كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 7331 - 2022 / 8 / 5 - 15:49
المحور:
الادب والفن
ʺمِدَادُ قلم الكاتب مقدّس مثل دم الشّهيدʺ كلمات قاصمة قالها يوما الكاتب الانقليزي البديع وليام شكسبير، و من دم حبري المقدّس، ها أنذا اليوم، أكتب لكم و أقول:
يموت الأب فتذبل البنت و يسكن الذنب في تجاويف القلب،
كيف أهدرت العمر و نفسي الفانية، قبل الوقت، أفنيت؟
لماذا تهاونت و في حقّي تسامحت؟؟
صمتتُ دهرا و مِتُّ بالصّمت و ما شكوت حظّا و ما تظلّمت...
كم تغافلت و كم برّرتْ!
كم تعبت...
كم أقنعتُ نفسي بجهد و كدّ... و لا اقتنعت نفسي و لا أنا اقتنعت!!
لم أكن يوما كما أردت و لا كما أرادني أبي أن أكون ... فهلاّ اليوم كُنْتْ؟؟؟
هلاّ استفقت،،،
هلاّ قطعتُ قيدي و انطلقت!!
و بين الأخذ و الرد يمضي السّؤال الأمرّ: وكيف التكفير عن الذنب؟
كذلك ظلّ القلب يقصف أيّام العمر إلى أن جاءه الأمر من بعد دهر الأسر و اليأس:
(اكتبي...
اكتبي يا ابنة اليُتم،،،
اكتبي...أيّتها الوليدة من بعد وأد...
اكتبي... و لا تتردّدي
اكتبي و لا تتأخّري
اكتبي... إلى الأبدِ، فلا راحة لكِ إلاّ مع الحبر على الورقِ،
اكتبي...يا هذه، فما جُعلتِ إلاّ للعلمِ و للأدبِ.
اكتبي،،،
اكتبي أبدا و لا تقنطي و لا تطمعي!!
اكتبي...و اسبحي سبحا في المدد.
اكتبي...و احزني أو ابتهجي،
فلقد جاء الأمر و لقد حُمّلتِ وصيّة القلمِ).
يا لبهجتي!!
يا مرحبا بسيّدي...
يا أهلا و سهلا بدمي على أرض صحيفتي!!
اللهم ابعثني شهيدة على درب الحبّ، و يا أهلا و يا مرحبا بسيف العزّ، سيف القلم.
قد سمع القلب...
السمع و الطاعة لوليّ الأمر.
فلتكتب اليد ليرضى الأب و تشفى النّفس و يشفى القلب.
و لتقرأ الرّوح ما خطّت البنت لصاحب القلب: أبو الصّدق،،،رفيق العمر و الدّرب.
إلى أبي الذي يسمعني من قلب القبر، إلى من قلبه يحيا مديدا في الموت، أقرأ عليك كلمات كتبتها و أنا في طريقي إلى النّور عند مطلع الفجر:
أَرَقْ...أرق
بالليل أختنق
بالوهم أَلتصق
في كل فجر أفكّ قيدي و لا أنطلق...
***
الوقت يأكل العمر...و العمر بالعمر اختنق
الشّوق يخبو و يحترق...
و الوعد الأبهى يتوارى في الأفق.
الحلم يرتعب!!
هل انسرق؟؟؟
كيف الوعد ينسرق؟!
***
لا...لا...لن ينسرق!!
هيّا أَفِقْ...
أفِقْ، يا قلبُ... أفِق،
لكأني سمعتُ طَرْقًا،
لكأن البابَ يَدُق.
كريمة بنت المكّي
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟