|
الرئيس والقيادة الفلسطينية وانتظار -غودو- والمسيح
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 7317 - 2022 / 7 / 22 - 14:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بقلم:- راسم عبيدات الرئيس الفلسطيني حصر خياراته لحل القضية الفلسطينية واسترداد جزء من الحقوق الفلسطينية المشروعة بالمفاوضات ولا شيء غير المفاوضات،وهذا النهج استمر بالسير عليه استمراراً لنهج وخيار اتفاق أوسلو الإنتقالي،والذي ثبت بأن هذا الخيار الذي انتجه اتفاق بائس وكارثي،لن يقود الى تحقيق حقوق شعبنا الفلسطيني في حدودها الدنيا،اقامة دولة فلسطينية على 22% من مساحة فلسطين التاريخية،ومع كل سنة انتظار وتاكيد على هذا الخيار او ما يسمى بالشرعية الدولية التي لم تنجح منذ اقامة دولة الكيان على انقاض ارضنا بإزالة حجر في اي مستوطنة "اسرائيلية" جاثمة على أرضنا ،او وقف هدم لبيت فلسطيني،وأصبح يرهن ليس فقط حقوق شعبنا الفلسطيني بتغير الإدارات الأمريكية والحكومات الإسرائيلية وتعاقبها،بل حتى في تشكيل أي حكومة فلسطينية،كان يشترط ان توافق ح م ا س على قرارات الشرعية الدولية المولع بها الرئيس وطاقمه القيادي،تلك الشرعية الدولية التي تكشف زيفها في الحرب التي تدور حتى الآن بين روسيا وامريكا ومعها توابعها الأوروبية على الأرض الأوكرانية،حيث "استلت" امريكا "سيف" الشرعية الدولية،ولتجرم روسيا بإنتهاك سيادة اوكرانيا وارتكاب جرائم حرب والمس الصارخ بحقوق الإنسان ..الخ،دون ان يرف لها هي ودول أوروبا الغربية أي جفن على ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من جرائم وقمع وتنكيل وإحتلال للأرض واغتصاب للحقوق في ازدواجية مقيته للمعاير والإنتقائية في التطبيق لما يعرف بقرارات الشرعية الدولية.....ولكن رغم كل ذلك استمر الرئيس وفريقه القيادي بالتمسك بهذا النهج والخيار،وانه لن يسمح لأي جهة فلسطينية،ان تأخذ القرار الفلسطيني الى أي وجهة أخرى،لأن من شأن ذلك الإضرار بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني، وكان الرئيس وفريقه القيادي يعاندون الواقع على الأرض،والذي يؤكد بأن دولة الكيان ومن خلفها شريكتها امريكا ومعهما دول اوروبا الغربية،يريدون استمرار إدارة الصراع،وليس حله،والتشبث برؤيتهم وموقفهم بأن الحل لقضية شعبنا الفلسطيني وحقوق شعبنا،يجب ان لا تتجاوز الحقوق الإقتصادية والحكم الإداري الذاتي،بعيداً عن الحقوق الوطنية والسياسية ووقف الإستيطان وانهاء الإحتلال،وعلى هذا النهج والخيار،استمروا في طرح مواقفهم ومبادراتهم،دون ان يغفلوا الإستمرار في ترديد الإسطوانة المشروخة عن حل الدولتين،على أن لا يترجم ذلك الى فعل على ارض الواقع،بفرض عقوبات ملزمة على دولة الكيان تلزمها بتطبيق هذا الحل. الرئيس وفريقه استمروا في الرهان على عودة" غودو" وقدوم المسيح،لكي يحققا لهما احلامهما بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران/1967 وعاصمتها القدس ،رغم أن كل الوقائع على الأرض تقول بأن الإستيطان المتصاعد والمتواصل،لم يترك أي فرصة لحل ما يسمى بالدولتين حتى بتنازلات فلسطينية أقل من ذلك. الرئيس والقيادة الفلسطينية وحتى القوائم العربية في الداخل الفلسطيني- 48 – هللوا وصفقوا لسقوط ترامب في الإنتخابات الأمريكية ولإسقاط نتنياهو من رئاسة وزراء الحكومة الأمريكية،لأنه بسقوطهما سقطت ما عرف ب"صفقة القرن"،وأن القادمين للبيت الأبيض ولرئاسة الحكومة الإسرائيلية الجدد،سينتهجان سياسة تقود الى حل قائم على أساس الدولتين،ولكن المواقف والسياسات التي تبناها كل من بايدن وبينت،والتي لا تقل تطرفاً وعنصرية وإنكاراً لحقوق شعبنا الفلسطيني عن سلفيهما ترامب ونتنياهو،بل لا نبالغ اذا ما قلنا انها كانت أكثر تطرفاً وتنكراً لحقوق شعبنا الفلسطيني. المهم الرئيس وفريقه القيادي بقيا ينتظران "غودو" ذلك الرجل في المسرحية التي كتبها الكاتب الإيرلندي "صموئيل بيكيت" والتي تدور احداثها حول رجلين " فلاديمير" و"استراغون" ينتظران رجل لن يأت...و"غودو" الرئيس والقيادة الفلسطينية اللذان انتظراه طويلاً،لكي يحقق لهما حلمهما،حضر في زيارة للمنطقة، من 13 -16/7 /2022،وما ان وطئت قدماه أرض فلسطين،حتى قال قاطعاً الشك باليقين،وصافعاً كل المراهنين عليه من فلسطينيين وعرب بالقول"أنه يفتخر بأنه جزء من تاريخ دولة الكيان،وأنه كذلك يفتخر بصهيونيته"،ورغم كل ذلك بقي الرهان على "غودو" ،وكان لقائه بالرئيس في مدينة بيت لحم،وفي اللقاء قدم له الرئيس قائمة من المطالب،منها ما يتعلق بوقف الإستيطان، واعادة فتح القنصلية الأمريكية في القسم الشرقي من المدينة واعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن،ورفع اسم المنظمة من قائمة " الإرهاب" الأمريكية،ولكن "غودو" لم يلتفت الى تلك المطالب،فهو عبر عن نفسه بشكل واضح،ورغم كل وضوحه ووقاحته وسفوره،ولكن بقي الرهان عليه،حيث خرج الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية ليقول بأن مواقف الرئيس الأمريكي يبنى عليها،وهناك من قال بأنه يكفي ان تكون فلسطين الدولة الأولى التي يزورها "غودو". جاء حديث رئيس وحدة معالجة المصالح الفلسطينية في السفارة الأمريكية في القدس جورج نول،ليكشف جزء من المستور،حيث قال بأن "غودو" قال للرئيس عباس في لقائهما،بأن عليه أن ينتظر قدوم المسيح لكي يحقق له تلك المطالب. "غودو" عبر عن نفسه بالقول "أنه يفتخر بصهيونيته"، ولكن هناك فلسطينياً وعربياً من يصر على ان "غودو" طيب ومتفهم ويرغب بأن يكون"صديق" لشعبنا وأمتنا" وانه رسول" محبة وسلام"،وهذا البعض الفلسطيني والعربي"يصر على تجريب المجرب" والمقامرة بالحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية على قاعدة " المقامرة والتجريب". "غودو" زيارته ليس من أجل شعبنا ولا قضيتنا ،غودو" همه الأساس أمن دولة الكيان والحفاظ على تفوقها العسكري،والعمل على تشكيل هياكل تنظيمية أمنية،تدمج دولة الكيان في المنطقة،وتنصبها في موقع قيادة الإقليم عبر ارساء نظام إقليمي عسكري اقتصادي سياسي بإشراف أمريكا ضد مثلث روسيا الصين ايران،و"غودو" يريد الطاقة لأنها حيوية للإقتصاد الأمريكي والنفط والغاز من أجل دول أوروبا،ومنع دول الخليج من تطوير علاقاتها مع الصين وروسيا،والتحريض على طهران عبر السعي لتشكيل حلف عسكري يتولى الدفاع عن دولة الكيان والحفاظ على أمنها في حالة إندلاع حرب مع ايران،ويريد كذلك ان يستمر النظام المالي الأمريكي مسيطراً والدولار معادلاً عاماً للتبادلات التجارية والإقتصادية بين الدول،وان تصوت له اللوبيات الصهيونية،لكي يفوز في الإنتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي في شهر تشرين ثاني القادم،وان يعمل على خفض نسبة التضخم والبطالة في امريكا وانقاذ الإقتصاد الأمريكي من تأثيرات الحرب مع روسيا في اوكرانيا...من أجل ذلك جاء "غودو" الذي قال لكم بأنه عليكم أن تنتظروا قدوم المسيح لكي يحقق لكم هذه المطالب،فهل هناك رسالة أبلغ من هذه يا من راهنتم على قدوم "غودو" الذي صورتوه على انه " المنقذ"؟؟؟. فلسطين- القدس المحتلة 22/7/2022 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زيارة بايدن للمنطقة والسعودية نجاح وفشل
-
في العيد ...تيه فلسطيني وضياع عربي
-
يا غسان في ذكراك الخمسين لا تعود
-
الإنتخابات التبكيرية الخامسة لن تنقذ دولة الكيان من أزمتها ا
...
-
ماذا سيعرض بايدن على السعودية وماذا سيطلب منها...؟؟
-
تحليل سياسي مطول غاز المتوسط ...ومعركة الحسم النهائي
-
المعادلة - لا غاز في قانا مقابل لا غاز في كاريش-
-
لماذا تأجلت زيارة بايدن للمنطقة اكثر من مرة
-
جنين .......وحرب الإنهاك المستمرة
-
المقدسيون كانوا أهلاً لحمل الراية بجدارة
-
هل ستقود مسيرة الأعلام هذا العام لمعركة- سيف القدس 2- ..؟؟
-
اعتقال ومحاكمة حامل التابوت
-
-غزوة- المشفى الفرنسي بالقدس
-
لن يسقط التابوت
-
يوم فلسطيني دام بإمتياز
-
اغتيال السنوار وغيره من قادة الفصائل لن تجلب الأمن والإستقرا
...
-
هل تفكك عملية-العاد- واقتحامات الأقصى حكومة بينت..؟؟
-
هل الحرب الإقليمية باتت وشيكة ..؟؟
-
تقسيم زماني لساحة باب العامود ...وتقسيم زماني للأقصى
-
اوقفوا اشاعة الوهم الكاذب عن السلام الكاذب
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|