اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7309 - 2022 / 7 / 14 - 07:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يقنعني الكبرياء البدوي الفارغ في لغة الاعلام ، ومقالات الرأي الخليجية التي سبقت ورافقت زيارة الرئيس الامريكي للمنطقة : والتي صورته على انه مع ادارته يعيشان مشاكل عميقة بمواجهة الصين وروسيا وايران : وان دول المنطقة بقيادة مملكة آل سعود مع دولة الاغتصاب الصهيونية : سيحلان مشاكل امريكا بتزويدها بالطاقة السعودية الاماراتية ، والتكنولوجيا الاسرائيلية ...
لا يختلف هدف جون بايدن عن أهداف الرؤساء الأمريكيون الذين سبقوه في زيارتهم للمنطقة ، وآخرهم الرئيس اوباما والرئيس ترامب : فالهدف واحد ، انهم يزورون اقليم الشرق الاوسط : كلما جد جديد ، ولا يزورون المنطقة للسياحة والمتعة والاستجمام ، وبناء علاقات صداقة متينة مع ولي العهد السعودي او أمراء دولة الإمارات ، وانما يزورون المنطقة كما يزور المالك أملاكه ، فيصدح كل منهم ، بصوت الآمر الناهي : باعادة تنظيم وترتيب القوى المحلية وبناء أحلاف جديدة ، لمواجهة الاحداث المستجدة المتمثلة بالتحدي الاقتصادي والعسكري الصيني ، والتحدي الروسي للنظام العالمي ( وهما عدوان تقليديان ) والتحدي القومي الفارسي الطامح الى انتاج قنبلته النووية ( وليس تحدي " ولاية الفقيه" الشيعية ) كسلاح ( يرهب الاعداء ) وهو يبني إمبراطوريته ...
مع هذه الزيارة ينبعث مجدداً : شبح الاستعمار ، لكن بسوط اشد رهبة واكثر قسوة ، واذا كانت عنجهية البدوي : صدام حسين قد قدمت لأمريكا دعوة علنية للخروج من عقدتها الفيتنامية والتجول باساطيلها في مياه المنطقة ، فان العنجهية الفارسية لا تقل تعصباً عن الحركة القومية العربية : فقد استدعت هي الاخرى مجدداً الحضور الكثيف لأمريكا واوربا ولروسيا ايضاً ...
في الوقت الذي فشلت فيه التحديات التي قادتها حكومات الانقلابات العسكرية في العالم العربي ( لم يصطدم التحدي القاسمي لامريكا ولا لبريطانيا بعنف ، لتركيزه على معالجة تحديات الداخل وابتعاده عن التغني باستعادة الإمبراطورية باسم : الوحدة العربية ، ولهذا تآمر بدو الناصرية والبعث عليه وذبحوه ) ، فان امكانية نجاح الطموح الفارسي من التدمير واردة . لكن نجاح الفرس لا يتم بالعودة مجدداً الى قفص الاتفاق النووي ، وذلك يتطلب عبقرية خاصة في ادارة الأزمة تجنبها ضربة عسكرية : اسرائيلية أمريكية مشتركة ، سيستغلها أمراء الإمارات ويستعيدون الجزر الثلاث وسيطوبهم الاعلام العربي كأبطال ومحررين .. لكن هل سينجح الاستبداد الإيراني في مقاومة الاستعمار الجديد : اي هل يمكن لسلطة الحديد والنار واضطهاد الشعوب الايرانية ان تنتصر تاريخياً ؟؟؟
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟