أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى منيغ - في تونس لم تعد أمريكا تسوس














المزيد.....

في تونس لم تعد أمريكا تسوس


مصطفى منيغ

الحوار المتمدن-العدد: 7327 - 2022 / 8 / 1 - 18:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حسبوه عن فِصَرِ نظر أَعْزَل ، فإذا به مِنْ أكبرْهم لأصغرِهم عزَل ، حتى أصبح مَن كان بالأمس يَزْأَر كهِزَبْرٍ في البرلمان يتوَسَّل اليوم في رِقَّة ِغزَال ، عساه يَنْجَا من قبضة عدالة شعب قطع شوطاً في تنظيف تونس ولا زال ، يُشيّْدُ ركائز دولة جديدة لتأخذ ما سبقتها أنسب اعتزال ، قد يؤدّْبها التاريخ وينصف مَن فَرضَ تبديل مَن أَخَّرَها لِحقَبٍ دون انقطاع مِن طلوعِ الشمس إلى الزَّوال ، لتبدأ دورة الليل المخصَّصة لتنظير كلّ مُطالِبٍ بإنزال ، وفي المقدمة الدستور الجاعل ما مضى في طريقه إلى زَوَال . ذاك شأن داخلي فما بال الادارة الأمريكية تتدخل ، لفرض أمرٍ لم يعد يعنيها وقد باتت بين قوسين لمواجهه مَن لعجرفتها خَزَل ، بابتعادٍ احتراماً لإرادة الشعوب وتوديع حُكَّامٍ نزع الزمن عن وجوههم مساحيق التبعيَّة وما ترمز إليه من سيئات قَطَعَ و جَزَل ، ومهما كانت الدول صغيرة فشعوبها بلغت الكِبر لدحض كل وصاية عليها من طرف دولة رِبحها في السَّيطرة بالقوة لإطعام طموحها غير المشروع بنابها إذا بَزَل .
... الوضع يومه تغير فلم تعد أمركا مؤهلة لإسماع أوامرها من خلف الستائر ولا بواسطة ما يجوب بعض البحار والممرات المائية من أساطيل مهما تضخمت لغير أمريكا أخطر منها بمراحل ، وكيفما تسلحت هناك من يفوقها عدة وعددا ، فالعِلم ودَّع اجتهادها وقد سخَّرته لإذلال الخارجين عن طاعتها، وانتقل عن طواعية لمن استطاعوا باحتضانه دفاعاً عن أنفسهم واعتماداً عليه لتحرير إرادتهم لينعموا بالأمن والاستقرار والمحافظة على وحدة ترابهم وبالتالي على السلام .
تونس ماضية حيث شاء شعبها بغير أحزاب لم تراعي بالسياسة أن الاستمرار بغير اختيار ذاتي حـر مستقل آخره انهيار ، وتونس لن تكون إلاَّ تونس التي اعتمدت الصبر واحتضنت مَن بها غدر منتظرة مَن يمدّ لها يد النهوض بكيفية مُغايرة ، بلا اهتمام للمنادين في الأسواق ، ممَّن صدرهم بما يحدث ضاق ، وقد ألفُوا داخل نقابة بما كل متزعم منهم للملذات ذاق ، فأقسم أن يعكِّر العرس الجماهيري بعد الاستفتاء ، لكن الحق واجهه كي لا يتحدى الخلف مستعينا بما بقي له من عقل على تقبُّل واقع ، الشعب فيه الحَكَم والحُكْم ، وليس لأمريكا إلاَّ الاتجاه صوب تنظيم ما أحلَّ بشؤونها بعد الهزائم المتوالية لكل تخطيطاتها التي تجاوزها الزمن ، أكانت متعلقة بملف المملكة العربية السعودية المُمزَّق خلال الزيارة الفاشلة التي قام بها الرئيس الأمريكي بايدن للمملكة ، ليسجِّل التاريخ جلوسه مع الأمير محمد بن سلمان جلوساً قضى على مصداقية أقوى دولة في العالم ، التي تتحوَّل لما تتحول اليه قصد الحصول على ما يُخرجها من محنتها ، أكانت سياسية أو اقتصادية أو مالية لا غير ، فعاد من حيث أتى مُدركاً أن الشرق الأوسط أصبح لا يطيق أي حضور مِن أي نوع كان لأمريكا، أو ترمي تلك الشؤون لنشر المزايدات الغير الصحيحة حول إيران ، الدولة الناهضة بالرغم ممَّا تلقته من عراقيل لم تترك أمريكا أصعبها دون أن تقذف بها صوب طهران ، خدمة لإسرائيل والمتحالفين معها أو المتدحرجين مع ذيلها من المتطبعين ، فانتصرت إيران لأنها صاحبة مبدأ أساسه أن مالك القوة هو القويّ المُتمكِّن سيكون من الوصول بكيانه إلى أعلى المستويات مِن الوقار والاحترام المفعمَين بالتقدم والازدهار ، والتخلّص من طأطأة الرأس حيال المتطفِّل الراغب على دوام العيش على أجساد الضعفاء النكساء أفراداً كانوا أو دولاً ، ومنها أيضا المواقف السلبية التي تحصدها على وقع الحرب الروسية الأوكرانية التي كانت أمريكا ليس فقط من دعاة إشعال فتيلها وحسب بل لمحاولة إقحام أوربا لتكتوي بنارها ، لكن الأخيرة انتبهت للمؤامرة واتجه حكماؤها لإبقائها على مسافة انتظاراً لابتكار أنجع حل ، والطامة الكبرى ممثلة في استفزاز الصين حيث قرَّرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي ، زيارة تايوان بأسلوب عبثي قائم على جر فتنة عالمية لا تبقى الأخضر واليابس ، لكن الصين أرغمتها للبقاء مع إدارتها حتى لا تجد إن رفضت أي مكان يأويهما معا ، فلبَّت مسرعة ضاربة آخر مسمار في نعش قيادة أمريكا للعالم .
Mustapha Mounirh
[email protected]
1/08/2022



#مصطفى_منيغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أأمريكا ليست بالأمر مُدْرِكة ؟؟؟
- من العرب مَن لا زال يلعب
- طهران خارج السيطرة الآن
- استراليا كندا كندا استراليا – 2من 3
- بدل الأعمال حكومة تصريف الإهمال
- المغرب الشعب الغاضب
- أستراليا كندا كندا أستراليا -1من3
- الضحك على الشعب بهبات الغرب
- الكلمة الحق لم يعد للصمت عشاق
- المغرب التَّخْدِير لم يَعد كاسِب
- المغرب القروض لمستقبله تُخَرٍّب
- المغرب الاقتصاد المتذبذب
- المغرب مواقف تُعَذِّب
- المغرب ممارسات لا تغيب
- المَغْرِب الأَحْسَن فيه كئيب
- روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء السابع
- روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء السادس
- روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء الرابع
- روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء الثاني
- روسيا بعد سوريا أوكرانيا


المزيد.....




- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...
- سلطنة عمان: قتلى ومصابون في إطلاق نار قرب مسجد.. والشرطة تصد ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- أربعة قتلى بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- الشرطة العمانية: قتلى ومصابون في إطلاق نارفي مسقط
- الجيش الأميركي: الحوثيون شنوا هجمات متعددة على ناقلتي نفط
- مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكي: لن أستقيل من منصبي
- ماسك يتعهد بـ 45 مليون دولار شهريا لدعم ترامب
- باكستان.. مقتل 4 جنود و5 متمردين في هجوم مسلح على منشأة عسك ...
- مسيرة أوكرانية تستهدف مصنعا بمقاطعة كورسك غربي روسيا (فيديو) ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى منيغ - في تونس لم تعد أمريكا تسوس