حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1680 - 2006 / 9 / 21 - 11:10
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
حقا أن محاكمة الدكتاتور صدام وأعوانه أصبحت مهزلة المهازل ، وكأنها فيلم ممل وطويل ولا نهاية له ، حيث أطل علينا القاضي عبد الله العامري من خلال محاكمة الدكتاتور وأزلامه في قضية حملات الأنفال ضد الشعب الكوردي في كردستان العراق ، والتي تعتبر من المجازر الكبرى بحق الإنسانية .
حيث تحول هذا القاضي والذي من المفترض والواجب أن يكون عادلا ، تحول الى محام عن صدام ، والأكثر من هذا جعل من الطاغية وطنيا وديمقراطيا ، وكأنه كان جزءا من تلك المنظمة البعثية التي دمرت العراق وأهله .
ولكن أن القاضي عبد الله العامري قد تجاوز حدود مهنته ومهمته ، عندما قال لصدام إثناء جلسة 18 أيلول 2006 ، أرجوك أن لا تحرجني ! ، لأن صدام أراد أن يتكلم بالسياسة خارج إطار القضية المطروحة ، وإعتبر الشعب الكوردي شعبه ولم يقصر بحقه يوما ما ...الخ .
فماذا يعني هذا القاضي بكلمة لا تحرجني ؟ ، وهل إنه يعتقد بأن كلمات صدام الإستهلاكية الفارغة إتجاه الشعب العراقي إثناء محاكمته ، هي فعلا لا تعبر عن حقيقته الدموية المعروفة للجميع من العراقيين والجيران وغيرهم ؟ .
وهل يجوز لقاضي أن يتعامل مع متهمين بجرائم لا مثيل لها في عصرنا الحديث بهذه الطريقة ، التي تجعل من المجرمين أبرياء ومن الضحايا متهمين ؟ ، وهل إن سلوك وكلمات القاضي كانت فعلا زلة لسان كما يقال ؟ ، أما إنها تجاوزت التبريرات ، لأن زلة اللسان لا تتكرر أكثر من مرة في الجلسة الواحدة من محاكمة أركان النظام المنهار .
فيا أيها القاضي ، إذا كان صدام يحرجك أمام الشعب العراقي من خلال كلماته المملة هذه ، فعليك أن تتنحى عن مهمتك لأنك ليس أهلا لها ، وإترك مكانك لمن يحاكم أزلام الدكتاتورية بإسم الشعب العراقي الذي ضاق الويل والظلم والعنف من هؤلاء الذين يجلسون أمامك في قفص الإتهام .
لأن المحاكمة العادلة لا تعني مجاملة المتهم والإحراج منه ، بل هي يجب أن تعطي لأصحاب الحق حقهم ، وأن تقتص من المجرمين مهما كانت مناصبهم ورتبهم في الماضي وفي الحاضر ، وأنت تعرف بأن صدام وأعوانه متهمين الآن بجرائم موثقة كأدلة ثابتة عليهم .
عليك أن لا تنحرج من الدكتاتور ، بل عليك أن تؤدي مهمتك بأمانة وإخلاص أمام شعبك الذي ينتظر قرار الحكم العادل بحق هؤلاء .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟