علوان حسين
الحوار المتمدن-العدد: 7334 - 2022 / 8 / 8 - 04:35
المحور:
الادب والفن
يستيقظ النوم من العينين تفرك الأحلام آنئذ ٍ عينيها وتهرب من الرأس كما الدخان يهرب من النار ليلتذ الجسد بالسباحة في نهر ٍ طويل ٍ يصل الصباح بأفكار آخر النهار قبل أن تصدم بليل ٍ نسج خيمته الشفافة غيمة ً ترقد فوق نار بينهما وقت وفراغ وصخب وجبل من صمت . كان على النوم الغرق أو السباحة وكان الموج يهدر في الرأس كانت الأحلام ساطعة ً والشمس تحتضر في عز النهار . كان ثمة بلاد تتبرج برماد الموتى وكان الموت ضجرا ً والملك شغوف بالشكوى . كان الرغيف له مذاق حب ٍ مفقود ٍ وكان الغرام ينمو ويتكاثر بين الكلام والشعراء يتزوجون القصيدة .
كان الجنون يقلق الخيال وكانت السعادة آخر ملاذات شاعر ٍ إحتضن الرصيف . كانت الوردة كثيرة الصمت والهواء كثير الشكوى لم يعد للفراشات حيزا ً بينها والفراغ الذي راود العطر ليكون فريسة أو مخلب قط ٍ عالق ٍ في عنق عصفور نفض ريشه من البراءة ليموت شهيد أغنية ٍ لم تكتمل بعد . الغيمة لم تعانق الأرض .
الأرض ليست سرير العاشق المتوله بالموت . على الشاعر أن يتزوج الكلمة يوسد خياله السماء ويحضن يأسه بشغف أمل ٍ يتفتح في رأسه في لحظة ٍ يعانق الرماد نار وجود ٍ على وشك الزوال . كانت الحياة معسكرا ً للإعتقال والقصيدة جلادا ً في بعض الأحيان وبعض النساء الماجنات حبيبات الشعراء وبنات الخيال قد تدربن على القسوة حد فاقت بطيشها قسوة الحياة نفسها ولا فرق ما بين عذوبة تشتهى وموت ٍ يطيش ويلهو كفكرة ٍ تسافر بي على جناح فراشة ٍ ترمي بنفسها غريقة ً في النار .
#علوان_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟