عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 7297 - 2022 / 7 / 2 - 17:51
المحور:
الادب والفن
...
طائر أعياه السفر
فجأة ،
حط على ضفة نهر
ربما يلتقط بعض حبات أنفاسه
تحت ظل الشجر ..
...
حوريتان جالستان
( في هز البهاء .. يغار منهما ضوء القمر ..)
تنادمان ضوء الأصيل في سمر ..
قالت الأولى ( وقد مسها حين رأت عينيها تطير إليه .. في خدر .. ):
ــ " ... دعيه لي .. لا تلمسي ريشة منه .. لا تمسي جناح إحساسه نحوي ..
أيتها الغاوية .. فأنا .. أنا الساقية ..
في جنتي يرعى فواكه حقولي الدانية ..
يشرب أنى شاء من دناني الشافية ..
جسدي مرصع بالدوالي .. دالية تجاور دالية ..
دعيه يسعى في مراعي قلبي
كلما دنا مني ، أسمع دندنات قلبه الآن صهيلا .. صرخات طفل بين يدي السخية ..
أريده نبيا .. يعدد غزواته .. فأرضي تتسع لأحلامه العصية ..
دعيه طليقا .. كي لا نخسر النبيذ اللذيذ ، الذي رضعناه سنينا سويا ..
أيتها الحسناءالشقية .. الصبية ... " ...
...
أجابتها الحورية الثانية ( وقد سحبت نظرتها الزكية ، الشهية إليه .. وفي نفسها تخبئ منها بقية .. ) :
ــ " ... فارسك حرون يطرز ألحانه في كل قضية .. قد لا تغريه الحدائق البهية .. ولا دنان عاشقة مثلي .. شقية .. شقية ..
صبي له .. هنيئا .. ما شئت .. أنى شئت ..
فمعابدك لا تغريه عطورها .. وبخورها بالصلاة .. فيك .. أو عليك .. أيتها الزاهدة .. الناسكة .. تماسكي ..
قوس العشق في يديك يرتعد .. قد يرتد عليك .. قد تنفلت النبال تباعا .. تصيبه .. تصيبك في موطن الأسرار ..
أيتها العاشقة الجريئة .. طائرك مسافر .. مغامر .. مقامر .. " ...
...
رفرف الطير الجريح .. في حذر .. وحلق بعيدا .. يسمع صدى الحديث .. ولم يلتفت .. كي لا تصيبه رعشة
أو رغبة ..
أو رهبة ..
تؤخر
أو تؤجل السفر إلى عشه الجريح .. إلى وطنه الذبيح .. ينأى عنها الفرح ...
..........................................
يوليوز 2019
..................
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟