أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - العراق و تركيا… و البحث عن -عدو-..؟؟..















المزيد.....

العراق و تركيا… و البحث عن -عدو-..؟؟..


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 7317 - 2022 / 7 / 22 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عملية دراماتيكية تتكرر كثيرا في السنوات الاخيرة ادى قصف احدى المصائف السياحية في دهوك الى تغيير في نمط تعامل الدولة العراقية و نخبها السياسية و الثقافية من حيث تعدد الطروحات في كيفية مواجهة ما سمي "بالعدوان التركي" و ذهبت بعض الطروحات الى اجراءات مركزية و عميقة في تاثيرها حيث بدت الصورة و كأن تركيا اصبحت "العدو" الذي يبحث عنه العراقيون.. لماذا..؟؟

مبدأياً لا يبدو ان العملية مرتبطة بمؤتمر طهران حيث رفضت ايران و روسيا اية اجراءات تركية في شمال سوريا.. كونهما تدعمان الحفاظ على استقلال الدول ( وفق رؤيتهما)… بل

العملية قد تكون مرتبطة بطبيعة المداولات و ربما الخطط التي تمت مناقشاتها في مؤتمر جدة حيث ان اعادة الوضع العراقي كانت احدى اهم عناصر المهمة في البحث عن تكتل جديد يشرعن من جهةٍ تمدد اسرائيل السياسي في العالم العربي و من جهة اخرى يضع حدوداً للدور الايراني و احتمالات ترسيخ شراكة استراتيجية بين ايران و روسيا و الصين هي قائمة منذ سنوات بشكل او باخر .

على الطرف الاخر…تركيا التي تواجه ازمات متلاحقة ليس في وضعها الداخلي اقتصاديا و سياسيا و انما ايضا و بشكل اكبر في مشاريع التمدد و احلامها التي تواجه الاخفاق في اسيا الوسطى و الشرق الاوسط كما حدثت ايضا في اوروبا و كذلك في توظيف العلاقة "الندية" الخاصة مع روسيا بالاضافة الى الدور الهامشي في اطار حلف الاطلسي .

وسط هذه الاخفاقات لن تضر تركيا كثيرا لو انها اختارت ان تلعب دور "العدو" للعراق طالما انه لن يترتب على ذلك اية خسائر اضافية بل ربما يسمح لها ذلك التهرب من قضية المياه الضاغطة و بالتالي التوصل الى معادلة قديمة طرحها الرئيس سليمان ديميريل في بداية تسعينات القرن الماضي و التي كانت تتلخص في " النفط مقابل المياه" مع استمرار التبادل التجاري وفق منظومة جديدة و اتفاقيات اكثر استقراراً. كما ان ايجاد "عدو" قوي يخدم الطروحات القومية و العثمانية التي تبحث عن مبررات سياسية في تاويل الكلام عن اعادة كركوك و الموصل و حلب الى "ارض الوطن الام"..!!

صناعة العدو كان دوما اولوية سياسية كبرى و آلية تاريخية مهمة في محاولة الدول لتثبيت كياناتها و هيمنتها و بالمناسبة فان احد اهم اسباب اضمحلال احادية الهيمنة الامريكية في العالم هو اخفاقها في ايجاد عدو موازي لقوتها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي (موضوع طويل و هناك مئات الكتب و الدراسات حول هذا الموضوع و شخصيا لي بعض المساهمات باللغة الانكليزية و كذلك بعض المقالات بالعربية )…

لكن توظيف صورة العدو في اعادة بلورة الهياكل الداخلية هي المهمة الاصعب … هناك بعض المؤشرات ان تركيا لعبت دورها بشكل جيد في خلق اللحظة التاريخية في ولادة "العدو" كما ذكرنا اعلاه.... اما العراقيون فان ادائهم ما يزال متواضعا و مهلهلا…ليس فقط بسبب ارتباط العديد من القوى السياسية و شبكات العلاقات و التقاطعات الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية … انما ايضا في عملية قراءة و ادراك طبيعة اللحظة التاريخية و وضع آليات عملية في سيرورة خلق صورة العدو و توظيفه في الخطابي السياسي و و درجة التفاعل اليومي في قضايا اعادة التجييش السيكولوجي و المجتمعي للقوى الشعبية و منظوماتها المختلفة.

في هذا الاطار يبدو ان التسريبات حول شيطنة داخلية بين قوى سياسية عراقية وضعت لنفسها قوقعة مقدسة عبر العقدين الاخيرين و ردود الفعل ازاءها سيفتح الباب بشكل ممتاز في عمليات اعادة بلورة التجييش و ادخال عناصر جديدة في ذاكرة الفرد قد يصل في مرحلة قادمة الى ذاكرة جمعية اذا استطاعات القوى المحلية تحقيق تفاعل مدروس في عملية توظيف اللحظة التاريخية كما ذكرنا .. و لعل بعض اهم العناصر لهذه النقلة في ذاكرة جمعية جديدة هي في اقصاء القداسة عن المراكز المهة في هيكلية الدولة و منها الانتقال الى فضاء اللاطائفية في اختيارات مراكز الرئاسات و النخب التي تتحكم بالقرار السياسي.

و هنا يبدو ان ان تنازل الكتلة الفائزة بالانتخابات الاخيرة عن سعيها في الحكم و اتخاد قرار "هجر" المنظومة السياسية لم يكن قراراً ارتجالياً كما يتصور البعض انما كان خطوة مهمة في عملية ازالة القداسة عن مفهوم السياسة و الحكم الذي ساد في فترة ما بعد الاحتلال الاميريكي و اعتقد ان خطوات اخرى ذات طبيعة "تغيير جذري" ستتبع هذه و تلك في محاولة لتثبيت هيكلية اكثر استقراراً للدولة و منظومة ادارة البلد سياسيا و اجتماعيا…

يبقى الجانب الاقتصادي يحتاج الى مبادرات حكومية ( قد تكون جزء من عناصر توظيف اللحظة التاريخية) و لو بشكل امبريونيكي Embryonic اولي . بالمناسبة مشكلة التراكبية بين السياسة و الاقتصادية في العراق لا شك انها معقدة و لكنها ليست عصية على الحل خاصة اذا تم توفر ضمانات للجميع "للخروج الآمن من الازمة" (ممكن نطرح خطوات عملية في اطار مفهوم و آليات التنمية لاحقا)

لكن تبقى هناك اشكالية كبرى في هذا الاطار و هي قد تعني ان اقليم كوردستان سيواجه تحديات جدية ليس في الحفاظ على علاقتها الخاصة بتركيا انما قد يمتد ذلك الى وجود الاقليم ذاته ككيان شبه مستقل اقتصاديا و سياسيا و عسكريا… حيث ان اتخاذ تركيا "عدواً" سيعني بشكل واضح تشديد الحدود الجغرافية و السياسية و الاقتصادية و بالتالي ضرورة تمدد قوة الدولة الاتحادية الى كل مراكز الحدود هذه و بالتالي ازاحة "استقلالية" منظومة القرار الكوردستاني. … بكلام اخر… ادارة الصراع مع "عدو" تتطلب عودة المركزية بشكل او باخر .

في حالة طرح المشكلة مع تركيا في اروقة الامم المتحدة فان الولايات المتحدة ستعمل على ايجاد دعم دولي و قانوني للعراق خاصة ان الاهداف تتجاوز "اعادة تاهيل العراق و كفى"… بل ان مراحل اخرى قادمة مع تغييرات اوسع في المنطقة…

لكن كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع اشكالية اقليم كوردستان خاصة ان قوى عراقية متعددة ترى ان الصراع الكوردي-الكوردي داخل الاقليم و عبر الحدود الى سوريا و تركيا يعتبر جزء رئيسياً من الاشكالية العامة ...؟؟!!.. .. هل تتجه الامور الى اختزال العدو الخارجي و ايجاد بديل داخلي مرة اخرى كما جرت ايام الحكم السابق ..؟؟.!!…لا نتمنى ذلك و لكن سنتابع … حبي للجميع



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم ما بعد الازمة الاوكرانية..!!..1
- ‏ Desmond Tutu.. وداعا للتعايش مع الألم..؟؟..
- انتهاك -قيمة- الانسان: اشكالية الدولة و الدين..؟؟!!.
- مركز الرافدين للحوار…دافوس الشرق الاوسط..؟؟..
- غزة.. للمرة ال...؟؟..
- نوال السعداوي... مأزق الخروج من الذاتية..!!..
- الكورد و حوار الذات ...3
- مابعد -ترامب... مابعد -كورونا..؟؟!!..
- الكورد و حوار الذات..2
- الكورد و حوار الذات..1
- العراق... ما بعد اللا دولة ..؟؟!!..
- ذكرى سمير امين..: اللا تبعية .. و اعادة بناء -الحكاية- التار ...
- مصر-اثيوبيا...اشكالية الهيمنة..؟؟..2
- مصر-اثيوبيا ... اشكالية الهيمنة ..؟..1
- كورونا... صيام اخر..؟؟...2
- كورونا... صيام آخر..؟؟..1
- المرأة و الحديد.. هل يلتقيان..؟؟!!..
- مخيال... عالم ما بعد الشيطان....!!..
- الثورة -العفوية-...!!!.،
- -الانسان الإله- و عقلانية الحرب...1


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - العراق و تركيا… و البحث عن -عدو-..؟؟..