الا يشكل تحريض الوزير او المدير او المحافظ على الموظفين الشرفاء جريمة ؟؟؟

عبد الرحمن تيشوري

الحوار المتمدن-العدد: 1684 - 2006 / 9 / 25 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تقوم نظرية الاشتراك الجرمي على اساس تضافر فعاليات جرمية مسنودة لعدة اشخاص يتعاونون بينهم من اجل تحقيق النموذج القانوني أي الوصول لهدفهم من هذا التعاون وقطف ثمرة الجريمة
واحيانا كثيرة تتم عملية تسمية مدير جديد او وزير او محافظ ونتيجة لغياب التقييم الموضوعي المنطقي للعاملين لدينا يلجا المسؤول الجديد الى السؤال عن البعض او يلجا الى المعارف والاصحاب وهذا ما يحصل من اجل شغل بعض المواقع الوظيفية وهي مهمة جدا وللاسف الشديد تزين الامور وتعطى صورة عكس الحقيقة حيث يتم التحريض على الناس الشرفاء الاكفاء المخلصين وتلمع صورة البعض وهم غير مؤهلين للعمل الجديد والمهمة الجديدة الشاغرة
هنا اسأل لماذا لا ننتهي من هذه الظاهرة السلبية ولماذا لا نعتبر بالقانون كل من يحرض المدير الجديد ويقدم له معلومات كاذبة وغير صحيحة ويقلب الحقائق امامه انه ارتكب جريمة ادارية بحق البلد وبحق المؤسسة وان نعاقب على هذه الجريمة بشكل كبير ورادع لاننا اليوم بامس الحاجة لان تساهم التشريعات في عملية الاصلاح الجارية
وقد بحثت وفتشت عن موضوع التحريض في قانون العقوبات ووجدت بعض الافكار المهمة والتي من المفيد ان نعرفها ونقدمها للقراء ولابناء البلد في مرحلة مهمة من تاريخ سورية وهي مرحلة التحديث والتطوير والتغيير للانظمة والقوانين والسلوكيات بحيث نصل الى سورية متطورة مزدهرة
ولقد وجدت في القانون نظاما لمعاقبة المحرض حيث اعتبر القانون المشتركين في الجريمة اربع زمر هي :
• الفاعلون الاصليون
• المحرضون
• المتدخلون
• المخبئون

ويعتبر القانون ان جميع هؤلاء المشتركين في الجريمة يعملون في مشروع واحد ويتعاونون على انجازه أي انه اخذ بنظرية وحدة الجريمة وساركز على الامور الهامة في هذا الموضوع وهي :
• ماهية وتعريف التحريض
• اركان التحريض
• عقوبة التحريض
• هل نستطيع الغاء التحريض ؟؟؟

التحريض هو خلق التصميم على ارتكاب جريمة لدى شخص اخر بنية دفعه الى تنفيذها او مجرد محاولة خلق التصميم عنده ويعد محرض كل من حمل او حاول ان يحمل شخصا وباي وسيلة كانت على ارتكاب الجريمة
وهنا نلاحظ خطورة الميول الاجرامية للمحرض على المجتمع لذا لابد من عقابه
وكذلك اقول في موضوع تحريض المدير الجديد او تغييب الحقائق عنه او تلميع صورة الاخر يجب ان تصب في هذا الاطار وان نعدل التشريع بحيث نردع ضعاف النفوس من ممارسة اعمال تحريضية تنعكس سلبا على الادارة واداء الاعمال وحرمان الادارة من خبرات بعض الناس والادارة بامس الحاجة اليها لان الدولة يبنيها الجميع ولكل منا دور والجميع يتكاملون من اجل سورية قوية متطورة مزدهرة
اركان التحريض
• الركن المادي أي توفر النشاط الذي يساهم بغرس فكرة الجريمة
• التحريض الذي يعاقب عليه هو ارتكاب جريمة معينة يعاقب عليها القانون
• التحريض قد يكون مباشر
• التحريض قد يكون غير مباشر أي تحريض على التحريض لكن التشريع السوري لا يعاقب الا على التحريض المباشر أي الاتصال المباشر بالشخص لتحريضه
• مثال ذلك لا يعتبر محرض الشخص الذي يحمل خادم على ترك باب منزل سيده مفتوحا بغية تمكين اخر من الدخول اليه لسرقته وان امكن اعتباره متدخلا في الجريمة
• التحريض العام أي يمكن ان يوجه التحريض الى جماعة غير محدودة من الناس وان يكون تحريض علني واضح كان تشتري سيدة سكين لزوجها وتطلب منه ان يذبح اخته لانها خانت
• التحريض الخاص الفردي أي خاص بفرد معين كان يحرض سعيد احمد ليقتل سامر فهذا تحريض خاص موجه لشخص معين
• يجب ان يكون التحريض جدي ومؤثر ومن شأنه تحقيق غايته
• لا يمكن تصور تحريض شخص يفكر مسبقا بارتكاب جريمة بل هذا النشاط يعتبر تدخلا
• الركن المعنوي في التحريض أي يجب ان ان يكون المحرض عالم بمدلول كلماته وعباراته ومدى تاثيرها على الشخص الموجهة اليه
• وسائل التحريض كثيرة قد تكون نقود او هدية او تهديد او حيلة او خداع او صرف نفوذ او نساء او اساءة استعمال السلطة وتحت هذا العنوان يمكن اعتبار تزييف الحقائق امام المدير الجديد من باب التحريض وبالتالي يمكن العقاب الشديد عليه وبشكل عام يترك امر تقدير الوسيلة لسلطة القاضي
• يوجد شيء يسمى التحريض الصوري ومثال ذلك رجل المباحث الذي يندس في عصابة اجرامية يشجع افرادها على ارتكاب الجريمة حتى اذا ما بدأ احد اعضائها بالتنفيذ حال دون اتمام هذه الجريمة وتحقيق نتيجتها كاشفا عن صفته وغايته وهذا لا يجرم لانه لم تتوفر اركان التحريض وهو يحرض بغرض كشف عصابة وتحقيق الامن للمواطنيين وبناء على ذلك ان قيام الراشي بدفع مبلغ بناء على طلب رجال الامن لاثبات صحة شكوى من ان المرتشي طلب منه هذا المبلغ كرشوة لا يعد جرما لا ن الجريمة قامت قانونا بمجرد الطلب المقابل في نظير العمل الوظيفي

في العقوبة
• ان التحريض جريمة مستقلة بحد ذاتها أي يسال المحرض سواء نجح التحريض ام لا
• لا جدوى من عدول المحرض عما حرض عليه
• لا شروع في التحريض اذا لم يكن مباشر
• التحريض على الجناية معاقب عليه اقسى من التحريض على الجنح والمخالفة
• يتعرض المحرض لعقوبة الجريمة نفسها التي اراد ان تقترف
• يعامل المحرض كما لوكان فاعل الجريمة
• اذا كان عقاب الفاعل الاشغال الشاقة المؤبدة حكم على المحرض بالعقوبة نفسها لا اقل من عشر سنوات

نلاحظ هنا في كافة الاحوال ان القانون يعتبر وضع المحرض في بعض الاماكن اسؤا من وضع الفاعل والغاية من ذلك الردع وان تكون العقوبات وقائية وهدفها النظام العام وحماية المجتمع
وهناك حالات اخرى حيث ترتكب جريمة غير الجريمة التي تم التحريض عليها كما لو كان التحريض على السرقة فاغتصب الفاعل امرأة كانت في مكان السرقة فلا صعوبة تذكر فيما اذا ارتكب الفاعل جريمة اخف مما حرض عليه كما لوكان التحريض على قتل فاكتفى الفاعل بضرب المجنى عليه فالمحرض هنا يتعرض لعقوبة القتل
وما يهمنا هنا ان نعتبر كل انواع التحريض والدسائس وتلميع الحقيقة والكذب وتغيير محتوى الاشياء واعطاء صورة عن الموظفين عكس ماهم جرائم يعاقب عليها القانون بدرجة كبيرة وبعقوبات قاسية حتى نضمن سير الامور بشكل سليم باتجاه الهدف العام وهو تحديث وا صلاح وتطوير سورية في كل المجالات

#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات