أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - تَرَى آلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْهَا














المزيد.....

تَرَى آلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْهَا


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7336 - 2022 / 8 / 10 - 22:11
المحور: الادب والفن
    


كان يشرب البحرَ.كان يأكلُ الغَابَ.يزرع الرياح.يجني العواصفَ.يتطهر بالأمطار.يقتاتها تقتاه.تسحقه الأنظارُ لا يبالي.الأرض تَمُورُ من تحت رجليْه.السماء ترسل شواظا من نار يناورها تغالبه فيغلبها.يَنْضُو بآنفعال قميصه عن بدنه الصقيل يرميه أرضا مهددا مزمجرا كأسد بلا عرين..آ آ آه ه..ثم يدوسه بقدمه حتى تخرجُ الروح من الحلقوم ويترك الجثة في العراء يلوكها الهواء...وينط بيغْ بُوسْ في عَنان بلا عماد يصرخ آ آ آي ي ي..يُريدُ يضرب خصمه الفطن الذي لم يترك له الفرصة يقفوه في الهواء طائرا محلقا بمعالجة مفاجئة على حنكه تَشَنجَ لها ثم هوى معفرا في الرغام والتراب والدِّمَا...وفي القاعة المُعْتَمَة أطفال وَسِخُونَ مليئون بقمل وقراد ومرض، ليس لهم آباء معروفون، وإنْ كان لهم آباء، فهم سُكارى مُهمِلون أبناؤهم لا يعرفونهم إلا من بعيد البعيد؛ كانوا غاطسين في عتمة الألوان يلوكون كلاما بذيئا يعلقون على مشاهد تروقهم ولا تروق بمزيد من الحنق والسخط المخلوط بالإعجاب غير اللبق المنبعث من أغوار هندسة الفوضى وجغرافية الهوامش العطنة وتاريخ بوهيوف ونعوت الزلط والقرف ....

_ وي تكواندو...

قال قائل...

_ أهلا الديناصور...

رد محاوره...

_ كاين شي زَطْلاَ؟؟؟

التمس...

_ كاينْ النْبَكْ والله لاَ كْمِيتيهْ...

عقب حنقا...

كانوا يقهقهون يضحكون...

ومن فجوة الباب الخلفية كان البدن الصغير يرنو الى الصور العامرة بالأحلام وبيغْ بُوسْ معفر في خشاش، خشاش أرض يانعة، وبروسلي يُدَثره بقميص يلقيه في وجه الخصوم كلما التقاهم يهددهم يوعدهم بعذاب زؤام...كان يغمض عينيه يحلم بأطياف قزح تلعب الكونغ فو والفراشاتِ الحِسان في زحل في كواكبَ بلا رقيب بلا موانع تشدو تزهر في المدى الرحيب..كان يرى مشهد الطعانَ يتلو الطعان من الخُرْمِ الصغير المثبت في فجوة من فجوات الباب.لم تكن له فلوس كي يشاهد الصورَ كاملةً مُفَصَّلَةً وجميلةً..كان يختلس النظَرَ يسرق ما أمكنه من المشاهد يخزنها في ذاكرته يضيف عليها من مخيلته وأحلامه توابل معطرة برغبات لا تقيدها قيود..في البدء كانت الدهشة..تنفسها تنفسته، لكنه في يوم أغبر ليس يدري من أي مصيبة حلت لحظته القميئة حين آستوتِ الضربةُ مباشرة جهة العين التي تختلس الرؤى، تتشوفُ، تُدْخِلُ الحُلْمَ الى شّغاف الحنايا.. لا، لم يسافر إلى قمر ما راكبا مكنسة كما تفعل الساحراتُ..لا، لم يرحل إلى جَزائرَ من وقواقَ عبر بحور سبعة وجبال مثلجة وهضاب ناتئة تحمله عواقصُ الجنيات وعَيْرودات العفاريت، بل خَرَّتْ عليه عواصف الصور من فوقه من أسفله ومن كل النواحي..كانت ضربةً قاصمةً..لم يكنْ بروسلي بالجوار، لم يكن شَاشِي يشدو في الثلوج"آجانيتو آجانينا.."، لم يكن الولد القشيب يرجع.."آمانيتو آمانينا"؛ بل وجه بغيض مقرف أسكن المثقبَ في المحجر فآختلط الحابل بالنابل ببروسلي ببيغ بوس بجانغو رينغو بغدارتيْه يهدد العالم والعالمين بدُولاَرْ تْرُوِي بالكُوبُوي التائه في الفلوات العابس المُحترف يَضَعُ يديه في سروال جينز يُقطب شفتيْه يميل قبعته فوق عينيْه المزمومتيْن لا ليتقي الشمس بل ليهيل على مظهره غموضا تلو الغموض..بالأخيار بالأشرار بالنيران بصرخااات آ آ آه ه ه... بالعين المَكلومة تَرَى الودق يخرج منها سخيا هائلا شفافا مدرارا في ألم في عناء مُخَضّب بالرّغام بالتراب بالدماء بألوان آلسينما الحالكة القاتمة...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اِنْكِفَاء
- زَعَمُوا أَنَّهُ
- بَسَاطة...(قصة)
- نَهِيق
- تِيمُورَانَّغْ بَيْنَ فِطْرَةِ بَانْجِي وجَشَعِ جاسنْ
- ثُمّ يَقُولُ آلْعَاثرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ صَوَابَا
- تَتَّوفْتْ/مَمْسُوسَة
- ولاداتٌ في سماوات زرقاء يعج في أكبادها الخواء
- العالم الذي هناك..(بخصوص فيلم:-vivre sa vie-لجون لوك غودار)
- فِي آلْعَاشِرةِ أَوْ يَزِيدُ
- لِطَنْجَةَ غَوْرٌ أحِنُّ إلَيْهِ
- هَا أَنَذَا !!
- بَلْدَاتُ أعْمَاقِ آلْعِنَادِ
- ثُمَّ تَنْسَحِبُ ...
- مُطْلَقُ آلجنون وكفى
- مُطاردة
- غِياب
- مُولايْ عَبقادرْ جيلالي تَزَكَّا
- شُمُوسٌ سُود
- أُوَار...(قصة)


المزيد.....




- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...
- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
- -رحلة 404- يمثّل مصر في -أوسكار- أفضل فيلم دولي
- فيلم -رحلة 404- ممثلاً لمصر في المنافسة على جوائز الأوسكار
- فنانون من روسيا والصين يفوزون في مهرجان -خارج الحدود- لفن ال ...
- اضبط الآنــ أحدث تردد قناة MBC 3 الجديد بجودة عالية لمتابعة ...
- كيف تمكنت -آبل- من تحويل -آيفون 16 برو- إلى آلة سينمائية متك ...
- الجزائر: ترشيح فيلم -196 متر/الجزائر- للمخرج شكيب طالب بن دي ...
- وفاة النجم الأمريكي الشهير تيتو جاكسون


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - تَرَى آلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْهَا