حامد تركي هيكل
الحوار المتمدن-العدد: 7322 - 2022 / 7 / 27 - 16:33
المحور:
الادب والفن
كان ذلك اليوم الأسود يوماً استثنائياً بكلّ ما للكلمة من معنى، فقد ضرب الخبر البلدة مثل تسونامي. فأصابنا الذهول، وغمرت البلدةَ نوبةٌ من البكاء الذي تقطعت معه أكبادُنا. فقد مات عبد العال!
مستحيل، قالت فتاة في الخامسة عشر من عمرها وألقت بنفسها في أحضان أمِّها التي كادت تفقد الوعي، الأب فقد القدرة على التواصل من هول الصدمة! مثل هذه الأعراض وغيرها ظهرت على الجميع دون استثناء!
لم نصدق يومها أن الشمس ستشرق عن نهار آخر، ولم نتصور أن النهر يمكن أن يستمر جريانُه المعتاد، وأن الطيور ستبقى تمارس عاداتها القديمة دون أن يتغير شيء!
(عموما لم يكن هو كما كنا نتصور ) قال أحدُهم مرةً على التلفزيون وكاد يفقد حياته بسبب نوبة الغضب التي اندلعت ضدّه! ثمَّ بدأت تظهر في التلفزيون حلقات نقاشية فهمنا منها أن عبد العال كان شخصاً عادياً مثلنا تماماً. وما إن جفتْ دموعنا حتى استمعنا الى مناقشات بدا فيها انه كان هزلياً. طبعاً غضبنا أول الأمر ولكنا لم نستطع في النهاية تمالك أنفسنا وانفجرنا ضاحكين، وتدحرج بعضنا على الأرضية من شدة الضحك!
الأمر الأكثر إثارة أن أشخاصاً بدأوا يتكلمون عن المشاكل التي كان عبد العال سبباً فيها دون أن نعلم. بدا حديثهم في البرامج التلفزيونية مقنعاً جدا فتملكنا الغضب! أيعقل أن يكون قد خدعنا كل تلك المدة! فسارعنا لتمزيق قمصاننا التي رسمت عليها صورته وهو يسخر منا! الحقير!
لكننا بدأنا نتجاهله مؤخراً فقد اقتنعنا أن مجرد التفكير بالاعمال القبيحة التي قام بها هو هدر إضافي للوقت. لكننا لم نستطع الافلات من الفكرة التي أطلقها أحدهم في حلقة نقاشية قبل شهر في برنامج السهرة، فقد دار الحديث ان عبد العال ليس شخصية حقيقية وانما هو من نسج خيالنا! يا للهول!
لسنا متأكدين ما اذا كان عبد العال قد ظهر كبطل تمثيلية تلفزيونية أول مرة أم ضمن قصة قصيرة أم فلم ! عموماً لم تسعفنا ذاكرتنا، فضلاً عن ذلك فان نتائج البحث عبر محركات البحث كانت كثيرة ومشوشة ولا تفيد بشيء.
أخيراً قررنا أن أفضل طريقة لتجاهل تلك المزحة السمجة هي بنسيان كلّ ما يتعلق بشيء اسمه عبد العال.
#حامد_تركي_هيكل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟