أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - سِباق التعرُّج 7














المزيد.....

سِباق التعرُّج 7


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7291 - 2022 / 6 / 26 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


مساء الفرح،

أعتقد أن الكثير من الأصدقاء يظن أني أكتب لهم قصة خيالية مسلية عن المال والجوائز والمصادفات الإيجابية، وقسم قليل منهم يؤمن بأني أكتب حقائق وتفاصيل حياتية عائلية تحصل معي في الزمن الحاضر، والأقلية دائماً على حق كما تعلمون.

نعود إلى تفاصيل الحياة بعد ورقة اليانصيب الرابحة:

حين فتحت زوجتي حقيبة صديقنا "أبو كلسون" لمحت على الفور نوراً ذهبياً وهَّاجاً، أعماني، أهلكني ذلك البريق، أحسست بدوخة طيرتني إلى مطار بعيد ثم أعادتني مهموماً.
رأينا فيها خمس سبائك، أكثر من ستين كيلو غرام من الذهب عالي النقاوة.

عدت للتدخين بعد انقطاعي عنه لمدة طويلة جداً.
حين استنكرت زوجتي الأمر لما رأت سيجاراً بين شفتي قلت لها بوقار فرويديّ: "لن أتوقف عن التدخين طالما كان فمي قادراً على حمل السيجار."
ردّت زوجتي: "وهل ترغب مثله باستئصال فكك وإحلال فك اصطناعي مكانه؟"
أجبتها ساخراً وواثقاً من نفسي: "ما زال في جعبتي أربعين عاماً حتى أصير في عمره حين استبدلَ فكه".

جارتنا إديلتراوت، يهودية، عندها مع زوجها خمّارة ومحل لتصنيع المشروبات الروحية المقطرة من التفاح والعنب، ولديهم أيضاً عدة شقق سكنية للتأجير.
غداً مساء السبت سنذهب مع إديلتراوت وزوجها لحضور كونسيرت "موسيقى كليتسمر" مع عازف الكلارينيت، اليهودي الأرجنتيني جيورا فايدمان، سنسهر سوية بعد انتهاء الحفل الموسيقي.


في الأسبوع الأول من شهر مايو وأنا في طريقي إلى العمل صباحاً، أدرت الراديو على إذاعتي الألمانية المفضّلة "بث الجنوب الغربي ـ البرنامج الثقافي"، كان ثمة تقرير ممتع عن مذكرات المحللة النفسية آنا فرويد حول أبيها الطبيب سيغموند فرويد بمناسبة ذكرى ميلاده. ما لفت نظري هو حديثها عن تلك الندوات الدورية التي كان سيغموند يعقدها في منزله اللندني داعياً إليها أتباعه وطلابه. كان زواره يستثمرون هذه اللقاءات للتعلم وممارسة التحليل النفسي. دأبوا خلالها على نقد وتحليل ممارسات وسلوكيات وآراء بعضهم البعض بكل صراحة. وكانت الندوات غالباً ما تنتهي بالمودة والاحترام المتبادل. حينها خطر ببالي بأننا نمتلك اليوم منصة كبيرة للنقاش وتبادل الآراء علانية، ما الذي قد يحدث لو حاولنا في فضائنا الأزرق تطبيق فكرة الندوات الفرويدية!؟
الحبل السري الأزرق في يومنا هذا هو شجرة معاوية الأخيرة التي تربط الناس ببعض. علينا ألا نقتلعها.

تعلمنا من إديلتراوت ألا نستثمر ما ربحناه باليانصيب بما تجري الريح من تحته.
تعلمنا منها أن نحوّل كل ما نربحه من نقود ـ مهما كان المبلغ تافهاً ـ إلى ذهب، كما يفعل اليهود في كل أنحاء العالم.
تعلمنا منها أن اليهودي يتأمل صباح كل يوم الذهب الذي يراكمه، يأكل ملعقة عسل كبيرة ثم يفتح محله التجاري قبل الآخرين، وإذا ما نظر إليه جاره غير اليهودي ليصبّحه بالخير عليه أن يسارع بالقول: "لا أراك الله ما أراني ولا أطعمك ما أطعمني". حينها سيرد جاره: "آمين".
تعلمنا منها أننا قد نترتكب حماقة كبيرة حين نساعد إنسان لمدة طويلة، أكثر من ساعة مثلاً، دون مقابل، وحماقة أكبر حين نعطيه فرصة للظهور لا يستحقها بجدارة.
وتعلمنا منها أن نزيّن مدخل بيتنا بأشجار الزيتون والتين.

سأوافيكم بالمزيد من التفاصيل.



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سِباق التعرُّج 6
- سِباق التعرُّج 5
- سِباق التعرُّج 4
- سِباق التعرُّج 3
- سِباق التعرُّج 2
- سِباق التعرُّج 1
- براغي
- جسر اللَّوْز الحلقة الأخيرة
- جسر اللَّوْز 54
- جسر اللَّوْز 53
- جسر اللَّوْز 52
- جسر اللَّوْز 51
- جسر اللَّوْز 50
- جسر اللَّوْز 49
- جسر اللَّوْز 48
- جسر اللَّوْز 47
- جسر اللَّوْز 46
- جسر اللَّوْز 45
- جسر اللَّوْز 44
- جسر اللَّوْز 43


المزيد.....




- نظرة على فيلم Conclave الذي يسلط الضوء على عملية انتخاب بابا ...
- فنان روسي يكشف لـCNN لوحة ترامب الغامضة التي أهداها بوتين له ...
- بعد التشهير الكبير من منع الفيلم ونزولة من جديد .. أخر إيراد ...
- على هامش زيارة السلطان.. RT عربية و-روسيا سيفودنيا- توقعان ...
- كيف كسر فيلم -سينرز- القواعد وحقق نجاحا باهرا؟ 5 عوامل صنعت ...
- سيمونيان تكشف تفاصيل مذكرة التفاهم بين RT ووزارة الإعلام الع ...
- محمد نبيل بنعبد الله يعزي في وفاة الفنان المغربي الأصيل الرا ...
- على هامش زيارة السلطان.. RT Arabic توقع مذكرة تفاهم مع وزارة ...
- كيف تنبّأ فيلم أمريكي بعصر الهوس بالمظهر قبل 25 عامًا؟
- مهرجان -المواسم الروسية في الدار البيضاء- يجمع بين المواهب م ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - سِباق التعرُّج 7