أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكمة اقبال - إتركوا سنجار نائمةً














المزيد.....

إتركوا سنجار نائمةً


حكمة اقبال

الحوار المتمدن-العدد: 7329 - 2022 / 8 / 3 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من جديد، تطل علينا ذكرى جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها عصابات داعش بحق إخوتنا الأيزيدين في قضاء سنجار قبل 8 سنوات، وهذا يدعونا الى مراجعة كيف هو حال سنجار الآن؟

وفق تقرير نشرته صحيفة المدى اليوم، ان مجلة نيوزويك الأميركية قد أكدت في وقت سابق أن قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى ما زال مدمراً من الحرب برغم مرور سنوات على تحريره من تنظيم داعش الإرهابي، لافتا إلى أن ابناءه من الايزيديين لا يستطيعون العودة ويعانون من إهمال على المستويين الداخلي والخارجي.
وحسب احصائيات المديرية العامة لشؤون الإيزيديين، استشهد أو اختطف ستة آلاف و417 مواطنا إيزيديا أثناء حرب داعش عام 2014، فيما هاجر نحو 120 ألف آخرين إلى خارج البلاد. يذكر أن عدد النازحين من قضاء سنجار الذين يعيشون في إقليم كردستان يبلغ 330 ألف نازح، 40 الفاً منهم يعيشون خارج المخيمات، وحسب إحصائيات قائممقامية سنجار، فإن النازحين يشكلون نسبة 75% من سكان القضاء.
وحسب المدى أيضاً، فان مجلس النواب العراقي قد صوّت في الثامن من شهر حزيران الماضي، على قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية، ولكن رئيس لجنة الخدمات التيابية محما خليل قال: أن استحقاق سنجار في قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي يبلغ أكثر من 300 مليار دينار، لم يتم تخصيصه حتى الآن، وان قضاء سنجار يحتاج إلى نحو 10 مليارات دولار، لإعادة إعمار جميع قطاعاته وتعويض المتضررين من أهاليه. وأضاف محما خليل: الحكومة العراقية تتلكأ وتتنصل عن التزاماتها إزاء قضاء سنجار، كما أن الحكومة المحلية تتجاوز على حقوق القضاء، مشيراً إلى فقدان 15 مليار دينار من المبالغ المخصصة للقضاء، وملمحاً الى إمكانية مقاضاة الحكومة المحلية والحكومة الاتحادية.

زرتُ مدينة سنجار قبل 5 سنوات مرافقاً لأبني روژ الذي كان يعد تقريراً لقناة التلفزيون الدنماركي الثانية التي يعمل فيها، لم يكن الوصول اليها سهلاً، واحتجنا الى موافقة أمنية وفرّها لنا مشكوراً أحد الرفاق الأعزاء، ورافقنا الرفيق الفقيد كاروان. ولكن ماذا رأيت؟؟
المدينة مدمرة بالكامل، وعدا عن قوات الأقليم والقوات العراقية في المدينة وحولها، فقد عاد اليها عدد قليل جداً من العوائل والأفراد، أحدهم قال ان عائلته لازالت أسيرة عند داعش. شاهدت واجهات منازل جميلة غير مهدمة، ولكن داعش أحرقوها من الداخل عند انسحابهم. رأيت شعارات داعش مكتوبة على حيطان المباني المهدمة.
شاهدت محل للبقالة يبيع المستلزمات المنزلية والإحتياجات اليومية وكذلك المشروبات الكحولية، وسألت صاحب المحل الشاب الذي عاد من المانيا بحثاً عن بقايا عائلته الأسيرة، أجابني ان منتسبي القوات العسكرية هم من يشتروا منه قناني العرق وعلب البيرة. آخر حدثني عن معركة التحرير التي شارك بها.
كانت همومهم تنحصر في عودة عوائلهم، وإعمار مدينتهم، وتوفير الحماية لهم من قبل القوات الإتحادية.
أعتثقد ان مدينة سنجار يجب ان تبقى كما هي عليه، شاهداً تأريخيا على جرائم الاسلام الداعشي ضد الأيزيدين، يقام لها سياج أنيق وتصبح مثل اي متحف يزوره الناس والأجيال القادمة، لأن مأساة الأيزيدين لم تنتهي، وسيبقون هدفاً حتى لغير أعضاء داعش من المسلمين الآخرين الذي يقرأون الآية 29 من سورة التوبة في قرآن محمد، والتي تقول (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ).

أعتقد انه من أجل انصافهم، يجب بناء مدينة جديدة بجانب المدينة الحالية، تؤمن السكن اللائق لكل من كان يعيش في المدينة عند غزوها عام 2014، وافترض ان تكاليف إعادة الإعمار ستكون أعلى من تكاليف بناء مدينة جديدة على الطراز الحديث، وتعويضهم بشكل مجزي عن خسائرهم المادية والمعنوية.
لاأنسى أيضاً ان من ضرورات إنصافهم الحق، هو محاكمة من تسبب بدخول داعش وإحتلالها ثلاث محافظات، وان لجنة التحقيق النيابية التي شُكلت للكشف عن ذلك قد اشارت الى مسؤولية القادة العسكريين والقائد العام للقوات المسلحة حينها، ولكن هذا التقرير لم يأخذ طريقه الى القضاء العراقي غير المستقل، والسبب كما هو معروف، نظام المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت.
ويتبجح من شاركوا في تحريرها بنصرهم على داعش، وهذا حق لهم، ولكنهم يتناسوّن وبصلافة قبيحة، دور طيران التحالف الدولي الكبير، وضرباته الكثيفة والمستمرة، في الإنتصار على داعش وإسلامها، وهو نصر غير مكتمل لحد الآن.

جرائم داعش عار على الإسلام السياسي، وعار على مَن سَهَلَ لداعش.
دعوا مدينة سنجار تنام بهدوء، تحتضن جراحها، وإنصفوا أبنائها.



#حكمة_اقبال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل الإنتخابات المبكرة و بعدها .. أسئلة تلد اخرى
- إستفتاء الدنمارك وإتفاقية الإتحاد الأوربي العسكرية
- بوتين، الناتو والقائمة الموحدة
- يوميات دنماركية 300 والأخيرة
- يوميات دنماركية 200+99، قبل الأخيرة
- يوميات دنماركية 200+98
- حل البرلمان . . وماذا بعد؟
- يوميات دنماركية 200+97
- يوميات دنماركية 200+96
- يوميات دنماركية 200+95
- ثقافة السَرِقة الأدبية
- يوميات دنماركية 200+94
- أزمة تفكير وازدواجية معايير
- يوميات دنماركية 200+93
- سنوات مرَت
- يوميات دنماركية 200+92
- يوميات دنماركية 200+91
- يوميات دنماركية 200+90
- يوميات دنماركية 200+89
- يوميات دنماركية 200+88


المزيد.....




- شقيقتان تحولان نزلاً عمره 100 عام إلى مشروع يلفت انتباه المل ...
- أكثر من 2000 قتيل في زلزال ميانمار المدمر وإصابة وفقدان الآل ...
- انفجار أنبوب للغاز في ماليزيا يتسبب بحريق ضخم وإصابة العشرات ...
- قتلى بغارة على الضاحية الجنوبية وانتشال جثث مسعفين في غزة
- الإمارات ترسل فريقا إغاثيا إلى ميانمار
- مصدر أمني اسرائيلي: إنشاء قاعد تركية في سوريا سيقيد عمل قوات ...
- -روس كوسموس- تحدد أولويات المشروع الوطني الفضائي الروسي
- أوكرانيا تعرض آخر دبابة سوفيتية ثقيلة للبيع
- التلفزيون الصيني: حصيلة ضحايا زلزال ميانمار تجاوزت 2700 قتيل ...
- -أ ف ب-: إسرائيل تستهدف مسؤول الملف الفلسطيني في -حزب الله- ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكمة اقبال - إتركوا سنجار نائمةً