أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد جبار رسن - النجم - والنجم














المزيد.....

النجم - والنجم


مؤيد جبار رسن
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 7323 - 2022 / 7 / 28 - 10:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أكتشف تلسكوب جيمس ويب يوم آمس مجرة تبعد عن مجرتنا (مجرة التبانة) نحو مئة وخمسون سنة ضوئية مكونة من سبعة كواكب جميعها تشبه الأرض , ولو نحرف تلسكوب جيمس قليلاً نحو الشمال لأكتشف نجماً كبيراً صالحاً للعيش يحتوي في داخله الهواء والماء أكثر مما هو موجود على الأرض , أسمه (محمد حسين النجم ).

لقد كان النجم أحد رموز البذل والعطاء في الجامعة المستنصرية ، ومن تلك النماذج التي لا تتكرر كثيراً في كل مجرة ، ويجمع كل من عرفه أنه مثال الطيبة والخُلق الرفيع، ويدرك الذي لا يعرفه لأول وهلة من تابع الخسارة التي نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي المكانة التي كان يحظى بها بين طلبته وزملائه، فهو عند الجميع الطيب البشوش الخلوق الخدوم،. حيث كان بمثابة همزة الوصل بين الاخلاق والعلم في تكوينه الشخصي مما أنعكس واضحاً في المكان الذي يعمل فيه (المستنصرية) فكان دائماً رسول العلم ومبعوث المعرفة ، فلم يعرف عنه أنه رد طلباً يتعلق بالعلم إلا وبذل له حياته.

كانت مسيرة الدكتور (محمد حسين النجم) مع الفلسفة القديمة مسيرة طويلة عاشها بهدوء ، فهو أستاذ هذه المادة لسنوات طويلة وقد تولد فيها الأثر الطيب الذي نتلمسه ونحن نقرأ مؤلفاته ، فكان ببذل جهداً كبيراً بتعليم الفلسفة اليونانية , وليس هذا فقط بل كان متمرس بالعلوم الإنسانية ايضاً لعدة سنوات مما جعله يفتح أبوابه للندوات العلمية في تخصصي الفلسفة وغيرها من العلوم بأصرار وعزيمة. وعمل بروح الاب الحريص على إنجاز أعمال طلبته، وأولئك الذين اشرف عليهم في إنجاز رسائلهم وأطاريحهم , فهم بلا شك يعتبرونه نموذجاً يحتذى به في الحرص والمتابعة والمبادرة والتوجيه.

لقد كان العطاء والخير في شخصيته فطرياً غير متكلف، ظل طوال سنوات عمله عنوان الهدوء والرزانة، ولم توقفه المناصب أو الدرجات العلمية التي تحصل عليها عن مساعدة أبناءه الطلبة, كما لم يترك يوماً ( وأنا القريب منه ) الكتابة والترجمة والقراءة والتصحيح، ولا تأخر في الإجابة على سؤال سائل أو تصحيح مبحث او فصل يطلبه منه الاخرين فضلاً عن الذين يشرف عليهم، بل إنه كان يبادر مراسلة طلبته معتذرا متأسفاً إذا تبادر لهم أنه قد أطال عليهم - لأنه كان يؤمن بالواجب ويلتزمه.

الوى النجم اليوم بعنان جواده عن محطة التعليم ، بعد أن سبقتها عدة محطات، وهو يغادر محطة العمل الأكاديمي التي كان فيها كان نجماً بكل مضمار للعلم والعمل الخلاق لبناء الإنسان، فتحيةً لك أيها النبيل الذي صان شرف المهنة ، فكنت مترفعاً عن كل ما يسيء إلى سمعة الأستاذ الجامعي ، تحيةً لك أيها الكريم بمعنى الكرم ،كريم النفس وكريم العطاء وكريم المال ، ستبقى خالداً في قلوب كل من عرفوك ، فلم تكن استاذاً يُدرسُ الفلسفة فحسب ، بل كان المثال الممتع بلغة أفلاطون, العالم العاشق بلغة أرسطو, حكيماً بلغة سينيكا، ونحن ننتظر محطته القادمة ، فالنجم لا يغيب ؛ إنما يغير مكان طلوعهِ في سماء الإبداع.

أردت هنا أن أنقل صورة لهذا الاستاذ الذي يقضي أوقاته في خدمة الجميع، والتركيز على ما تحلى به من أخلاق كانت عنواناً له طيلة مسيرته الوظيفية، ففي زمن تراجع في خطاب القيم الأصيلة والأخلاق والعطاء وكثرت فيه المنافع والمصالح , كان بشوشاً طبياً خدوماً لا يرد أحدا، وقد كانت وصاياه كبيرة دائماً للباحثين في التأليف والنشر.



#مؤيد_جبار_رسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة الحطب
- فلسفة التاريخ عند كوندرسيه
- الإسلام والموت
- الجيش الابيض يلغي سمة الدخول لكورونا
- اليهودية والموت


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد جبار رسن - النجم - والنجم