أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهدي النجار - بغداد بين الشريعة والحكمة














المزيد.....

بغداد بين الشريعة والحكمة


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1682 - 2006 / 9 / 23 - 04:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم تنضج بعد الحكاية الموروثة عن مؤرخي بغداد لكي نحكيها الآن بجلاء، نتذكرها كما لو أنها شظايا تفجرت في ساحة "الطيران" طاشت تبحث عن مخدع تستقر به، ربما تجد مخدعها في صدر عامل طلاء ينتظر المقاولين منذ "الغبشة" تحت جدارية فائق حسن، هل سيؤوب إلى بيته في أطراف المدينة ويقول: أمي اخرجي الشظايا من صدري، هذه ثمرة كدي!... آنذاك، كان البارود غائباً مثل غياب الوضوح اليوم، فأهل "باب الكرخ" وأهل "باب البصرة" يتعاركون بالكلمات والحجارة، وليس بالمفخخات أو ألبي كي سي أو النصف اخمسات، كانوا في أسوء الأحوال يتوعد بعضهم بعضاً بالسيوف، ولكن لا يفعلون، لان بينهم أهل لحى وعمائم في قلوبهم شفقة، دعاءهم: "جفف، يا الهي، النبع العكر من إيمان بلا حب "، كانوا أهل عقل وصفاء، يجمعون بين الشريعة والحكمة، وهاتان –كما يقول المقدسي-متطابقتان احدهما على الأخرى: "كالطهارة التي لابد لها من البطانة، وكالبطانة التي لابد لها من الظهارة"، إذا غاب التعقل بين الناس تخربت الحواضر وشاعت العصبيات وازدهرت التقاهرات، تصبح الحالة شائهة، يأكل الناس لحم بعضهم البعض بفجاجة ولجاجة، لا حكمة تسترهم ولا موعظة حسنة تهديهم، لماذا؟!...نحن مضطرون لترك أسئلة عديدة معلقة بلا جواب، لان حاضرتنا بغداد لم تعد لها أبواب ولم تعد لها اسيجة، الكل بدا يستعين بالضغينة والإقصاء والرصاص وكأن "الإنسان أشكل عليه الإنسان" طبقاً لأبي حيان التوحيدي.
يحكي مؤرخو بغداد الثقات عن أزمنة صفاء رائقة راح العقل يتبختر مثل سلطان بين أحيائها الجميلة وبساتينها العامرة، لا خائف ولا وجل، راح العقل يسوي مسائل الخلاف بأقل الخسائر، يقول لأولاد ابن ادم: انتبهوا، أحبوا لإخوتكم كما تحبون لأنفسكم، سينأى الله عنكم إذا تباغضتم بسبب العرق أو الدين أو المذهب، لان "الدين النصيحة". هذه قولة مأثورة فيها الشريعة وفيها الحكمة، لا يعرف الأسرار الكامنة في بطنها غير أصحاب الورع والتقى، إذا فتش أهل بغداد في صدورهم سيجدونها تتلالا، عندها تقام الاسيجة المانعة للرصاص وتظهر الإرادات الكابحة للموت، هذه "تعويذة" إذا هضمتها عقول الناس أبطلت فعل الشياطين ورجسهم، أبطلت الدمار والخراب!!



#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام المتنور وثقافة العنف
- الذكرى السنوية السابعة لرحيل البياتي
- كيف يمكن ان نعيش سويا ومختلفين
- البياتي شاعر الحب واللِّماذات
- الحركات المطرودة من التاريخ
- اسئلة المثقف الاشكالي
- مسكويه فيلسوف الادباء
- الاكراه والاختيار في الخطاب الاسلامي
- الذكرى المئوية السادسة لرحيل العلامة ابن خلدون
- للعقل وقت وللخوف وقت
- الاسلام والفكر المعاصرحوار مع المفكر محمد أركون
- التسامح وقبول الاخر
- الاسلام والمعابر الى الديمقراطية
- الثقافة الاسلامية وتصحيح الاسئلة
- الإطار المفهومي للعلمنة
- كيف نفهم الإسلام اليوم ؟ - مقابلة مع محمد اركون
- جدلية الحداثة المادية والحداثة الثقافية


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهدي النجار - بغداد بين الشريعة والحكمة