حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 7318 - 2022 / 7 / 23 - 23:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يحق للكافة أن يوجهوا سهام نقدهم تجاه الزعيم القومى الراحل جمال عبد الناصر ،أو إلى الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسى ، بل إنه من الممكن حتى إفراد التهم إلى الرجلين بدون غضاضة مادامت موثقة مثبتة ،كما إنه بالمقابل يحق لأنصار الرجلين المصريين أن يدافعوا عنهما وعن أفكار وتاريخ كل منهما وتقديم ما يدحض أى إتهام لهما بالتطرف الإسلامى أو العنصرية القومية أو أى تهم أخرى ،
لكن كل ذلك ينبغى أن يكون فى إطار الحوار السلمى والموضوعية والإلتزام بشروط التقييم والنقد العلمى المحايد البعيد عن العواطف والإنبهار الشخصى أو الإنحياز الأيديولوجى والكراهية، وإلا فإن الأمر سيتحول لمجرد شيطنة سطحية،و مكايدات و شرشحات سياسية حانقة، أو تأليه مغرض وقداسة مؤثمة لا علاقة لها بالفكر والسياسة !؟
وعلى العموم، ومهما كانت حدة الإتهامات التى توجه للرجلين بلاهوادة كلما حانت الفرص والمناسبات ،ومع كل ما نراه من محاولات مستميتة للإستقطاب إلى هذا أو ذاك ، و اللجوء الغبى إلى فرض معادلات صفرية لا تسمح بالتعايش الطبيعى بين أبناء الشعب الواحد وإن إختلفت الأفكار ،فلا أحد يمكنه أن ينكر على الإطلاق أن من أهم نتائج تجربة كل من حسن البنا وجمال عبد الناصر، هو أنهما أثبتا أن الأمة والدولة المصرية لهما تأثير وحضور طاغ على مستوى العالمين العربى والإسلامى ، فالدعوة إلى القومية العربية لم تحقق نجاحا أوإنتشارا كبيرا سوى بعد ظهور جمال عبد الناصر، وكانت مصر فى فترته رقما قويا على المستوى الدولى أثار حفيظة الاعداء والخصوم ، وجلب لها المؤامرات من المترصدين والكارهين ،
أما فكرة الإسلام السياسى فقد طافت أرجاء العالم مع ظهور حركة الإخوان المسلمين فى مصر على يد مؤسسها المصرى حسن البنا ، وتم انشاء فروع متعددة لتلك الحركة بكافة أنحاء الدول العربية والإسلامية تقريبا، مما منح مصر قوة ناعمة مسيطرة أزاحت قوة شيوخ الخليج وتأثيرهم الدينى ، بل وإحتوت الكثيرين منهم وكادت أن تغير معادلات الحكم القبلى المتخلف هناك ،
حتى أفكار وخطوات التطبيع والنكوص والردة وخيانة القضايا الوطنية و العربية والإسلامية ، تعممت وانتشرت كالنار فى الهشيم بعدما تبنتها قوى التخلف والتبعية فى مصر، بالتوازى مع إجراءات محاربة و إستبعاد أفكار الرجلين (المؤيدان معا لحقوق الشعب الفلسطينى) مع شيطنة كل منهما على حدة،و إذكاء الصراع بين الأغبياء من أنصارهما لكى يحترقا معا !!
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟