حسن شنكالي
كاتب
()
الحوار المتمدن-العدد: 7326 - 2022 / 7 / 31 - 20:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لاتصلح التظاهرات ما أفسده الفاسدون
منذ أعوام والشعب العراقي على موعد مع ساحة التحرير وسط بغداد للمطالبة بالاصلاحات وتوفير الخدمات التي تعاني منها القطاعات الخدمية كافة , ومحاربة الفساد وتقديم الفاسدين الى العدالة , وكان السيد مقتدى الصدرمنظم التظاهرات المليونية , حتى وصل الامر باقتحام مبنى مجلس النواب العراقي , ولكن لا مجيب لمن تنادي , لان الفساد مستشري في جميع مفاصل الدولة العراقية ومن أصغر موظف صعوداً الى قمة الهرم الاداري في الدولة العراقية .
الفساد آفة مجتمعية فتاكة إبتلى بها الشعب العراقي نتيجة للسياسات الخاطئة التى مارستها وتمارسها الحكومات المتعاقبة على مر السنين , بالاضافة الى سيطرة مسلحي داعش على اكثر من محافظة عراقية ونزوح الآلاف من المواطنين للتخلص من بطش المجرمين والتأمين على حياتهم وعوائلهم .
الفساد ينخر في جسد المجتمع العراقي , وما عاد حالة استثنائية , انما بات قاعدة , ويمارس الفساد في العراق لذاته وكسلاح في الحرب المحتدمة على الحكم , وهو بفعل كبار المسؤولين والساسة , فكانوا القدوة لغيرهم , وليس من جراء اساءة استعمال السلطة للحصول على مزايا شخصية , وانما من خلال توظيف السلطة لممارسة الفساد , وتوظيف الفساد للوصول للسلطة .
فمشروع محاربة الفساد في العراق حالياً اصبح ضرورة ملحة ومهمة ليست بالسهلة , ولن تكون اسهل من الحرب على تنظيم داعش الاجرامي , فبسببه تباع المناصب وتشترى علنا ً, ومن الفساد السياسي يلد الفساد المالي والاداري .
ويعتبر العراق من أعلى الدول في معدلات الفساد المالي والاداري , وهو موجود بشكل ملحوظ في عدة مرافق ادارية في العراق .
والفساد هو استغلال السلطة لاغراض خاصة وشخصية منها تجارة الوظيفة او الابتزاز او المحاباة او اهدار المال العام او التلاعب فيه سواء كان ذلك بصورة مباشرة او بصورة غير مباشرة , حيث تنتج عنه آثار سيئة وتحويل الموارد والامكانيات الحقيقية من مصلحة الجميع الى مصلحة اشخاص , حيث يتم تركيز الثروة بيد فئة قليلة من المجتمع .
ظاهرة الفساد تعرقل عملية البناء والتقدم في كافة المستويات الاقتصادية والمالية والسياسية والاجتماعية والثقافية لعموم ابناء المجتمع .
#حسن_شنكالي (هاشتاغ)
#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟