أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - الدولة و الوطن














المزيد.....

الدولة و الوطن


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7340 - 2022 / 8 / 14 - 00:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الطبيعي ان تستوقفنا الحروب و الانهيارات التي تتوالى في بلدان العراق و سورية و لبنان منذ سنوات 1970 و ما تزال متواصلة إلى الآن ، كما لو أنها ارتدادات لزلزال كبير ، بالمعنى المادي و المعنوي ، تمثل في الهزيمة الماحقة في حزيران 1967 ، لنتساءل عن آثار الدولة و الأمة في أكوام الأنقاض ، انطلاقا من كون الوطن مكانا يعيش فيه مواطنون يرتبطون فيما بينهم بعلاقات تجعل منهم " أمة وطنية " تتجسد بشراكة في الحفاظ على أمنهم الإقتصادي و الوجودي حاضرا و مستقبلا .
ينبني عليه أن الأمة الوطنية تختلف في جوهرها عن القومية . فهذه الأخيرة تجسد إجتماعا قائما على اساس العرق أو الدين ،أو الإثنين معا ، هذا إذا جاز الأخد بحقيقة هاتين الصفتين موضوعيا للتمييز بين الناس استنادا إليهما . مهما يكن فإن القومية تدل في الواقع على تكتل بدائي سابق عن الأمة بما هي انتماء محدث ،إرادي ،ذاتي او سلطوي ، طوعا أو كرها ، غير ثابت ، بمعنى أن المرء يستطيع من حيث المبدأ ، الإنفصال عن أمة وطنية و الإلتحاق بامة وطنيةبديلة . بكلام أكثر صراحة ووضوحا إن الفرق بين القومية و بين الأمة هو مثل الفرق بين علاقة القرابة و علاقة العمل و المصلحة .
نضع هذه التوطئة توخيا لدعم زعمنا بأن الحروب العدوانية التي تعرضت لهادول العراق و سورية و لبنان من أجل محوها و تجزئة أرضها ، أظهرت أن مجتمعاتها لم ترق بعد إلى مستوى رد فعل الأمة الوطنية الموحد ، دفاعا عن موطنها حيث مصالحها و حيث يتقرر مصيرها ، فمن نافلة القول أن الغزاة الآتين من دول إقليمية و دولية ، و جدوا دائما في هذه البلدان حلفاء لهم ، إنتقاما من السلطة الوطنية على حساب الشراكة الوطنية .
من البديهي أن مرد اجهاض تكون الامة الوطنية يعود إلى عوامل عديدة لا يتسع هذا الفصل للتعمق في تفاصيلها ، لذا نقتضب فنقول أننا نجد في مقدمة هذه العوامل مسألة " الأوطان المؤقتة " إذا جاز التعبير ، بانتظار الإتحاد فيما بينها ، في " وطن عربي واحد " ، نذكر أيضا العامل الديني بما هو الجزء العائم من مسألة دولة الخلافة الإسلامية ، يضاف إلى هذا و ذاك التعدد الديني في نفس البلاد و تأثير قوى الإستعمار القديم الذي منح الدول مثل سورية و لبنان و العراق في الواقع إستقلالا شكليا .
مهما يكن فإن المسؤولية في عدم نشوء امة وطنية تقع أيضا على السلطات التي توالت على حكم هذه البلاد و التي افتقدت إلى الإرادة الوطنية لخلق الأمة . فمن نافلة القول أن الحكام تميزوا بالإستهتار و انعدام البصيرة و المؤهلات . هذا لم يمنعهم من الإمساك بالسلطة خدمة لانفسهم ، لا خدمة للوطن ورعاية للامة . ليس من حاجة إلى التذكير بأمثلة عن نقائص بعضهم فهي لا تحصى و لا تنسى ، بدءا من ممارسة التمييز الطائفي حفاظا على الحكم ، و دفع حركات الدين السياسي لمضايقة الوطنيين ، و قطع الطرقات من أجل راحة الضابط و إطلاق الحملة الإيمانية و تبديل الراية الوطنية بينما الناس يرزحون تحت و طأة الإحتلال ,



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهلال الناري بين أوكرانيا و قطاع غزة
- مقابر و منازل (2)
- مقابر و منازل -1-
- الوقت المقتطع
- التطبع و التطبيع -7-
- عن الفكر و الموقف في السياسة في حكم العراق و بلاد الشام .
- كيف أخْتلقَ - الشعب الإسلامي - فرنسا نموذجا
- فرقعة في أوكرانيا و أرق و جوع و عطش وظلام في الشرق الأوسط
- الحائط المسدود ، الدولة اللاوطنية (2)
- الإعصار
- نكران الوطن
- الولايات المتحدة و سياسة السّلب والتسليح و التدمير و التعمير
- عن الوباء السابق و الحالي و القادم
- عن الدين و الدولة ـ 2 ـ
- ملحوظات على شاطئ النورماندي
- العنف غير المتماثل
- الدولة اللاوطنية
- عن الدين و السياسة
- في مرحلة تفكيك الدولة !
- حروب الاطلسي في دول العروبة !


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وقطع ...
- الضفة الغربية.. توسع استيطاني إسرائيلي غير مسبوق
- الرسوم الجمركية.. سلاح ترامب ضد كندا
- إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبي ...
- -البنتاغون- لـCNN: إرسال طائرات إضافية إلى الشرق الأوسط
- موسكو لواشنطن.. قوات كييف تقصف محطات الطاقة الروسية
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في رفح
- تصعيد روسي في خاركيف: هجمات جديدة تخلّف إصابات ودمارًا واسعً ...
- -صدمة الأربعاء-.. ترقب عالمي لرسوم ترامب الجمركية
- بيليفيلد يطيح بباير ليفركوزن من نصف نهائي كأس ألمانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - الدولة و الوطن