عائد زقوت
الحوار المتمدن-العدد: 7334 - 2022 / 8 / 8 - 00:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العدوان الاسرائيلي الفاشي الغاشم المتجدد على غزة والذي وصل لدرجة الرتابة المثيرة للملل والتقزز من سيناريو الأحداث، كشف هذا العدوان أنّ القضيّة الفلسطينيّة باتت في ذيل الاهتمام الإقليمي والدولي، وتدني مناصرة الشعب الفلسطيني، هذا العدوان الذي من المرجح أن ينتهي كسابقيه بالعودة إلى ما كنا عليه، وتذهب الأشلاء والدماء والخراب هدرًا، دون أن نحقق ولو بالحد الأدنى اتفاقًّا قانونيًّا مُلزمًا للاحتلال يلجم عدوانه السّافر على أبناء شعبنا في كل المدن والمحافظات الفلسطينية، ولم يكتفِ الاحتلال بهذا، بل سعى جاهدًا خلال العدوان الحالي والسابق إلى تكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، تجسيدًا لحقّهم الدّيني المزعوم في المسجد الأقصى، وللقدس عاصمة مُوحّدة للاحتلال، حيث سمحت حكومة الاحتلال للجماعات الدينية المتطرّفة باقتحام باحات الأقصى بالآلاف في ذكرى خراب الهيكل المزعوم، في غمرة العدوان على غزة.
لقد أشبع المحللون العدوان على غزة تحليلًا ووقوفًا على الدوافع الإسرائيلية التي تقف خلف العدوان، والنتائج المتوخاة عنه فلم أجد داع لتكرار المكرر،
فعلى الرغم من صعوبة الأحداث وقسوة المشاهد الدموية لأطفالنا ونسائنا، وما صاحبها من شدة وبأس أبطالنا ومقاتلينا في الميدان التي تواجه غطرسة الاحتلال، وبغض النظر عن الأسباب المباشرة لاندلاع المواجهات مع المحتل، فيكفي وجود الاحتلال واستمراره في اغتصاب أرضنا وتدنيس مقدساتنا، ونهب خيراتنا سببًا لاستمرار المواجهة والكفاح والنضال بكلّ الوسائل التي كفلتها الإنسانية والأعراف والقوانين الدولية، ولكن عيْن الحقيقة الساطعة والتي يحاول البعض مواربتها، هذه الحقيقة التي تتساءل إلى متى ستبقى غزة والقضية الفلسطينية رهينة للتجاذبات الحزبية، متى ستتوقف تلك الفصائل بإعطاء نفسها حق التقرير بمفردها مصير غزة والقضية الفلسطينية، متى ستنتهي مهزلة رهن مقدرات الشعب بالاصطفاف خلف المحاور والأحلاف، التي لم تقدم يومًا فعلًا ناجزًا يسند الشعب الفلسطيني في مواجهة غطرسة الاحتلال .
إنّ أسوأ وأخطر ما أفرزه العدوان على غزة أنّ حالة الوعي العام لطبيعة الصراع مع الاحتلال قد تبدّدت، و أظهرت وقوف الأحزاب والفصائل المتنفذة وغيرها كالدّيكة على مزبلة المصالح الحزبية .
فالحالة الفلسطينية الراهنة لا مناص من أن تشهد تغييرًا ثوريًّا للحركة الوطنية الفلسطينية في أسرع وقت ممكن لتصحيح مسارها قبل فوات الأوان .
#عائد_زقوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟