|
لا شيء 👎 يعجبني / صراع على الحكم وأخر إيديولوجي …
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 7340 - 2022 / 8 / 14 - 11:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ كانت الدرويشية هي مستقبل الأدبي للثورة الفلسطينة 🇵🇸 ، ولأنها لم تكن في بادئ مراحلها الأولى ، تحديداً داخل فلسطين 🇵🇸 المحتلة سوى بالحركة التكتيكية بحكم سيطرة الاحتلال على مناحي الحياة ، لكنها عندما تحررت باتت تسعى للوصول للعالمية ، ومن قصيدته ( وأنت تعد فطورك ’ فكر بغيرك / لا تنسى قوت الحمام ) ، إلى جذاذة تركها قبل أن يدخل غرفة الموت ، كتب عليها هذه العبارة ( أنا أعرف أنَّ صراعي مع الموت هذه المرة.. أن الموت سينتصر ) ، وقد تكون أهمية محمود دوريش ليست في كتابة الشعر الحديث أو جمالية الغناء في قصيدته اليانعة أو البهية ، بل في الحقيقة وقبل أن يؤسس عقده الشعري مع الجمهور ، كان قد مهد لتشكيل شعر المقاومة بطريقة حديثة لم يسبقه أحد في وجدان الجمهور العربي ، لقد جمع بين الام والحبيبة والأرض🌍 والقهوة ☕ والرغيف🥖 والبحر الأبيض 🌊 وعرق البندقية المجبول بعرق حاملها ، كل ذلك على ايقاع المتنبي ، لكنه بنكهة نثرية تتشابه مع نثرية غارثيا لوركا ، وهذا الشكل والمضمون والتجانس بين التاريخ / التراث / الحداثة ، قد أنعكس أيضاً على الحركات الثورية ، لم يبدأ بالطبع بحركة فتح ولم ينتهي بحركة الجهاد الإسلامي ، ولعل الكثير لا يعرف أو يتجاهل عن قصد ، بأن الأغلبية التى أسست حركة فتح كانت جذورهم إسلامية ، أي أنهم كانوا قد تأسسوا في بداية عمرها في حركات اسلامية إلى أن ابتكروا مقولة كانوا يرددونها في صالوناتهم ، بأنهم خضعوا إلى عملية جراحية كان لها الفضل في تطويرهم ، وقد يكون المصطلح الادق ، هو أن الثورية العالمية ، من كوبا 🇨🇺 مروراً باسبانيا ، البلد الذي فقد 😞 أهم مبدع على هذا الكوكب 🪐 ، الشاعر لوركا وقبل ذاك الثورة البلشفية ، جميعها أثرت في الثورات العربية تماماً 👌كما أثر الشعر النثري الحديث في الشعراء العرب .
كان الاعتقاد السائد في ذروة النهوض الثوري ، أن الكيان الإسرائيلي 🇮🇱 لا يمكن 🤔 له التحمل كل ذلك الاندفاع الثوري وسوف يتحطم في مرحلة معينة ، ولأن الفترة الثورية ، كانت الأغلبية الساحقة متعلقة بها ، وهي الأعلى والأهم شأناً لهم ، بل هي تشبه بحالة التمرد على كل شيء ، تماماً👍 كما شبهها درويش بتجربة الحب الأول ، أو كما وصف المقاتل بالطير الذي طار مرة ومن ثم لم يعد يرغب بالطيران ، ثم في كل مرة تداهمه فكرة💡الرحيل ، يسأل نفسه إلى أين أطير ، من عندي إلى عندي ، لكنه في المقابل ايضاً ، كان هو لا سواه من أسس في دائرة ياسر عرفات لحالة الرفض ، وبالرغم من أن الأخير كان يغدق على الأول بلمال ، إلا أنه رفض إتفاق اسلو بطريقته وبمفهومه الخاص والذي عبر عنه هكذا ، ( لا شيء 👎 يعجبني ) ، وقال صراحةً 😶 أن الإتفاق سيجعل الفلسطيني 🇵🇸 حفنة من التراب ، هذه العلاقة الملتبسة بين الثوريين قبل المراقبون ، هي قائمة أيضاً بين المؤتمرين الرابع والخامس لحركة فتح ، لقد أنهوا الحاضرون في المؤتمر الخامس شعار العاصفة والذي بدوره وضع خط بين ماضي الحركة وحاضرها ، لكن سرعان ما تبدل الحال مع بداية انتفاضة الأقصى ( الثانية ) ، شكلت الوقائع على الأرض كتائب الأقصى ، والتى أخذت شعاراً مختلفاً عن شعار العاصفة ، وذلك لقربها من كتائب عز الدين القسام (الذراع العسكرية لحركة حماس) ، وسرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) ، وهذا يفسر بشكل مبسط ، أنها لم تكن مرحباً بها من قبل الحركة أو أجهزة السلطة ، وإن كان ذلك فهو على مضض ، حتى لو كان لا أحد يوحى بذلك ، على الرغم من أنها تصدرت المشهد العسكري أثناء الانتفاضة الثانية ، تفوقت على الجهاد الإسلامي وجاءت بالمرتبة الثانية بعد كتائب عزالدين القسام ، وهذا هو تحديداً الذي يدفع الاحتلال الإسرائيلي 🇮🇱 بملاحقة كل من ينتمي إلى كتائب الأقصى وتصفيته ميدانياً ، لأنه يدرك بأن خطورة ⛔ انتشار الانتماء للكتائب وفي ظل حاضنة شعبية عريضة وقادرة على قلب الأوضاع ، هنا 👈 لا نتحدث على حركات إسلامية بقدر أنها مجرد كتائب لا تحمل إيديولوجية ولا تسعى إلى الحكم ، بل كل ما تريده هو تصحيح سيرة الحركة ، وفي مقدمة ذلك تغير الدستور الذي بات يجرم الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي ، لكن سرعان ما تغير الحال ، عندما فوضت حكومة سلام فياض بمفاوضة مقاتلين الكتائب عام 2007 وخلص الاتفاق بإتمام عفواً إسرائيلياً 🇮🇱 عن 180 مقاتلًا من كتائب شهداء الأقصى مقابل تسليم السلاح والحصول على وظائف في الأجهزة الأمنية .
ولعل السبب الطريف المتقدم ، يبدأ من واقع غير عسكري ، وهو يتعلق بطبيعة التفكير الإسرائيلي في هدم معنويات عدوه أكثر من تلقينه ضربات عسكرية موجعة ، وفي المعركة الأخيرة والتى استمرت 72 ساعة ⏰، دمر الجيش الإسرائيلي 🇮🇱 سلسلة من المساكن ، لكنه حقق أهدافه من خلال مراقبة تحركات القيادات الميدانيين ، وأعتبرها الجيش بالأهداف المرحلية ، وهذا الفعل كان الجيش الإسرائيلي قد صنع ذلك ، تحديداً 👌 قبل ثلاثة سنوات عندما أغتال القائد العسكري السابق لسرايا القدس ، بهاء أبو العطا ، وهو حسب الرواية الاسرائيلية يعتبر واحد☝من 3 قادة في المنطقة العربية الذين يهددون دولة الاحتلال ، لقد تخلصت إسرائيل 🇮🇱 من قاسم سليماني وابو العطا ، وبهذه الجولة أثبت الجيش الإسرائيلي أنه كان قد بدد أغلب الاخفاقات التى واجهها في الحرب السابقة ، كان على جهوزية في التعامل مع مواقع المقاومة ، لقد تمكن 🤔 الطيران الإسرائيلي ✈ تكبيل حركة المقاومين الفلسطينيين في دوائرهم ، الذي حد من تحركاتهم ، وكأن تسمية المعركة بالفجر الصادق ، جعلت إسرائيل 🇮🇱 لها الأسبقية بالهجوم ، بل هذا تحديداً الذي جعل حركة حماس والغرفة المشتركة للقوى المسلحة ، أن يتجنبوا المعركة لأنهم أدركوا أن الجيش الإسرائيلي غير أسلوبه وبات يحاكي معركة سيف القدس ، والذي أخفق فيها مع الآخذ بالاعتبار ، ضرورة تأليب أهل القطاع من خلال تدمير الحد الأدنى من الحياة فيه .
في كل مرة تتعاقب الدراما في قطاع غزة ، سرعان ما تشتد اللهفة هنا 👈 أو تندرحر هناك 👉 ، لكن العالم برمته ، مجبر وليس مذعناً 😑 أغلب الظن في التحرك ، كان الربط الاسرائيلي بين مدينة جنين وقطاع غزة ومن ثم نابلس يشير ☝ أن الاسرائيليين يتابعون الغرفة المشتركة للتنظيمات ، فاعتقال مسؤول الجهاد في جنين ، ومن ثم اغتيال مسؤولين الحركة في شمال وجنوب غزة ، ثم تبع ذلك الحرب ، وبعدها قاموا بتصفية رجال كتائب الاقصى في نابلس ، كله يدلل أن غرفة تل ابيب تراقب عن كثب غرفة غزة ، بل ما يجري في كل من جنين والخليل ونابلس يشابه بالحد الكبير لما جرى أثناء الانتفاضة الثانية في قطاع غزة ، وبالتالي ، المخفي أكبر ممن يتصوره المرء ، وقد يكون التباين أو التعارض السياسي بين حركتي حماس والجهاد في معركة 72 ساعة ، ليس بالجديد ، فالحركات الثلاثة ، فتح / حماس / الجهاد ، جميعهم شقوا طريقهم من رحم الإخوان المسلمين ، لكن سياسياً كل طرف أختار طريقه ، ولكل حركة لها تجربتها الخاصة ، وعلى الرغم من التطورات الإقليمية والانحدار السياسي وهشاشة المكانة العربية عالمياً ، تحديداً بعد سيطرة إيران 🇮🇷 على هلالها ، الحركتان تتباعدان ، لكنهما في ظل قوة النار المصبوب تلتحمان ، وعلى الرغم من مخاوف الشيخ ياسين المبكرة من تمرير التشيع في غزة عبر الجهاد ، إلا أن هذا الخوف 😨 مازال حاضراً بقوة داخل حماس ، وهذه المخاوف ايضاً تتحسسها حركة فتح بين أعضاء كتائب الأقصى ، والذين يعرف عنهم أنهم على صلة مع حزب الله في لبنان 🇱🇧 ، بل لقد ظهر الخلاف بين الجهات الثلاثة في المساجد ، هناك من يحرص تسمية بعض المساجد بالحسينية لحد أنهما في غزة اضطروا إلى تقسم المسجد بين الطرفين ، لكي لا يقع إشكال مسلح ، ولم يقتصر الأمر على داخل الاراضي الفلسطينية 🇵🇸 ، بل كانت هذه الظاهرة قد بدأت في بادئ الأمر داخل حركة فتح ، لقد نظمت إيران 🇮🇷 بعض كوارد فتح في لبنان 🇱🇧 وسوريا وتبنوا الخط الشيعي مذهباً لهم ، ومن ثم تطور ذلك ليصبح خلافاً في المخيمات أو بالأحرى عليها ، أما اذ ما وضع المرء جانباً الخلاف المذهبي ، فهناك أيضاً خلافاً سياسياً ، فحركة الجهاد لا تعترف بالمفاوضات أو بالأحرى بالدولة الإسرائيلية ، وتعتبر المواجهة نهجاً وحيداً لتحرير الأرض 🌍 ، على عكس حركة حماس والتى أعلنت قبولها بدولة فلسطينية 🇵🇸على الحدود الهزيمة ، وهي لا سواها ، تشتغل كما لا يشتغل الجهاد على الصعد كافة ، البعد السياسي والاجتماعي والاقتصادي .
تاريخياً ، وهو أمر معرفي قبل كل شيء ، فمعرفة الأيديولوجيات التى ترتكز عليها سياسات الفصائل أو الاجتماعية والتى تعتبر عابرة لمحيطها ، كانت وراء كل هذه الخلافات بينهم ، تحديداً ، وهو صراع على من يقود المسألة الفلسطينية 🇵🇸 ، لكن الذي يدفع ثمناً هو الشعب ، وهذا كان ظاهر بعد الانقسام الذي حصل بين غزة ورام الله ، وهو واضح كل الوضوح في المنطقة بأسرها ، هناك تحول مذهبي مخفي أمام النظام العربي ، بل اليوم الخلاف يطل برأسه بين الحركتين ، حماس والجهاد ، خصوصاً عندما تأتي لخطة التسوية بين حماس وإسرائيل سيزداد ، ولا أحد يعلم كيف سيكون ، إذنً ، لم يكن درويش مخطئاً عندما قال ، ( لا شيء 👎 يعجبني ). والسلام🙋 ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خادمات لبنان 🇱🇧 الطلقة التى أماطت اللثام الأ
...
-
صاروخان 🚀 ، واحد☝يتجنب المدنيين والأخر يسوقهم
...
-
إحياء الحلف الأمريكي الآسيوي / الاسترالي
-
المعركة بالأصل على المحيط الهادئ وليست كما يشاع على تايوان &
...
-
الكسكس واحد من القواسم المشتركة للبحر الأبيض ، تاريخ طويل من
...
-
أماه نحبك إلى الأبد / اسيا كانت وآسيويون سنكون …
-
لماذا🤬الانتماء للصهيونية والانتساب لليهودية ✡
...
-
حضارة الأسفلت 👣وهمجية الكعب العالي 💃/ يد
...
-
سريلانكا 🇱🇰 من دولة نامية إلى مفلسة …
-
شينزو أبي 🇯🇵 المحافظ والباحث 🔬Ԏ
...
-
لم تدين ليبيا 🇱---🇾---/ للشعب أو للطبقة السي
...
-
معركة الأرباح بين الميتافيروس والواقعيون …
-
بين طريقين الحرير الصيني 🇨🇳 والأخر الغربي ال
...
-
رافضاً 🙅♂ للقيم الديمقراطية ويعتبرها سبباً لل
...
-
مقتدى الصدر يستقيل ✍ بروحية مقاومة الموت وبالمحبة للحي
...
-
عقل 🧠 تختي 🛌 وأخر 🧠 نوبلي🥉
...
-
بين الجهيض الفكري🧠 والإجهاض الروحي👶 …
-
بقرات 🐄🐄🐄 تتسب بالجوع وأخرى بالغنى …
-
الندية ليست باللغة 🗣---/ بل بالاكتفاء الذاتي
...
-
عنتريات😱 المقاومة أمام حقيقة😳 القوة …
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|