أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوجين قدو - جريمةٌ في الفناء














المزيد.....

جريمةٌ في الفناء


نوجين قدو

الحوار المتمدن-العدد: 7323 - 2022 / 7 / 28 - 21:48
المحور: الادب والفن
    


كانَ عِراكُنا جنائزياً،
عندَما قُتلَ أحدُهم في الأوساطِ
عندَما انشغلْتَ أنتَ بمراسيمِ الغسلِ والدفنِ
وتولّيْتُ أنا أمرَ البكاءْ.

لم أشهدْ ملامحَ القتلى قبلَ ذلك
كنْتُ أنكمشُ على نفسي خشيةً
أشعرُ أنني أُصبْتُ لا بالعَمى،
وإنما بالبُكمِ!

كنْتُ أرى كلَّ شيءٍ
حينَما هُزِموا، وبَصَقوا الدماءَ
ومن ثمّ أنفاسَهم
بينَما ابتلعني الذُّعرُ حيالَ ذلك!

وددْتُ لو أصرخُ
لو أبكي
فبكيْتُ...
لكنني افتقدْتُ دمعي!
كانَ بُكاءً صحراوياً قاحِلاً
نِدائي يَصطدمُ بقصباتِ صَدري
فأشعرُ كما لو أنها معركةٌ أخرى
تدورُ في داخلي.

أستطيعُ سماعكَ تضحكُ،
تصرخُ،
توبّخُهم،
ترميهم بالشتائمِ
وتلعنَ وجودَهم

كنْتَ بعيداً،
أخبرْتُكَ أنني أخافُ،
وكنْتَ تعلمُ
ولكنك بقيْتَ مُستديراً نَحوهم
ليهمسَ لي قلبُكَ: لا تجزعي!
فأسكنُ، ويسكنُ قلبي...
وتُمطر.

لأغتسلَ تحتَ غيمةٍ رحيمةٍ
فأسمعُ صوتَ أحدِهم:
«أخيراً نَجوَنا».
وآخر يقول:
«لقد قُتلَتْ فضاءاتُ الخيالِ
وماتَ الضبابُ بعبوّةٍ ناسفةٍ».

توضّأْتُ بالمطرِ،
ظننْتُ أنني أحلمُ
فأشرقَتِ الشمسُ فوقَ شُكوكي
وأخبرَتْني إحدى خُيوطِها:
أن الذين ماتوا لم يكونوا أشيائي،
أحبّائي،
وأن روحي تنبضُ بالحياة.

قالَتْ: أن الموتَ يُجيدُ اللعبَ
وأن مَن ماتوا استحقوا الغيابَ
ورحلوا...


22 تموز، 2022م
ألمانيا



#نوجين_قدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوجين قدو - جريمةٌ في الفناء