حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)
الحوار المتمدن-العدد: 7309 - 2022 / 7 / 14 - 16:01
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تبدوالفضفضة وكأنها سلوك نسائي بحت، فالمرأة بطبيعة تركيبتها النفسية والبيولوجية أكثرتعرضاً للقلق والتوتر، لذلك هي أكثر لهفة وقدرة على التحدث مع صديقاتها أو أي كانللتخلص من الضغوط النفسية، على عكس الرجل، وإذا كانت الفضفضة ليست مجرد كلام لافائدة منه، فقد يطرح السؤال نفسه، هل هي علاج أم مجرد ثرثرة؟وهل نشعر بالراحة أمبالندم حين نفضفض؟أعتقدأن الإنسان المنفتح على الآخر يشعر حتماً بالراحة في حين يشعر الإنسان الكتومبالندم.. نعم لم لا، وقد تخطى حدود كتمانه وسور أمانه.علىأية حال،، سواء ارتحنا أو ندمنا، فإن للفضفضة وظيفة نفسية وهي طريقة من طرق العلاجالنفسي المتعارف عليها، إذ تقلل من التوتر والكبت وتحرر الإنسان من مشاعرهوأحاسيسه التي من الممكن أن يكون لها تأثير سلبي على حياته.نفضفضليس بحثاً عن الحل لكن بحثاً عن الراحة، وتلقائياً سنبحث عن شخص نرتاح له ونثقبه..لكنهذا الشخص بالنسبة لكثير منا ممن يفتقدون الثقة والأمان قد لا يكون صديقاً أوحبيباُ، قد لا يكون أحد سواهم، قد لا يكون سوى الورقة والقلم!!لكنللبوح مهارة وللفضفضة فن، لا بد أن نجيدهما فعندما نحمل هماً ثقيلاً أو شحنة سلبيةمن المشاعر، إما أن نفضفض أو نختار الصمت، وحديث النفس هو أحد أنواع الفضفضة التيتجنبنا الكثير من الأمراض النفسية، ذلك لأن النصيحة الأهم تقول: "لا تكثروامن الفضفضة فإنكم لا تدرون متى يخون المنصتون".الحقيقةأنه في لحظات الضعف تنتابنا رغبة ملحة بالفضفضة ومعظم خيباتنا تنتج عن الشخص غيرالمناسب للقيام بهذا الدور الحساس.ربمالهذا تم ابتكار صناديق الفضفضة في كينيا مثلاً، وهي فكرة جديدة ظهرت في أحد أكثرالأحياء فقراً في كينيا حين بدأ الناس في كسر الصمت عن الانتهاكات الحنسية والأسريةالتي تتعرض لها الفتيات من خلال (صناديق الفضفضة) في المدارس حيث تكتب الفتياتالمشكلات التي يعانين منها على الورق قبل وضعها في الصناديق .وبعيداًعن الصناديق والورق والأصدقاء أو المحبين فإن هناك أشياء خلقت لتبقى في القلب فقط!لا يشملها قانون الفضفضه أبداً.
#حنان_بديع (هاشتاغ)
Hanan_Badih#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟