|
السيطرة الاثيوبية على منابع النيل ! حلم زائف (3)
ليلى الدسوقى
كاتبة
(Laila Al-desoky)
الحوار المتمدن-العدد: 7334 - 2022 / 8 / 8 - 08:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المشهد الثالث : المخاطر الداخلية لسد النهضة
من الناحية الموضوعية يتعين علينا النظر الى السد بوصفه مشروعا هندسيا يراد من وراء تنفيذه تحقيق اغراض سياسية و استراتيجية تخدم المصالح الاثيوبية و تاتى على حساب المصالح القومية المصرية لذلك يجب استعراض الفوائد للسد كما حددها الخبراء قبل المخاطر و هى : انتاج الطاقة الكهرومائية (5250 ميجاوات ) التى تعادل ما يقرب من ثلاثة اضعاف الطاقة المستخدمة حاليا لاثيوبيا توفير المياه لسكان بنى شنقول جوميز على مدار العام التحكم فى الفيضانات التى تصيب السودان خاصة عند سد الروصيرص تخزين طمى النيل الازرق الذى يقدر بحوالى 420 مليار م3 سنويا مما يطيل عمر السدود السودانية و السد العالى قلة البخر نتيجة وجود بحيرة السد على ارتفاع حوالى 570 الى 650 متر فوق سطح البحر ( اذا ما قورن بالبخر فى بحيرة السد العالى 160-176 م فوق سطح البحر ) تخفيف حمل وزن المياه المخزنة عند بحيرة السد العالى و التى تسبب بعض الزلازل الضعيفة اما اضرار سد النهضة فهى : • التكلفة العالية التى تقدر بنحو 4.8 مليار دولار امريكى و التى من المتوقع ان تصل الى 8 مليار دولار بسبب العيوب الجيولوجية و الطبوغرافية فى اثيوبيا • تهجير نحو 20 -30 الف مواطن من منطقة البحيرة • قصر عمر السد و الذى يتراوح ما بين 25 الى 50 عاما نتيجة الاطماء الشديد (420 الف متر مكعب سنويا ) و ما يتبعه من مشاكل كبيرة لتوربينات توليد الكهرباء و تناقص فى كفاءة السد تدريجيا • زيادة فرص تعرض السد للانهيار نتيجة العوامل الجيولوجية و سرعة اندفاع مياه النيل الازرق و التى تصل فى بعض الايام ( سبتمبر ) الى ما يزيد على نصف مليار متر مكعب يوميا و من ارتفاع يزيد على 2000 م نحو مستوى 600 م عند السد و اذا حدث ذلك فان الضرر الاكبر سوف يلحق بالقرى و المدن السودانية خاصة الخرطوم التى قد تجرفها المياه بطريقة تشبه التسونامى • زيادة فرصة حدوث زلازل بالمنطقة التى يتكون فيها الخزان نظرا لوزن المياه التى لم تكن موجودة فى المنطقة من قبل و الذى قد يصل الى 74 بليون طن علاوة على وزن السد الصخرى كل ذلك فى بيئة صخرية متشققة • فقد السودان للطمى الذى يخصب الاراضى الزراعية حول النيل الازرق و الذى يعد المصدر الرئيسى لتغذية النباتات و عدم تعود السودانيون على استخدام الاسمدة الزراعية • تلوث مياه بحيرة السد نتيجة تخزينها اعلى صخور غنية بالمعادن و العناصر الثقيلة و على صعيد المصالح المصرية التى ستتاثر من جراء سد النهضة هناك مخاطر عديدة على الصعيد الداخلى المصرى و منها : o تهديد الموارد المائية المصرية لقد اشار د. محمد نصر الدين علام " وزير الموارد المائية و الرى الاسبق الى ان قيام اثيوبيا بانشاء اربعة سدود على نهر النيل سيتسبب فى حدوث عجز مائى فى ايراد نهر النيل لمصر و السودان مقداره حوالى 18 مليار متر مكعب و سوف تقل الكهرباء المولدة من السد العالى و خزان اسوان بنسبة تتراوح ما بين 25 و 30% كما يتسبب سد النهضة وحده حسب الدراسات المصرية و الدولية فى عجز مائى مقداره 9 مليارات متر مكعب سنويا و فى تخفيض كهرباء السد العالى و خزان اسوان فى حدود 20 – 25 % سنويا و تاكد الدراسات الى اجراها اساتذة جامعة القاهرة و التى تم تاكيدها بالدراسات العالمية و التقارير الاثيوبية ان التاثيرات المتوقعة لانشاء سد النهضة عن امن مصر المائى عالية و قد تكون كارثية و خاصة اثناء فترة ملء السد ففى حالة تزامن الملء مع فترة فيضان اقل من المتوسط فإن الاثار ستكون كارثية حيث يتوقع عدم قدرة مصر على صرف حصتها من المياه بعجز اقصى يصل الى 34% من الحصة ( 19 مليار متر مكعب ) و بعجز متوسط 20% من الحصة (11 مليار متر مكعب ) طول فترة الملء و التى تمتد الى 6 سنوات و من جانبه اكد د . علاء الظواهرى " استاذ الهندسة المدنية بجامعة القاهرة و عضو اللجنة الثلاثية لتقييم اثار سد النهضة " انه فى حالة حدوث الملء فى سنوات متوسطة فإن بحيرة السد العالى سوف يتم استنزافها و سيقل عمق المياه بمقدار اكثر من 15 مترا اى سيصل المنسوب الى 159 م لذلك فإن تاثير اى نمط للسحب من ايراد النهر يكون تراكميا اى لا يلاحظ فى حينه و بناء على ذلك فانه من الممكن حدوث نتائج كارثية اذا حدثت فترة جفاف تالية لملء السد و بفرض اجتياز فترة الملء باقل خسائر فإن مرحلة تشغيل السد قد تمثل تحديات من نوع اخر حيث ان مبادى تشغيل سد النهضة تعتمد على تعظيم الطاقة الكهرومائية المنتجة و هذا يتعارض فى بعض الاحيان خلال فترة فيضان اقل من المتوسط و سوف يتم تخزين المياه لرفع المنسوب لتوليد الكهرباء و تقليل المنصرف من خلف السد و هذا ما ينذر بحدوث نقص فى امدادات المياه المتدفقة الى مصر يضاف الى ذلك ان امتلاء البحيرة خلف هذا السد بهذا الحجم الهائل من المياه حتى و لو قدرنا انه يمكن ان يحدث خلال خمس سنوات فهذا يعنى استقطاع 15 مليار متر مكعب كل سنة من حصة مصر و السودان و بالاصح من حصة مصر فقط لان سدود السودان ( خشم القربة – الروصيرص – سنار – مروى ) تحجز حصة السودان من المياه اولا قبل ان تصل الى مصر اما اذا قررت اثيوبيا ان تملا البحيرة خلال ثلاث سنوات فقط فهذا يعنى خصم 25 مليار م3 سنويا بما يعنى دمارا كاملا لمصر o اما مخاطر الزراعة على مصر نقص المياه الواردة الى مصر سوف تؤثر على حجم الرقعة الزراعية حيث من المتوقع ان يتم حرمان 3-5 ملايين فدان مصرى من الزراعة و تؤدى تلك التاثيرات الى نتائج بيئية و اجتماعية خطيرة فكل (4-5 مليار متر مكعب ) عجز من مياه النيل يعادل بوار مليون فدان زراعى و من ثم تشريد 2 مليون اسرة فى الشارع و فقدان 12% من الانتاج الزراعى و بالتالى زيادة الفجوة الغذائية بمقدار 5 مليار جنيه و يترتب على كل ما سبق تعرض الامن الغذائى المصرى للخطر الشديد كذلك يترتب على انخفاض كميات المياه المتدفقة الى مصر زيادة تلوث المياه و الملوحة و عجز فى ماخذ محطات مياه الشرب نتيجة انخفاض المناسيب و تناقص شديد فى السياحة النيلية و زيادة تداخل مياه البحر فى الدلتا مع المياه الجوفية و تدهور نوعية المياه فى البحيرات الشمالية فضلا عما يصاحب ذلك من مشكلات اجتماعية بالغة الخطورة كما ان اقامة سد النهضة ستؤدى الى زيادة البخر بمقدار نصف مليار متر مكعب سنويا على اقل تقدير و ذلك عكس ما كان يثار من قبل من ان السد سيؤدى الى توفير المياه عن طريق تقليل البخر من السد العالى فى هذا الخصوص اكد د. نادر نور الدين " استاذ الزراعة بجامعة القاهرة ان تقليل حصة مصر السنوية من مياه النيل جراء تشييد سد النهضة سيترتب عليه نقص المساحة الزراعية بصفة عامة و من ثم تاثر القطاع الزراعى على النحو التالى تقليل مساحات الزراعات المستهلكة للمياه مثل قصب السكر و تقليل مساحات الارز و تملح مساحات كبيرة من الاراضى الزراعية المصرية و زيادة الفجوة الغذائية المصرية و نقص كميات مياه النيل المتدفقة الى البحر المتوسط و بالتالى زحف المياه المالحة للبحر الى اراضى الدلتا و المياه الجوفية ، ارتفاع معدلات تصحر الاراضى الزراعية و زيادة تركيز التلوث فى النيل و الترع و المصارف ، ايقاف جميع مشروعات استصلاح الاراضى و التوسع الزراعى فى مصر ، زيادة هشاشة الترب الزراعية المصرية امام تغيرات المناخ ، احتمال اختفاء الاسماك فى نهر النيل ، تحميل الاقتصاد المصرى باعباء اضافية لانشاء محطات تحلية على البحر المتوسط ، ارتفاع نسب البطالة فى مصر بسبب نقص المساحة الزراعية ، تراجع معدلات الدخل القومى بسبب نقص الناتج الزراعى و تراجع معدلات التنمية فى الريف o التاثير السلبى على توليد الكهرباء فى مصر سيصاحب العجز المائى فى مصر عجز فى انتاج الطاقة الكهرومائية المتولدة من السد العالى فى حدود 40% لمدة 6 سنوات ايضا ان عدم امتلاء بحيرة ناصر بالمياه سيؤدى الى انخفاض او انعدام التوليد المائى للكهرباء و بذلك تكون كهرباء اثيوبيا فى الواقع على حساب كهرباء مصر بالاضافة الى ضخ المياه لمصر على صورة حصة يومية تتوقف على قدر احتياج اثيوبيا للكهرباء فيتحول النهر الى ترعة يصرف فيها ماء مقنن باوامر من اثيوبيا و لا يصبح لبحيرة ناصر اهمية مائية و لا للسد العالى الذى سيكون هدمه افضل لتقليل البخر من بحيرة ناصر و تدفق حصة مياهنا من سدود اثيوبيا الى داخل البلاد يوميا فى ترعة النيل بدلا من نهر النيل و اذا تم الوصول الى هذا المشهد المشئوم سيكون من الواجب على مصر ابلاغ اثيوبيا باحتياجاتها مسبقا فى قطاعات الشرب و الزراعة و المنازل و الصناعة و المحليات حتى تتفضل بصرفها لنا يوما بيوم و كانه ليس نهرا دوليا بل اثيوبيا صرفا و فيما يتعلق بتاثير " سد النهضة الاثيوبى " على السد العالى فى مصر تشير الدراسات الى ان ثمة تاثيرات سلبية ستلحق بالسد العالى متى اكتمل بناء سد النهضة و منها : سوف يقل المنصرف الى السد العالى اثناء فترة ملء سد النهضة و يعتمد ذلك على معدل الملء سوف يقل المنصرف الى السد العالى بمقدار البخر من سد النهضة فى حالة التشغيل العادية لسد النهضة ( بافتراض ان الغرض الرئيسى للسد هو توليد الكهرباء ) تغير معدل المنصرف شهريا للسد العالى سوف يعمل السد العالى على مناسيب اقل و تعتمد قيمة الانخفاض على قواعد الملء و التشغيل لسد النهضة يعتمد الانخفاض فى مناسيب و محتويات السد العالى على حالة الفيضان فاذا كان الايراد منخفضا ازداد التاثير حدة سوف تتاثر الكهرباء المولدة بالسد العالى سلبا كونها تعتمد بصفة اساسية على مقدار الضاغط على التربينات و تؤكد الدراسات ان النتائج كارثية على السد العالى فى حالة انهيار سد النهضة حيث ان كميات كبيرة من المياه ستصله فى زمن قصير نتيجة انهيار سد النهضة سيصل بعد 18 يوما تقريبا مما يستحيل التعامل معه فى حالات التشغيل العالية او حتى حالات التشغيل فى حالات الطوارىء حيث ان بحيرة السد يجب ان يكون بها سعة تخزينية فارغة ما بين 24 و 58 مليار متر مكعب قبل وصول كميات المياه الناتجة من انهيار سد النهضة كما انه سيغمر ما يقرب من 24 الف كيلو مترا مربعا من الاراضى الزراعية و المبانى السكنية على طول المسافة ما بين سد النهضة و السد العالى
#ليلى_الدسوقى (هاشتاغ)
Laila_Al-desoky#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السيطرة الاثيوبية على منابع النيل !! حلم زائف
-
أنا متطوع
-
من فضلك !! كلمنى بلغة عصرى
المزيد.....
-
المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل
...
-
مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت
...
-
إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس
...
-
-فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
-
موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق
...
-
وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
-
مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في
...
-
كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا
...
-
مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية
...
-
انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|