المظاهر الحديثة في العيش والسكن والملبس فضلاً على اعتمادها على العلم والصناعة دون اي محاولات من نزعها عن اطارها الخارج عن الدين ، حيث بقيت باريس " دار كفر " اذ يبدأ بوصف باريس بهذين البيتين

لئن طلقت باريسا ثلاثا
فما هذا لغير وصال مصر
فكل منهما عندي عروس
ولكن مصر ليس بتت كفر (١)

وهكذا يسهب الطهطاوي في وصف حداثة باريس دون الإشارة ولو نقدا لبيئته المحلية وما تعانيه من جمود وتقليد واتباع حيث يقارنها بما موجود فيها ليس بالمسلمين بل بالنصارى او الاقباط في مصر فقط ويحسب انتمائهم الى الجهل والغفلة وليس الى تأثير الظروف والبيئة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية عليهم حالهم حال المصريين والعرب جميعا (٢)


الكواكبي واستبداد الشرق



ومع الكواكبي تتطور المشكلة الوجودية التي يعاني منها الانسان العربي _ الاسلامي ، اذ يوجه سهامه الى المجتمع وجذور الاستبداد والاستعباد باعتبارهما نتيجة طبيعية يعيشها المجتمع الشرقي ، وان لا خلاص من الاستبداد إلا من خلال العودة الى الجذور ، جذور الشورى الدستورية ، بالرغم من انه اي الكواكبي يتفرع كثيرا في أوجه الاستبداد بدءا بارتباطه بالدين والسياسة والتربية والمجتمع والمال .. الخ ويعمل جاهدا على حل هذه المعضلة ولكن في النهاية سوف يصاب باليأس والوهم وعدم الامكانية من الوصول إلى اي حل لها ، حيث كما يقول " يتوهم الباحث عند النظرة الاولى انه ظفر بأصل الداء ولكن لا يلبث ان يكشف له التدقيق انه لم يظفر بشيء او انه ذاك فرع لأصل او نتيجة لا وسيلة (٣)
ومن المؤكد اصابة الكواكبي باليأس لا يعود الى قضية التنظير والتفكير بقدر ما يعود الى جمود الواقع وعدم تحوله إلى الاشكال التي يريد وهي ان يتخلص المجتمع من الاستبداد في جميع اشكاله الاجتماعية من خلال تثبيت الشورى لانها تنهي غضب الله وتعفي الناس من الاستبداد لانه " يد الله القوية " تلك المسلطة على الناس الخارجين عن طاعته ، وهنا ادامة النظرة للظلم بشكل ديني وليس دنيوي باعتبار ان الظالم سيف الله ينتقم به ثم ينتقم منه كما ورد في الحديث (٤)

ان كتاب طبائع على الرغم من هيمنة التصورات الدينية عليه الا انه يعد بداية اولية للنقد السياسي الاجتماعي وخصوصا ضمن ترابطهما الكبير ، فبين الحكومة وموظفيها ومجتمعها الكثير من التشابه سواء في الفساد والاستبداد او في الاصلاح والحرية ، ذلك ما حاول الكواكبي شرحه ونقده للاستبداد في الشرق بشكل مجرد من التشخيص للدولة والحاكم والنظام بعينه .


المصادر : _

١_ الطهطاوي ، رفاعة / تخليص الابريز في تلخيص باريز
/ مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة / ٢٠١٢ / ص ٦٩

٢_ المصدر ، نفسه / ص ٨٣

٣ _ الكواكبي ، عبد الرحمن / طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد / دار الكتاب المصري ، دار الكتاب اللبناني / طبعة ٢٠١١ / ص ٣

٤_ المصدر ، نفسه / ص ١٩



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (£ ...
- في دفتر الرسم
- سبعة نماذج من الهايبون الفلسفي
- الآداب والفنون السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع
- اشكال ممارسة النقد الاجتماعي (٢)
- المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (£ ...
- المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (10)
- المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (¤ ...
- المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (¤ ...
- المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (£ ...
- المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (£ ...
- المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (  ...
- المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (  ...
- الطريق المكسور بقصيدة شعر
- شهر مع الهايكو (١٧)
- نظرات في فلسفة غاستون باشلار (٢)
- مجتمع ابو البكرة وتاريخية الاستغلال والموت (٩)
- قصائد النهار الطويل
- مجتمع ابو البكرة وتاريخية الاستغلال والموت (٨)
- شهر مع الهايكو (١٦)


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (١_٢)