ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 7315 - 2022 / 7 / 20 - 21:56
المحور:
الادب والفن
حكايات من الفولكلور الكردي
ترجمة ماجد الحيدر
فرسان مريوان الاثنا عشر
يُحكى أن ملك إيران نادر شاه، عزم ذات مرة على غزو مدينة الموصل التي كانت آنذاك بيد الأتراك. وكان عليه، لكي يصل اليها، أن يجتاز أراضي إمارة بابان التي يحكمها في ذلك الوقت ابراهيم باشا المتخذ من قلا جولان (قرب السليمانية الحالية) مقراً لحكمه. وقف نادر شاه بجيشه الذي قوامه اثنا عشر ألف جندي على تخوم الإمارة، وبعث رسولاً إلى ابراهيم باشا يطلب منه أن يفسح له الطريق للمرور من خلال أرضه متوجها نحو هدفه، مدينة الموصل.
كان الأمير ابراهيم باشا قد عقد قبيل ذلك اتفاق صداقة وتعاون مع الأتراك، ولم يشأ أن ينكثه ويثير غضبهم. ثم إنه كان يدرك تماماً الخراب الكبير والثمن الباهظ الذي سيدفعه مواطنوه من جراء مرور هذا الجيش الأجنبي الكبير في بلاده، وربما تحولت بلاده إلى أرض معركة بين الاثنين ، فأرسل إلى نادر شاه جوابه بالرفض. عندها استعر غضب الشاه وقرر أن يقتحم أراضي الإمارة بالقوة ومهما كلف الأمر.
وصل الخبر إلى ابراهيم باشا، كما أبلغه عيونه بالموعد المحدد للغزو الايراني، لذا سارع إلى جمع جيش مما بين يديه من المحاربين. وشكل قوة من اثني عشر فارساً شجاعا محنكاً مع مساعديهم لتكون طليعة لجيشه وأرسلها أمامه. نزل الفرسان من قلاعهم واقتربوا في جنح الظلام من معسكر نادر شاه في سهل مريوان وتوزعوا زمراً من فارسين أو ثلاثة، واقتحموا المكان محدثين فيه فوضى وشغباً عظيمين. كانت ليلة ممطرة مثلجة حالكة الظلام، فظن الايرانيون انهم حوصروا من قبل قوة كبيرة، وصاروا يتخبطون ويقتل بعضهم بعضاً، فاختلط الحابل بالنابل وأوقعوا مذبحة حقيقية بين صفوفهم. وعندما انبلج الصباح اكتشفوا ما فعلوه بأنفسهم، فزاد جزعهم وارتباكهم وخارت قواهم وما كان منهم إلا الانسحاب مجرجرين أذيال الخيبة.
وعندما وصل جيش ابراهيم باشا إلى ساحة المعركة المفترضة، لم يجدوا غير خيام محروقة وبقايا معسكر مهجور لجيش عظيم لقي الهزيمة على يد اثني عشر فارساً مقداماً ضحوا بحياتهم وكتبوا بدمهم هذه الملحمة.
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟