سلمى الخوري
الحوار المتمدن-العدد: 7306 - 2022 / 7 / 11 - 04:41
المحور:
الادب والفن
" عجبٌُ ، عجبٌ ، قططٌ سودٌ ،
ولها ذنبٌ ، تصطاد’ الفئران
من الأوكارِ "
لا تتعجبوا ،
فما بدأته هو نشيد الطفولة
لُقنته في أول سني دراستي
وحُفر في ذهني ، لا أعرف لماذا !؟
هل وجدت’ في القطط رمز البطولة
لأنها تستطيع أصطياد الفئران التي
كنت أرهبها !
ولماذا كنت أَرهبها !؟
إنها ليست بوحش !
لماذا إذن أحببت هذا النشيد ؟؟!
هل لأن فيه العجب ؟
فهو ليس بعجب أن تصطاد القطة فأراً
فهذه غريزتها
والذي خلقها هيأها كي تصطاد فأراً
وليس أسداً أو حماراً
فالمسالة إذن أن القط عليه
أن يسيطر على ما هو اصغر منه حجما
أو قوة ، فأما أن يكون فأراً
أو طيراً صغيراً ، أو صرصراً ،
ولكن السؤال لماذا تسلط الإنسان على كل
أنواع الطيور ، والدواب ، والأسماك ،
والحشرات ، والزواحف ، وكل ما هبَ ودبَ
على الأرض وفي السماء من مخلوقات
حتى أبناء جنسه ،
فهو عدو لكل المخلوقات ، حتى لنفسه ،
وهو بهذا يخالف طبائع معظم
الكائنات الحية ...
فالقط لا يقتل أبناء جنسه ،
والكلب لا يُهلك كلباً من صنفه
والأفعى لا تبتلع أفعى
والطير لا يغدر بطير محلق ،
إذن ماذا نحن !!!؟؟؟
ندعي أننا نمتلك العقل
بما يفوق كل الحيوانات ،
ولكننا بهذا تفوقنا عليهم
بشراستنا ، ووحشيتنا ،
وعنجهياتنا ،
بغدرنا ، وجشعنا الذي
ليس له حدود ،
وأنانيتنا التي لا تُكسر ولا تلوى
فهي ترقص في رؤسنا بكل أنواع
الشهوات ...أدعها ما شئت من
تسميات .....!
#سلمى_الخوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟