أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الجانب الآخر من الصورة














المزيد.....

الجانب الآخر من الصورة


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7334 - 2022 / 8 / 8 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك مئات الملايين من المسلمين العاديين حول العالم ، يمارسون دينهم ، تشغلهم حياتهم ، ولهم همومهم المتعلقة بالعمل والزواج والأبناء وباقى تفاصيل الحياة العادية ، ولا تشغلهم الإساءة لأحد مسلماً كان او غير مسلم ، ويؤمنون أن الله خلق الناس مختلفين فى الدين والرزق والعقل ونصيبهم عموما من الحياة ، وهؤلاء هم الغالبية العظمى من المسلمين ( نحو ٩٥%) ، وهؤلاء موجودون هناك فى حقولهم ومزارعهم ، وفى مصانعهم ومكاتبهم ، وعلى مقاعد الدروس أو فى أماكن اكل عيشهم ، يقدمون للحياة جهدهم وكل ما يستطيعون عمله ..
هؤلاء لا يهتم العالم بهم ، ولا يعنيه شأنهم ..

ولكن هناك نوع آخر من المسلمين ، انتموا لتنظيمات معينة ، تقول أنها تعمل لرفعة الإسلام ، ومن أول ما ظهرت تلك التنظيمات والإسلام ومكانته الروحية في تراجع ..
يقولون أنهم مع الإسلام بالكلام ، لكن أفعالهم كلها ضده !!
يساعدهم جيش جرار من المشايخ والدعاة وكل من هب ودب ، ولديه ميكروفون أو قناة تلفزيونية وصوت عالى ، وإذا به بين يوم وليلة نجم الجماهير ..
هذه التنظيمات ورجالها هم من يحبهم الغرب - للغرابة - ويفتح أمامهم عواصمه ، ويوفر لهم المنابر الإعلامية ، وإذا أخذنا عاصمه واحدة من عواصم الغرب وهى لندن ، سنجد على أراضيها الآتى :
- هى مقر التنظيم الدولى للأخوان المسلمين منذ نشأته ، وهى الآن بلد مرشد الإخوان الجديد - ابراهيم منير - وبينما يدوخ المسلم العادى السبع دوخات للحصول على تأشيرة سفر إلي بريطانيا للدراسة أو العمل ، نجد أن المرشد العام لأهم تنظيمات الإسلام السياسي بريطاني الجنسية !!
- هى مقر المرصد السورى لحقوق الإنسان ، وهى منظمة تعمل تحت إمرة mi6 بلا لبس ، ورئيس المنظمة - رامى عبد الرحمن - له علاقات مفتوحة مع كل التنظيمات المتطرفة العاملة على رقعة الشرق الأوسط وخارجه ..
- كانت لندن مقر أعضاء تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية فى التسعينات ، وطالما نشف ريق رئيس مصر الأسبق حسنى مبارك من مطالبة بريطانيا بتسليمهم لمصر ، ولندن ترفض بإصرار !!
- لندن هى العاصمة الإعلامية لتلك التنظيمات على مستوى العالم ، بدءا من قناة الحوار وقناة العربى وغيرهما ، الى قناة الجزيرة التى أسسها البريطانيون عام ١٩٩٦ ، واختارو لها نموذج بى بى سى لتعمل على هديه ، وهى وإن كانت تعمل على الأرض القطرية إلا أن علاقة قطر الحقيقية بها بعيدة بعد السماء عن الأرض ، إلى مئات الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية التى تعمل على الأرض البريطانية أو تتلقى الوحى منها ..

.. وليست لندن وحدها ، بل شاركها فى هذا المجهود الغريب باريس وبرلين وواشنطن ..
الخلاصة أن هناك تحالف مصالح بين عواصم الغرب الكبرى وبين تنظيمات الإسلام السياسي كلها ..
وكنموذج واحد ، لم تكن باريس ولندن وبرلين وواشنطن بعيدة عن إنشاء عشرات التنظيمات المتطرفة فى سوريا بعد عام ٢٠١١ وتسليحها وتدريبها على استخدام السلاح ، والإنفاق على معيشتهم ومعيشة أسرهم ، وتوفير عشرات الفضائيات الجديدة - بمئات الملايين - لتلك التنظيمات ، وإن كان الجهد القطرى والتركى ظاهراً فى تمويل ومساعدة تلك الكيانات إلا أن الوحى - والأمر - كان قادماً من واشنطن ولندن وباريس !! وفى هذه الفترة تم إنشاء داعش وجبهة النصرة وفيلق الشام ، وعشرات غيرهم ، وانشاء بوكو حرام فى نيجيريا ، وانشاء أنصار بيت المقدس وحسم وغيرهم فى مصر ، وعشرات التنظيمات فى ليبيا ، ومئات غيرهم فى عشرات الدول ..
وهى تنظيمات تتحرك على رقعة العالم كله ، وتضرب مرة فى اقاصى آسيا ( فى إندونيسيا أو باكستان مثلا ) وفى مجاهل أفريقيا ، وفى الشرق الأوسط كما فى قلب أوربا !!
- من أين أتت بتلك القوة الغريبة ؟!
- وهل لا تستطيع القوى الكبرى - لو أرادت - أن تمنع عنها مصادر التمويل ؟!
- وعلى فرض أن مصادر تمويل تلك التنظيمات - عالمية العمل والتحرك والفعل - من ذاتها ، ألا تتحرك أموالها ضمن النظام البنكى العالمى ، وهو نظام لا تفوت القوى الكبري شاردة ولا واردة فيه ؟!!
- الا تستطيع القوى الكبرى - واشنطن ولندن وباريس - منع مصادر تسليحها ، ومنع الدول التى تدربها على استخدامه ؟
- لماذا تترك دول الغرب الكبرى المواقع الإعلامية لتلك التنظيمات تعمل وتبث أفكار التطرف والكراهية ليل نهار ، ألا يستطيع موقع فيسبوك وتويتر إغلاق ألاف الصفحات تلك بضغطة زر واحدة لو أرادت أمريكا ؟!
- ألا يستطيع موقع يوتيوب حذف عشرات ألاف الفيديوهات لتلك التنظيمات التى تبث من خلالها محتوى ليست السماحة والإخاء والحب أبرز صفاته !! بل الكراهية والجهل والتطرف !!

ما حدث ويحدث من تلك التنظيمات من أعمال عنيفة لا يتحمل نتيجته مئات الملايين من المسلمين العاديين ، بل يتحمل الجزء الأكبر فيه دول الغرب نفسها ، التى ربَّت وسمَّنت تلك الوحوش ، ووفرت لها المأوى والملاذ ، وفتحت أمامها التكنولوجيا الحديثة تبث من خلالها محتواها العنيف والمتطرف ، وانفقت على منظماتها ، وغطت على مافعلته فى بلدانها الاصلية من جرائم ودمار ..

ليس للإسلام ولا المسلمين العاديين علاقة بما حدث من تلك التنظيمات فى باريس مثلا منذ سنة ، بل هم رجالكم انتم لا رجال الإسلام ، وتنظيماتكم انتم لا تنظيماتنا نحن ، ونحن من ذاق من نارها قبلكم بأضعاف ما حدث عندكم ، فأنتم من أنشأها ورعاها ، وإن اكتويتم بنارها أحياناً كأى أحد يربى حية في داره ، ولا يتوقع أن تلدغه هو أحيانا كما يريدها أن تلدغ غيره ..

هذه ليست بضاعتنا ، هذه بضاعتكم .. وقد ردت إليكم !!



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقطاع والاستمرارية فى السياسة والاقتصاد المصرى
- هل كان الأمر طبيعياً ؟!
- وجهين لعملة واحدة ..
- إعادة بعث الماضى .. فى السياسة
- مقتل رجل ليست له قيمة ..
- أستاذ الجامعة ... نماذج
- لماذا تتعثر الديموقراطية فى العالم الثالث ؟
- كيرة والجن ..
- هل الديموقراطية هى الحل ؟ نعم ولكن ..
- المطالبة بالديموقراطية
- معضلة التنظيم السياسي
- تركيا .. وقصتها الطويلة معنا
- حرب الأفكار
- أشك !!
- الدرس الجديد
- أمر مريب ..
- جمال عبد الناصر وونستون تشرشل ..
- 30 يونيو 2013 ... أسئلة وأجوبة .
- المعنى الحقيقى لما حدث فى مصر فى 30 يونيو 2013 ..
- الديموقراطية الأمريكية


المزيد.....




- انحرف وانفجر أمام الكاميرا.. شاهد لحظة تحطم صاروخ فضاء ألمان ...
- كيف رد علي خامنئي على تهديدات ترامب بقصف إيران؟
- الشرع بعد صلاة العيد بقصر الشعب: -أمامنا طريق طويل وشاق-
- -بوليتيكو-: ترامب يخفف لهجته تجاه بوتين ويعلن ثقته في صواب ق ...
- تقارير: مقتل أكثر من 700 إثر انهيار مساجد بسبب الزلزال في مي ...
- ترامب: الرسوم الجمركية المضادة ستستهدف جميع البلدان
- أرمينيا تخطر -الأمن الجماعي- برفضها الإسهام في تمويل المنظمة ...
- هولندا تدعم أسطولها بسفينة عسكرية من جيل جديد
- هولندا تعلن عن ملياري يورو إضافية لتسليح نظام كييف
- أسباب عدم انتظام دقات القلب


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الجانب الآخر من الصورة