النوم مفتاح عوالم الغيب الباطنية

اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7317 - 2022 / 7 / 22 - 20:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

اليوم يا أحبائي سأبوح لكم سرا خطيرا وهام ، إن فهمتموه ووظفتموه لصالحكم كان لكم بمثابة مفتاح ذهبي تفتحون به خزائن عوالم الغيب الباطنية.
أخطر لحظات في حياة الإنسان والأكثر تأثيرا على مجريات حياته كلها النوم، إنه ليس مجرد غياب الوعي عن الدنيا مؤقتا وراحة للجسد والعقل، بل النوم أخطر وأعمق وأهم من ذلك بكثير، النوم هو حلقة الوصل أو المساحة المشتركة أو مجال التواصل، بيننا وبين كل العوالم والحقائق الباطنية المخفية عنا في اليقظة، ونحن في حالة النوم نكون في حالة شفافية عجيبة وقدرة غريبة على التواصل مع عالمنا الحقيقي، العالم الباطني، وما العالم الذي نحياه يقظة سوى المرآة العاكسة والنتيجة فقط لما يحدث في عالم الحقيقة عالم الباطن، سلبا أو إيجابا، حربا ورسائل وإنتصارات وهزائم ومكاسب وخسائر نعيما أو عذابا.
تصبح أرواحنا خفيفة وحرة طليقة ترسل وتستقبل الرسائل والإشارات والرؤى، و نحن نؤثر ونتأثر بما نرسله وما تتلقاه.
والحقيقة عكس ما نظنه من أن النوم يعطل حواسنا من سمع وبصر وشم وحركة وخلافه، بل على العكس تماما، في النوم تصبح تلك الحواس خارقة ومتعدية حدودها الجسدية العادية، تصبح خارقة وشفافة ومفعلة بشكل حقيقي.
ولننتبه جيدا للآتي، النوم أشبه بعملية البرمجة لنا، أو عملية إعادة ضبط المصنع، عملية يتم من خلالها تغذيتنا وتحميلنا ببيانات وبرمجيات وترددات أو سيستم إن جاز التعبير، برمجة لتحديد خط سيرنا وسير أمورنا في كل ما هو آت،
وهذه البرمجة لا تحدث من مصدر واحد، فكما قلنا نحن في النوم نكون في ساحة مفتوحة لعوالم الباطن والحقيقة،
فتلك الرسائل والبرمجة قد تكون إلهية أو ملائكية، وقد تكون شيطانية أو جنية، وقد تكون كونية، وقد تكون من أرواح وأنفس بشرية أخرى، وقد تكون حتى ذاتية.
المهم أن كل تلك العوالم والعوامل والكيانات تتعامل معنا وتؤثر فينا وفي حياتنا يوميا دون أن ندري، نحن نبرمج يوميا دون أن ندري، يتحدد ويتغير مسار حياتنا دون أن ندري.
والآن الأهم مايمكن أن نسميه السر، البعض يقولون حاولوا أن تركزوا على أفكار إيجابية وإبتعدوا عن أي أفكار سلبية قبل النوم، وهم في ذلك على حق.
ولكن الأهم والأخطر بكثير، والتي قد أعتبرها أخطر وأهم لحظات في حياة الإنسان، إن إستطاع السيطرة عليها و التحكم بها بدلا من أن تسيطر عليه وتتحكم هي به، تلك اللحظات هي الثواني القليلة الأخيرة في نهاية النوم وقبيل اليقظة مباشرة، هي الثواني الفاصلة بين النوم واليقظة، هذه اللحظات يا سادة هي الأهم في حياتنا كلها، ركزوا فيها قليلا وتابعونا وراقبوا أنفسكم وما يتم وضعه في أدمغتكم، حينها إن رأيتم الحقيقة سترون وتسمعون رسائل البرمجة الآتية إليكم للتأثير فيكم.
إن كانت رسائل إيجابية فتجاوبوا معها وإستقبلوها وقووها وأكدوها وثبتوها، كمثل إن يومك سيكون أفضل، أو القادم في الحياة جميل جدا، أو أنك ستكون سعيد أو منتصر أو فائز أو غني أو قوي أو أيا كان من الأفكار والرسائل الإيجابية، وإن كان العكس وهو الغالب في الحدوث، ستجدون وأنتم في تلك اللحظات، كأن أحد يحدثك من داخل نفسك أو كأن نفسك نفسها تحدثك، تقول لك قم، قم إلى الهم والغم، قم أنت فاشل وضعيف، قم هي أيام سوداء مثل بعضها وهكذا مثلا.
ستجدون تلك اللحظات أيضا توقظكم على أسوأ ذكريات لديكم، أكثر شيء يحزنكم ويخيفكم، حتى ولو كان قديما جدا، حتى لو كنتم نسيتموه، بل حتى في بعض الأحيان لا تكونوا تعلموه من الأساس.
تلك الرسائل كلها هي رسائل هزيمة وإنكسار وإستسلام، برمجة لك على تلك الأفكار والمسارات، إن إستسلمتم لها و تقبلتموها وإستقبلتموها، ستكون في الحقيقة، يصبح قانونا ومسارات واقعيا لكم ولحياتكم، أي ستتحقق.
وتلك يا سادة هي المعركة، حاولوا الفوز فيها بإي طريقة، قاوموها وغيرها، عاندوها وردوها وخيبوها، تحدوها، و أظهروا لها أنكم أنتم الأقوى أيا كان مصدر هذه الرسائل و البرمجيات، أخرجوا لها ألسنتكم بكل سخرية وقوة وإيمان وثقة، ردوا عليها بكل قوة وتحد وثقة مطلقة، قولوا لا، نحن أقوياء، لا نحن سننتصر، لا القادم أجمل والحياة ستكون رائعة وجميلة، لا لن تحدث مصائب ولا كوارث ولا خسائر ولا خيبات، سيحدث كل شيء جميل، الحياة حلوة وستكون أحلى، الحياة لنا والخير أنا والنصر لنا والغنى لنا، وهكذا، ردوا الرسالة وأعكسوا البرمجة لتكون لكم لا عليكم، تلك هي المعركة التي يجب أن نفوز فيها ونجعلها تعمل لصالحنا و ليس ضدنا، وما يفوز في تلك اللحظات الحاسمة سيكون.

͜ ✍ﮩ₰ الماستر الأكبر سعيد اتريس

___الجمعة ٢٢ يوليو ٢٠٢٢___

#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات