أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - السبهلله (23)














المزيد.....

السبهلله (23)


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 7291 - 2022 / 6 / 26 - 07:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان المفروض أن يكون مشروع السلام مع اسرائيل جزءا من مشروع نهضة شاملة اقتصادية واجتماعية وسياسية ودستورية وقانونية كذلك ، كانت مصر في أمس الحاجة لحياة مختلفة تمنح شعبها فرصة إثبات ذاته كما حدث لليابان بعد الحرب العالمية الثانية ، وكما حدث لكوريا ، وكما كان يحدث في دول النمور الآسيوية ، وكما حدث لألمانيا ذاتها بعد هزيمتها ودمارها بالكامل .
كان المصريون في حاجة إلي دولة تستطيع استغلال حالة السلم وانتهاء الصراعات التي أكلت الأخضر واليابس، إذ كانت مصر قد أنهكتها الشعارات والمغامرات والحروب ، كان المصريون يريدون استرداد وطنهم الذي تبعثر في مشاريع الوحدة العربية ، وتشتت قواه عبر الدخول في صراعات إقليمية ودولية استنزفته دون أن يكون لها أي مردود علي المصالح الوطنية .
غير أن مشروع السلام ( الذي كان ضروريا وحتميا ) لم يكن في خيال النظام ضمن أي مشروع وطني نهضوي ، فالسلام في حد ذاته ليس نهاية المطاف ، وإنما كان المفروض أن يكون السلام الخطوة الأولي للانطلاق نحو المشروع الأكبر والأكثر اتساعا الذي يتيح للمصريين فرصة المشاركة الفعالة في صنع الحضارة الإنسانية ، وكان الشعب المتعب والمنهك ينتظر اللحظة التي تدق فيها ساعة العمل الحقيقية ، لكن الشواهد كلها كانت تؤكد أن مشروع السلام بلا أجنحة ولذلك لم يهضم الشعب هذا السلام وظل واقفا منه موقف المرتاب.
كانت مقولة ( أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة ) أول ضربة مجهضة لروح التناغم الشعبي التي أذهلت العالم حين خرج الشعب بكل أطيافه ومعتقداته رافضا هزيمة يونيو ومصمما علي الانتقام ، فمن قال إن الرئيس ليس مسلما ؟ ، وكيف يكون لأي دولة دين إلا أن تكون دولة عنصرية؟ ، ليس ذلك وحسب ، وإنما كان لقب ( الرئيس المؤمن ) عودة لعملية التضليل والتزييف والعزف المفضوح علي أوتار العاطفة الدينية لدي الشعب التي شاعت بين خلفاء الدولة العباسية ، المستضيء بأمر الله ، المستعصم بالله ، المستنجد بالله ، المطيع لله ، المتقي لله ، الراشد ، والمعتمد ، والمتوكل ، وما إلي ذلك من الألقاب المزيفة التي أدت في النهاية إلي الهزيمة الحضارية التي نشهد فصولها ما نزال حتي الآن.
وفي غمار الإفلاس الكامل تم اختراع شعار ( دولة العلم والإيمان ) ، ذلك الشعار الذي ظهر علي هيئة طائر يشبه طائر النهضة بتاع الرئيس الإخواني مرسي الذي كان يقول عنه في مشهد كوميدي إن له جناحين ومنقار وذيل ، لكن طائر أو شعار ( دولة العلم والإيمان ) لم يكن شيئا كوميديا ، وإنما كان عرضا تراجيديا يستهدف وضع الشعب المصري في حالة لا يعرف فيها نفسه ، ولا يدرك في أي التواريخ يعيش ، وينسي فيها أصوله وتسقط منه هويته ، ولا يعود يعرف لنفسه أهدافا ، وتكون غريزته محور اهتمامه الوحيد ، يكره الآخر لأسباب لا يعرفها ، ويتوهم أنه محور الكون ، ويعتقد أنه أفضل مخلوق علي العالمين حتي لو كان يتصرف في حياته مثل فأر جائع.
ويبدو أن فصول هذه التراجيديا كانت قد نشأت في ذهن السادات منذ كان نائبا للرئيس عبد الناصر ، فقد تعرف حينذاك علي الدكتور مصطفي محمود من خلال كتابه ( القرآن...محاولة لفهم عصري ) الذي نشره علي حلقات في مجلة صباح الخير ، ونشات بينهما صداقة ، ولما تولي رئاسة مصر توطدت العلاقة بينهما ، ويقول مصطفي محمود في مذكراته ( إن برنامج "العلم والإيمان" وُلِد على يد الرئيس السادات، ووصف البرنامج بأنه "شاهد حي على دولة السادات وعصره ) ، ويعرف الجميع أن مصطفي محمود قدم العلم للمصريين في برنامجه هذا علي هيئة حلة ملوخيه ضمن تراجيديا العصف بالوعي المصري تحت سمع وبصر النظام في عهدي السادات ومبارك.
في سياق التراجيديا ذاتها التي استهدفت الإجهاز الكامل علي الشعب المصري والتضحية به علي مذبح الدين سطع نجم الشيخ الشعراوي ، وكانت البداية في برنامج نور علي نور عام 72 ، وفي مذكراته يقول الشيخ الشعراوي " إن السادات كان رئيس له نزعة دينية " ، وبالطبع كانت هذه العبارة تعني أن عبد الناصر لم تكن لديه تلك النزعة الأمر الذي يمكن اعتباره تبريرا لصلاته ركعتين شكر لله علي هزيمة مصر عام 67 .
وربما في هذا السياق التراجيدي المهيب لا ينبغي أن ننسي ما اقترحه محمود أبو وافيه عضو مجلس الشعب عن ضرورة تنظيم استفتاء لمنح الرئيس السادات لقب ( سادس الخلفاء الراشدين ) ، غير أن القدر كان قد سبق تنظيم هذه الفضيحة.
يتبع



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السبهلله (22)
- السبهلله (21)
- السبهلله (20|)
- السبهلله (19)
- السبهلله (18)
- السبهلله (17)
- السبهلله (16)
- السبهلله (15)
- السبهلله (14)
- السبهلله (13)
- السبهلله (12)
- السبهلله (11)
- السبهلله (10)
- السبهلله (9)
- السبهلله (8)
- السبهلله (7)
- السبهلله (6)
- السبهلله (5)
- السبهلله (4)
- السبهلله (3)


المزيد.....




- -الرب لم ينته مع الرئيس ترامب-.. حاكمة أركانساس تعلق على محا ...
- فيديو يظهر مياه الفيضانات المتدفقة تقتحم قصر المغني دريك في ...
- -عذاب القبر-.. وسيم يوسف يشعل تفاعلا بتصريح.. وهذا رأي أبن ب ...
- من تركيا إلى الكويت والعراق.. صور الشيعة واحياء عاشوراء الثل ...
- الإعلام الأمريكي يتساءل-: كيف نجح كروكس باختراق إجراءات مشدد ...
- تحذير للأهالي من ممارسة شائعة تضر بأطفالهم
- تحديد أصل الإبداع في الدماغ
- مقتل 5 سوريين بينهم 3 أطفال بغارتين على جنوب لبنان
- ميدفيديف يحذر من أن ضم حلف الناتو لأوكرانيا سيعني إعلان الحر ...
- الشرطة الأميركية تقتل شخصا -مريبا- قرب مؤتمر الحزب الجمهوري ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - السبهلله (23)