أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد الوائلي - شياطين الغواية ومتعة ارتعاش الجسد ومخاض النبوءات














المزيد.....

شياطين الغواية ومتعة ارتعاش الجسد ومخاض النبوءات


سعيد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 7318 - 2022 / 7 / 23 - 23:27
المحور: الادب والفن
    


شياطين الغواية
ومتعة ارتعاش الجسد
ومخاض النبوءات







الشهقة في الكتابة موال لا ينتهي ،
هبة الملاك الغافي على كفّ عفريت ينوء بحمل القصيدة،
ينفخ في شريان الغُصة الابدية على ظل الحروف النائمة ما بين جناحيّ الورقة وهي تتغندر تحت مسحة القلم الحبلى برعشة الخلق،
تتلصص على قامة شيطان الشعر العملاق ،
تتمرجح بشعيرات اثدائه الطويلة كمنطاد ،
وتتمتم وصاياه السبعين عن ظهر قلب ،
قبيل ان يرتجف القلم ويصاب بالدوار الابدي ويجف ماؤه الساحر.

الكتابة عذاب ومتعة ينهشان باب الغواية في احشائك ،
يلقيان بملائكتك خارجا ً ويغلـّقان النوافذ بإحكام ،
يتركان الظلمة للشياطين تتسلل ما بين مضايق الهوس لديك ،
يتسابقان الى مفاتيح سرية لمغالق الخيال ،
يتزاوجان في الخفاء كهدهدين يلاحقان شيطان غابة الامزون الاكبر،
يتربصان بجيشه الملفوف حوله "كملوية سامراء " على القمة يرتعد كماردٍ اسود قد انتفض للوثوب خلف بساط سليمان الحكيم.

يتعلـّقان بكل شاردة وواردة ،
يشاطران جنياته الرأي والمشورة ،
"يبحوشان" في حجرات نومه الحالكة السواد عن جوهرة غارقة في وحل ٍ مُضئ.
يسافران خلفه يعبران الشطآن والبراري،
يراقبان اتساع عيونه وتقلصات اجفانه،
وحين ينبع الشعر من سوادها كدمع اسطوري ،
يهلهلان ويرقصان طربا ً ،
يقطعان مجرى الانهار والمصبـّات ،
المدن والقصبات ،
الجبال والفصول ،
المحيطات والقارات ،
وينزفان "شلالات نياكَرا" على سهل الورقة الفسيح فتنبع بذور القصيدة كوشم تنين اغريقي يتدلى من حلمة نهد الحسناء الفارعة الطول كتمثال الحرية في عنق الغابة الضيق كرحم الحياة.

الكتابة هي الحدس الذي يلزّ كوابيس الخيال ،
واحلام اليقظة ،

بوصلة كينونة السجود في بحار النبوءات وبريق المعاني الغارقة في استحياء الوجوم والخوف من المجهول ،
سراب يفرّ من فيوضات الكسل وطلاسم الجنون المقدس .
هتافات في زمن ِ يفتـّح عيون الشطئان كنوافذ مضيئة في جوف الليل الغارق بفوضى جسر مزدحم يربط بين قمتيّ جبل اسفلهما واد ٍ سحيق .
جسور الخيال فضاءات منفتحة على سماوات الإعياء الخفيّ ورماد المشاكسة وإلتماعات ٍ بمذاق النسيان الأجشّ تحت خطوات اللسان ،
فورة لِقلق ٍ ممض ٍ كالمد والجزر،
يربك المزاج الغريزي ،
يغذي فوضى التمرد ويرسو على ذائقة المغامرة في يخوت الكتابة والرسم بشفرة حادّة على كوكبة انفعالات انيقة تمـّوج ستائر غيمية تـُخفي العرض القادم خلفها لمشاهد لجوج .

طائر سحري على صهوة ريح ٍ براق ،
يمامات نووية يستحـّم طفح ضوئها بإخضرار النبوءات ودبيب الافكار الفارعة ،
نيوترونات نوق حجـّلى بلحاءات الغوث المتلبس بشال التمرد الفضفاض ،
احتدامات اشلاء الحزن الصدفيّ في انطواءات الزمانات اللماعة القادمة .

رمانة تخـّزن مليارات الحبات الضوئية ،
مُزن انطفاءات المجرات السائحة في ثقوب سوداء لا تشبع،
افلاك مشدودة بظلال ثورة وجودية ممهورة بهودج التمرد الملكي ،
غارقةً ساعة الترحال المثخنة بفصول ارتجافات الغضب والكبرياء ،
مشروخةً بغبش اصفر،
حزّمَ حقائبَ مُعبّأةً بأهداب زرق ،
استوطنها ترحال السائرين حفاة الى آبار جافة ،
إلا من عَرَق درب طويل يبدأ من سقطة فتحة كونية وينتهي
بسقطةٍ في مجـّرةٍ اوسع.


امريكا – ديربورن هايتس



#سعيد_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيثار الذهبيّ
- لقد اضعتم بالفعل فسحة تاريخية منحها اياكم الغرب على طبق من د ...
- ذكرى اسقاط طالبان والدور السعودي المشبوه في كابول
- زبد سماوي
- عطر الغائب
- ثلاثة ايام معايشة مع البرفسور الصائغ
- ظلال الشفق الناعم الطويل
- شهداء جسر الائمه
- وطــــــــن يفيــــــــق
- على جبهــــة قــــداس - الكرنتينــــــه -
- الحداثة قراءة ونهج بين الموروث والتأثير الحضاري
- الارهاب والثقافة ..... ادوات النظام المقبور وكيفية وئدها في ...
- رسالـــة مفخخـــة بــ سبعة ملايين دولار
- كســــارة الريـــــح
- صــــلاة الملائكــــه
- طبــــــول ومزاميــــر
- لقد كسبنا النصر الى الأبــد
- للحـــزن جنــــود مــن عســــــل
- اغنيات الى الوطن
- مسامير تحت الجلد


المزيد.....




- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟
- 77 دار نشر ونحو 600 ضيف في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد الوائلي - شياطين الغواية ومتعة ارتعاش الجسد ومخاض النبوءات