حالة شوق* ..
ــ 2 ــ
أيّتها الداليات
هل كانَ مقدَّرٌ عليكِ
أن تأكلَكِ نِعَاجَ الغجَرِ
أمْ أنَّ هُناكَ بَصيرة عمياء
لا تُحِبُّ اخضرارَ المروجِ
ولا ترغبُ احمرار الشفق؟!
أيّتها الكرومُ المعلَّقة في ذاكرتي
إنّي ما أزالُ أَشتمُّ
أريجَ صباحاتكِ النديّة
وأَنتِ (يا ديريك) ..
يا بلدتي المقمَّطة بالسنابلِ
كم أنا بشوقٍ إلى مساءاتِكِ
المضمَّخة بالفرح!
يا أزقَّتي المطرَّزة بالطينِ
منكِ أستمدُّ الصفاءَ
ومنكِ سأصنعُ رداءً
يخفِّفُ عنّي
عذابات السنين!
أَيُّها الشامخون خلفَ البحار
أهديكم سلامي ..
وأحيطكم عِلماً
أنَّ أوجاعي تهطلُ
كما تهطلُ شتاءات استوكهولم الباردة!
آهٍ .. وأَلفُ آه
مَنْ سيمسحُ عن جبهتي قافلة الأحزان؟!
ومَنْ سيطهِّرُ روحي من غربةِ الأيّام؟!
(حبيبتي ..
لماذا ارتشَفْتِ بحراً من الهمومِ
وكوباً واحداً من الفرح؟!) ..
تعالَي نتلمَّسُ أوجاعنا الخفيّة
تعالَي نحرقُ غضبَ الإنسان
ونرميهِ في الجـحيم! ..
تعالَي يا فراشتي نعانقُ أطفالَ العالم
ونضعُ حدَّاً
لهذا البكاء الطويل!!
سـتوكـهـولـم: 16 . 9 . 1994
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
حالة شوق، من ديوان: "ذاكرتي مفروشة بالبكاء".