|
خواطر .... غشاء البكارة وخدعة أن السينما والفن رسالة
منى نوال حلمى
الحوار المتمدن-العدد: 7326 - 2022 / 7 / 31 - 21:34
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
------------------------------------------------------ الوحيد بين الرجال الذين مروا بحياتى ، منحته اسم " مُنى فى هيئة رجل " ، ومنحنى اسمه ولكن فى هيئة امرأة . لا يكملنى ولا يشبهنى ولا يتفق مع شخصيتى ولا يتناغم مع طباعى . كان أنا بالضبط . وأنا كنت هو بالضبط . لم يكن نصفى ، ولم أكن نصفه . هو أنا ، وأنا هو . وبالطبع هذا يفسر كل الأشياء ، كل ماكان بيننا ، وما كان يفعله من أجلى ، وما كنت أفعله من أجله . سنوات طويلة وهو أنا ، وأنا هو حرفيا . وهذا كان سببا لحيرتى واندهاشه . الآن عندما أستعيده ، أكتشف أنه كان يفعل من ضمن ما يفعله ، بحرص ودأب وشغف وانتظام كل يوم على مدى عشرين عاما متواصلة ، لم يمر يوم واحد حتى لو كان متعبا مريضا مسافرا ، دون أن يفعل ذلك الشئ .... " أن يسأل عنى كل يوم " . هذا الفعل الذى يبدو بسيطا ، ليس بسيطا على الاطلاق ، وخاصة مع امرأة مثلى . " أن يسأل عن كل يوم " ... نعم ، هذا ما كان يسعدنى الى حد الانتشاء لمدة عشرين سنة متواصلة. -------------------------------------------------------------------------- مبدأ نيكولو ميكيافيلى 3 مايو 1469 - 21 يونيو 1527 ، فى الواقعية السياسية ، التى تقول " الغاية تبرر الوسيلة " ، لا أرتاح له وأعتقد أنه من الخطورة الشديدة الايمان به . لا أتصور غاية نبيلة سامية انسانية مسالمة تتخذ لتحقيقها وسائل وضيعة متدنية غير انسانية متوحشة والتاريخ أمامنا قديما وحديثا ، يرضح كيف استخدم الحكام والسياسيون المستبدون الفاسدون ، أن " الغاية تبرر الوسيلة " ، فى تكوين وترسيخ أنظمة فاشية ذكورية استعمارية فى الداخل والخارج . وكيف يستخدمها كل مجرم ، للتحايل والتضليل والتغطية على اجرامه فى أى نوع من الجرائم التى تؤذى الآخرين باشكال ودرجات متباينة . أنا أعتقد أن الغاية النبيلة لا تستخدم الا الوسيلة النبيلة . أو هكذا يجب أن يكون الأمر.
---------------------------------------------------------------------------------- باولو كويلو 24 أغسطس 1947 الكاتب البرازيلى المعروف ، قال : " تذكر دائما أن المفتاح الأخير فى السلسلة هو دائما الذى يفتح الباب ". وأعتقد أن كثيرا من الناس وأنا منهم قد لاحظنا ذلك . فعلا ، عندما تكون السلسلة مكتظة بالمفاتيح ، ونجربها كلها لنفتح أحد الأبواب ، نجد أن المفتاح الأخير هو ما كنا نبحث عنه . وهذا مشهد أيضا مألوف ومتكرر فى الأفلام السينمائية . يبدو أنها حقيقة من حقائق الحياة . ما قصده باولو كويلو ، أعتقد أن الانسان لا يجب أن ييأس عندما تتكرر المحاولات وتظل الأبواب مغلقة . فقد تكون الفرصة الوحيدة فى المفتاح الأخير . والأبواب المغلقة هى نفسها كأنها تتحدانا ، وتختبر مدى استحقاقنا لأن ندخل اليها . أنا شخصيا أعتقد أن الهزيمة الحقيقية للانسان ، ليس عندما يخسر حربا ، أو حينما يفقد شيئا ، أو يفشل فى عمله أو فى علاقاته . لكن حقا ينهزم عندما يقرر الاستسلام ، وعدم تكرار المحاولة ، وتصبح كل الأشياء لديه سواء ، لا تصنع فرقا . وهذا ما يريده هذا العالم الفاسد المتوحش ، أن نهزم داخليا ، فلا نرى القبح والاستغلال والقهر والظلم ، وبالتالى نسكت ونخرس وتموت فينا بذور التمرد والوعى والمقاومة والتضامن . وتظل الأوضاع على ما هى عليه . وتبقى الأبواب المغلقة مغلقة ، لأننا ننسى أن المفتاح الأخير فى السلسلة هو الذى يفتح الباب دائما . ----------------------------------------------------------------------------------------- الحرية عندى هى أنبل وأشرف صفة للانسان ، وهى أنبل وأشرف غاية للوجود . لا وجود بدون حرية . لا شرف ولا كرامة ولا أى خير يرتجى من انسان معدوم أو ناقص الحرية . الشرف هو الحرية ، والحرية هى الشرف ، لو اعتبرتم الشرف قيمة ايجابية رفيعة . الرجل الحر شريف ، والمرأة الحرة شريفة . لكن لماذا الحرية هى بعيدة المنال ، الا لفئة قليلة استثنائية من البشر على مر العصور ؟. السبب أن الأنظمة السياسية والثقافية والأديان والاعلام فى منتهى الذكاء والخبث . لهم خبرة طويلة فى استعباد وقهر البشر ، ولذلك هم ينفقون المليارات فى بناء المعتقلات الفكرية والعاطفية للناس . ومع مرور الوقت ، لا يشعر الناس أنهم معتقلون ومستعبدين ومستغَلين ، بل يشعرون أنهم " أحرار " مثلهم مثل الملايين الذين يرونهم ويعيشون معهم . أفضل طريقة فعالة لابقاء الناس فى القهر هو اشعارهم أنهم ليسوا فى قهر ، وتقديم الوهم على شكل " حريات " زائفة . ------------------------------------------------------- يقولون أن حكمة الصيام أن يشعر الغنى بمأساة الفقير . فورا يصبح السؤال منطقبا اذن لماذا يصوم الفقير ؟؟. وهنا يسكتون ولا يردون . ثم دعونى أفكر فى مسألة أن صيام الغنى يشعره بالفقير . سيشعر بالفقير عدة ساعات لمجرد امتناعه عن الأكل والشرب والجنس ، مع ان الفقر لا يحرم الفقراء من الجنس ، لكننا نتجاوز عن هذا مؤقتا . عند الافطار تزخر موائد الأغنياء بكل ما لذ وطاب من أصناف الطعام والحلوى والعصائر التى لم ولن يعرفها الفقير من الميلاد وحتى الموت . أهكذا يكون الشعور بالفقراء ؟؟. هذا أولا . وثانيا ان الشعور بالفقير هو النضال لكشف الأسباب الحقيقية لفقره واستمرار فقره ، والعمل الجاد للتخلص منه . ثالثا ، تكشف الاحصاءات أن أغلب الفقراء هم فى البلاد الاسلامية الحريصة على الصيام للشعور بالفقراء . ونسب الفقر والجوع والتسول والتشرد والحياة تحت خط الانسانية ، تزداد فى البلاد الاسلامية الحريصة على الصيام للشعور بالفقراء . والفروق الطبقية المتوحشة تزداد فى البلاد الاسلامية الحريصة على الصيام للشعور بالفقراء . رابعا ، بعد انتهاء رمضان الأغنياء يأكلون الكحك الفاخر بالزبدة والسمن البلدى ، ويسافرون وقد اشتروا أغلى الثياب ، الى منتجعاتهم الفخمة على شواطئ البحر ، ثم يرجعون للاقامة فى قصورهم وفيلاتهم وحدائقهم ، ويستكمل ولادهم الدراسة فى المدارس والكليات ذات المصاريف الخيالية ، وربما عند وقوع جرائم من قبل ولادهم يشترون السكوت والتنازل عن القضية ويعرضون دفع فدية ( رخصة شرعية للأغنياء ) . خامسا ، الفقير لا يشعر به الا الفقير . سادسا ، الذى يريد الشعور بالفقراء حقا ، وفعلا يؤلمه فقرهم ، سيشعر بهم دون صيام . سابعا ، الأغنياء هم الذين صنعوا الفقراء فى ظروف قاهرة غير عادلة ، وهو سبب استمرار الفقر ، لأن غالبية الأنظمة فى العالم ( مع اختلاف الدرجة ) مؤسسة على الاستغلال ، وعلى خدمة مصالح وترفيه ورفاهية الذين يملكون رؤؤس الأموال ال ثامنا ، وصدق " غاندى " حين قدم تعريفا بسيطا منطقيا بدون تعقيدات ومؤتمرات باهظة ، ولف ودوران وترقيع واعطاء مسكنات ، قال : " الفقر موجود لأن هناك منْ يأخذ أكثر من حاجته ". وقال أيضا " أعيس حياة أبسط الناس لأننى لا أجرؤ على القاء خطبة عن الفقراء وأنا أعيش حياة الأثرياء ". ------------------------------------------------------------------------ هناك مجموعة من المحامين الذين اشتهروا بالتخصص فى تقديم بلاغات للنائب العام فى مصر ، فقط كلها بشئ اسمه ازدراء الأديان والتعدى على الرسل والاساءة الى الأنبياء والرسل والذات العليا ، والتحريض على الفسق والفجور ، وافساد قيم الأسرة المصرية المترابطة المتدينة بطببعتها . بلاغات ضد آراء ومقالات ومسرحيات وأفلام وقصائد ومسلسلات وفيديوهات ورقص وغناء الناس على مركب ترفيهى ، و مهرجانات سينما ، وتصريحات ضد فنانين وفنانات ، وغيرها من البلاغات التى تتكلم كلها باسم الفضيلة والحفاظ على عادات وتقاليد وأخلاق المجتمع المصرى ، وكلها باسم الشعب المصرى ، مع ان الشعب المصرى لم يوكل احدا للوصاية الدينية والأخلاقية . ما علينا ، السؤال الذى يطرح نفسه ، اذا كان هؤلاء المحامون المؤرقون بالحفاظ على الفضيلة والتقاليد ، يتابعون بدقة ما يسمونه الانحدار الأخلاقى والاساءة الى الاسلام وافساد المجتمع ، لماذا لم نسمع أن تقدم أحد منهم بالحماس والحمية والغضب نفسه ، الى النائب العام ببلاغات ضد أخطاء الأطباء التى تقتل الناس ، وضد اهمال المستشفيات الحكومية والخاصة وعدم توافر المعدات الطبية اللازمة ، وضد سوء أحوال الطرق فى الكفور والنجوع الفقيرة والتى تحصد الناس من وعورتها وسوء أحوالها سواء طريق السيارات أو أحوال الترع على الطريق ، وضد الموظف أو الموظفة التى تطلب علنا رشوة لتسيير مصالح الناس ، وضد مدارس ليس فيها الحد الأدنى للتعليم الصحى المفيد؟؟؟. أليست هذه أوضاع تسئ الى الدين والاسلام والفضيلة والأخلاق ؟؟؟. أليست هذه أوضاع تدمر الأسرة المصرية من كل النواحى ؟؟. -------------------------------------------------------------------------- كل الأفلام المصرية طبعا والعربية ، كل الدراما فى التليفزيون والراديو ، على مدى أزمنة ، تصور أن الطامة الكبرى والفضيحة التى تستلوم الدم العاجل ، هى فقدان البنت لغشاء البكارة قبل النكاح الشرعى . وهذا يتطلب حتى يتقبل الجمهور الفيلم ، أن تذبح البنت التى تسمى فاجرة شيطانة جلبت العار لأسرتها وعمارتها وجيرانها والحى الذى تسكنه والمحافظة التى تنتمى اليها ، أو يفرض عليها النكاح الشرعى من الرجل الذى جعلها عارا ، والذى يخرج دون أى تجريح أو ادانة أو تورط اخلاقى . أو تكون نهاية الفيلم أن تعمل الفتاة فى الدعارة عشان خلاص فقدت أعز ما تملك ، ومافيش حاجة بقت تهمها ، وهذه فضيحة أخرى وادانة أخرى وعار آخر ، بالرغم من تهافت الرجال عليها . ولازم لازم لازم ، وحتى لا يمنع الفيلم ، وحتى لا يغضب الجمهور ، لازم تموت هذه المرأة التى هى مصدر الشر والفجور والرذيلة والعار والفسق والكفر ، أو ترتدى الحجاب وتروح تحج وتتجوز واحد يشترط عليها التوبة حتى يقبل بأن تحمل اسمه الشريف العفيف ، رغم أنه كان واحدا من زبائنها المنتظمين فى الكباريه أو فى بيت الدعارة ، ويغدق عليها الهدايا والفلوس . كل أفلامنا المحروسة هكذا . وبالتالى هى لا تغير شيئا فى الثقافة الموروثة العفنة الاجرامية ، المتفسخة التى تكيل بمكيالين فى مفاهيم الشرف . فقط يصدعون أدمعتنا طوال الوقت ، بأن السينما رسالة والفن يقود المجتمع الى العدالة والجمال والحقيقة . ولا كاتب اعترض ، ولا ممثلة اعترضت ، ولا مخرج اعترض ، ولا سيناريست اعترض . الكل ماشى وراء غشاء البكارة وقرف غشاء البكارة ، وزيف غشاء البكارة ، وازدواجية أخلاق غشاء البكارة ، وحكم القوى الجبار لغشاء البكارة ، ودم غشاء البكارة . يا ناس افهموا بقى ، المسألة سهلة ، احنا محتاجين ثورة فكرية وثقافية وأخلاقية ، ثورة ضد مبيقاتنا الملتصقة بجذورنا وحتى النخاع ، وماشية معانا مثل ظلنا فى كل مكان . هى دى القضية الشائكة المطلوبة يا شعوب عايشة فى غيبوبة .
#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سبع قصائد .. مثل الأشجار أموت واقفة
-
السفر الممتع مع ثمار الفلسفة والفكر والأدب
-
مشاهد تأملية : 103 مليون اله على أرض مصر
-
عدالة المقاييس الأخلاقية شرط استقامة الأخلاق
-
من حُسن حظى أننى أنام وحيدة
-
تجليات فقه - القفة - فى ذبح نساء الأمة
-
الجلوس على عرش العقول أكثر خطورة
-
مشاهد مختلفة من تأملات امرأة مصرية
-
بالشرع اقتلوها .. أهكذا تعبدون الهكم ؟ .... قصيدتان
-
هزيمة لجنود الدولة الدينية وخلايا الوصاية الدينية
-
توأم القمر ... قصيدة
-
كيف لا تتغير التقاليد ومنْ صنعها يتغير ؟؟؟
-
ولم تمشى فى جنازتى ..... قصيدتان
-
ماذا يبقى ؟؟ ..... ثلاث قصائد
-
- الايكوفيمينزم - : الطبيعة أنثى مستباحة للتحرش والاغتصاب وا
...
-
- جريجورى بك - قمة الرقى الفنى والانسانى
-
السهر مع رجل غيرك
-
أحباب الله ليسوا أحبائى ...... قصيدتان
-
حُريتِك هى حُريتى
-
ما اسم هذه الحياة ؟ .... قصيدة
المزيد.....
-
حاول الهرب فعلق أسفل جسر.. شاهد ما حدث لسارق تطارده الشرطة
-
الكويت.. فيديو -سري للغاية- ومداهمة أشخاص بمؤسسات ودوائر يثي
...
-
-بطائرة سعودية خاصة-.. أحمد الشرع يثير تكهنات بصورة توجهه إل
...
-
مسيّرات إسرائيلية تستهدف مخيم النصيرات
-
الرئيس الصومالي يهنّئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا
-
نتنياهو يفاخر بأنه أول زعيم يلتقي ترامب بعد انتخابه (فيديو)
...
-
بزشكيان: قدراتنا العسكرية هي للدفاع وليست من أجل الهجوم على
...
-
الولايات المتحدة.. انفجار وحريق هائل في مصفاة نفطية (فديديوه
...
-
توسيع العملية العسكرية بالضفة والأزمة الإنسانية تتفاقم بغزة
...
-
الكرياتين: مكمل رياضي يعزز الصحة النفسية ويخفف أعراض الاكتئا
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|