أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السهلي - الفشل الإسرائيلي واندفاعة «السلام» الأميركية















المزيد.....

الفشل الإسرائيلي واندفاعة «السلام» الأميركية


محمد السهلي

الحوار المتمدن-العدد: 1683 - 2006 / 9 / 24 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد المنطقة مظاهر تحرك سياسي على جبهة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي رافقتها أقوال عن مساع «سلمية» ستطال المسارين السوري واللبناني. وفي إسرائيل، روجت وسائل الإعلام أخباراً عن مفاوضات سرية جرت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي (باريس 2ـ4/4/2006) خرجت بصفقة تتحدث عن قيام دولة فلسطينية بحدود مؤقتة.
وحتى تأخذ مظاهر التحرك هذا مساحة أكبر في المشهد السياسي القائم، ضخت أوساط سياسية وإعلامية عربية وإسرائيلية ودولية تحليلات تقول بحصول «انعطافة نوعية في السياسة الأميركية تجاه المنطقة» وبأن واشنطن أدركت مؤخراً أن عليها العودة إلى إحياء المفاوضات وإنجاحها. وربما هذه هي المرة الرابعة أو الخامسة التي يتكرر فيها هذا السيناريو منذ العام 1993 تاريخ توقيع اتفاق أوسلو الذي قاد إلى قيام السلطة الفلسطينية، ويترافق تكرار هذا السيناريو مع استعصاءات في السياسة الأميركية في المنطقة وخارجها والصعوبات التي تخلقها هذه الإستعصاءات في وجه الإدارات الأميركية المتعاقبة على صعيد المجتمع الأميركي.
وعلى الرغم من محاولات كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية الإيحاء بصدقية الاهتمام الأميركي «الخالص» بملف الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، إلا أن مساعدها فيليب زيلكوف كشف عن الدوافع الأميركية الحقيقية عندما قال (19/9/2006) أمام مؤتمر لمعهد واشنطن «إذا أردنا تحقيق تقدم حيال إيران ومواجهتها بتحالف واسع،ـ ينبغي الإظهار بأن هناك تقدماً بين إسرائيل والفلسطينيين»، الأمر الذي أغضب رايس وحاولت نفي حديث مساعدها.
نشر رائحة «الطبخة» السياسية هذه كان هدفاً بحد ذاته وشاركت فيه أطراف عربية تحت عنوان «حملة الضغط على الإدارة الأميركية للالتفات إلى القضية الفلسطينية» لكن الأمر لدى الحكومة الإسرائيلية يدخل من بوابة أخرى بعد فشلها الذريع خلال العدوان على لبنان.
وتتحرك وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيفي ليفني بحيوية ظاهرة وتطلق تصريحات توحي باقتراب تفعيل العملية السياسية مع الجانب الفلسطيني ووصفت لقاءها مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس بـ «اللقاء الطيب والمهم».
ليفني تشكل في الوقت الحاضر الشخصية الإسرائيلية شبه الوحيدة التي تتحرك بثقة يعزوها المراقبون إلى إحساسها المتزايد بارتياح واشنطن لتوجهاتها البراغماتية البعيدة عن قيود الايدولوجيا التي تؤطر عادة صغار القادة في محاولة لحماية تحركاتهم السياسية الباهتة. وينظر إلى ليفني كـ «تلميذة نجيبة» لأستاذها أريئل شارون الذي تمكن مرات عدة بمبادراته السياسية من أن يربك خصومه وأعدائه في الوقت نفسه.
واللافت أن ليفني في لقائها مع عباس أعطت قضية الجندي الأسير شاليت جل اهتمامها، ويرى المراقبون في ذلك أنها تريد أن تثبت أنها بجهودها السياسية المدعومة من واشنطن تستطيع إطلاق شاليت في الوقت الذي عجز فيه أولمرت رئيس الوزراء ووزير دفاعه عن تحقيقه خلال أكثر من شهر من الحرب المفتوحة على لبنان.
ومع ذلك، فإن عمير بيرتس، وزير الدفاع ابتعد عن سكة المواجهة مع ليفني ورفع صوته مؤيداً توجهها السياسي «المدعوم من واشنطن» وبدأ يتحدث بصوت مرتفع عن ضرورة البحث عن حل سياسي في الصراع مع الفلسطينيين دون أن يغفل المسارين السوري واللبناني. وهنا، يقرأ المراقبون في موقف بيرتس محاولة الهروب إلى الأمام في ظل الأزمات التي يعانيها داخل حزبه «العمل» وفي المؤسسة العسكرية التي يقف على رأسها.
ومن الملاحظ في ظل الاضطراب في الخطاب السياسي الإسرائيلي أن غياب شارون وعدم وجود بديل بقوته، كشف على نحو واضح طبيعة العلاقة بين واشنطن وتل أبيب في إطار ثنائية الإملاء والتنفيذ. ففي مرحلة وجود قادة كبار على رأس الخريطة السياسية والحزبية الإسرائيلية يجري الإنصياع للموقف الأميركي ضمن إخراج سياسي يظهر على أنه إنتاج موقف إسرائيلي متفاعل مع الموقف الأميركي من زاوية مربعات التقاطع المصلحية الكبيرة بينهما، بينما كشفت هزالة القيادة الإسرائيلية الحالية إبان العدوان على لبنان أن غرفة العمليات العسكرية الإسرائيلية كانت تنفذ القرار السياسي الأميركي بشكل أساسي وبأن قيادة الجيش الأولى شعرت أثناء المعارك المحتدمة بأنها مجرد قيادة تنفيذية وربما هذا ما نقل الشعور بانعدام الثقة من القيادة إلى أفراد الجيش الذين زج بهم في المعارك.
بعيد العدوان على لبنان، وجدت الحكومة الإسرائيلية نفسها من غير خطة سياسية بعد أن طويت خطة الانضواء، ووجدت أن ظهور حل بديل يتطلب على الأقل إعادة الاعتراف بوجود شريك فلسطيني، وهي أعلنت مسبقاً أن هذا الشريك غير قائم حتى قبل وجود حركة حماس في السلطة الفلسطينية. هذه الإشكالية وجدت لها الإدارة الأميركية حلاً على خلفية إعطاء الأولوية لحلحلة مأزقها في العراق وتوظيفاً لاستحقاقات الملف النووي الإيراني. ويعتبر المراقبون أن هذا «المخرج» يخدم كلا الإدارتين الإسرائيلية والأميركية من خلال الإيحاء بأنه جاء تجاوباً مع مطالب عربية ودولية لإعادة الاعتبار للحل السياسي للصراع في المنطقة. وهذا يعيدنا إلى تصريحات مساعد وزيرة الخارجية الأميركية الذي كشف بأن تحشيد قوى إقليمية ودولية في مواجهة إيران وملفها النووي هو الغاية الأساس من وراء مظاهر التحرك السياسي المعلن عنه.
التساؤل الأبرز هو هل تستطيع حكومة إسرائيلية فاشلة مثل حكومة أولمرت الخوض في حل سياسي جدي مع الجانب الفلسطيني يلبي الحد الأدنى من الحقوق؟ وكيف يمكن للإدارة الأميركية أن تنجو من مأزقها في العراق وتحشيد قوى إقليمية ضد إيران من خلال مجرد الإعلان عن «نية» سياسية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وهو إعلان تكرر مراراً خلال الفترات السابقة ولم يتحقق؟. المراقبون يعتقدون أن المنطقة ستشهد خلال الفترة القريبة عودة إلى مظاهر التحرك السياسي بشكل رمزي من خلال تحقيق انفراجات «إدارية» في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي في ملفات عدة مثل الأسرى والمعابر والحواجز يمكن توظيفها للإيحاء بأن سكة الحل السياسي قد أطلقت إلا أن هذا الأمر ـ يضيف المراقبون ـ لن يلبث أن يعيد جوهر القضية إلى المربع الأول الذي لا يمكن تجاوزه إلا عبر حل سياسي متوازن وشامل على قاعدة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.



#محمد_السهلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تشهد إسرائيل «أمهات مؤسسات» من الجيل الثاني؟
- هل ينجح رهان الحكومة الإسرائيلية على القرار 1701؟
- -فلسطينيو ال 48 وفواتير -الحرب والسلام
- أولمرت بيرتس وحسابات اليوم التالي للحرب
- في حـديـث مطـول مـع موقع «الحوار المتمدن» مرشــح التغييـر تي ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السهلي - الفشل الإسرائيلي واندفاعة «السلام» الأميركية