أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد كشكولي - معاداة الإمبريالية في عصر العولمة















المزيد.....

معاداة الإمبريالية في عصر العولمة


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1678 - 2006 / 9 / 19 - 11:14
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الشيوعيون التقليديون واليسار القومي في الشرق الأوسط على عكس اليسار الأوروبي مروا بتجارب خائبة ومرّة في تحالفاتهم مع القوى الوطنية والقومية التي ادعت معاداة الامبريالية ، وفق توصيات المومنترن بالتخلي عن فكرة استلام السلطة ، وتبني دعم الحكومات الوطنية ، وما سمي بالتطور اللارأسمالي. لهذا نشهد اليوم اليسار القومي الأوروبي متحمسين في دعمهم للقوى الرجعية والمتخلفة التي تدعي معاداة أمريكا .
لقد آن الأوان ، إن لم يكن متأخرا، في يعيد اليسار النظر في الامبريالية و الاستغلال . فالشيوعي نظرته الحقيقية للامبرالية ، هي أنها رأسمالية ، و كل تجليات عدوانها وهكجياتها نابعة منها.ولا يمكن للشيوعي أن يتبنى فكرة " عدو ّ عدوّي صديقي " العشائرية.
على الشيوعي أن يشخص المواقع الطبقية والاجتماعية للقوى التي تدعي معاداة الإمبريالية ، لكي لا يقع في خطأ حسبانها على القوى المكافحة للاستغلال والاستثمار . وقد كانت القوى التقدمية والاشتراكية هي الأكثر عرضة لقمع هذه القوى واضطهادها.
كيف يمكن لهذه القوى أن تواجه الإمبريالية ، وهي تحارب المرأة و تقمع حريتها وتنتهك حقوقها ؟. كيف يمكن التعاطي مع قوى رجعية تقوم باستغلال العمال والفلاحين ، أو تساند الرأسماليين؟ وكيف يمكن للشيوعي أن يتحالف مع قوى شوفينية وعنصرية بمجرد ادعائها معاداة الامبريالية ؟ هل أن أهداف هذه القوى ، من قبيل حماس وحزب الله والنظام الإيراني و البعثيين ، هي تحرير الإنسان ، و حقوق المرأة والعامل و الإنسان ، لكي يبرر الشيوعي تحالفه معها أو دعمه لها؟ فالفكرة الأهم هنا هي أن اليسار الإشتراكي قضيته طبقية ، ليست قومية ولا وطنية . هذه الوطنية التي اجبرت أحد قادة الحزب الشيوعي العراقي أثناء الحرب العراقية الإيرانية أن يدعو " الشيوعيين " إلى الالتحاق بقوات البعث ، بأية وسيلة كانت، والدفاع عن " الوطن" ضد " العدو الإيراني" .


كتب ماركس صفحات عديدة يعيد فيها قراءته للبيان الشيوعي بعد فترة قصيرة مرت على اعلانه ، لأنه بات من الضروري قراءة الواقع الجديد ، و ما استوجب من تغييرات وفق ما طرأ على الحياة منذ كتابته من تغييرات ، وما حققته البشرية من منجزات علمية و ثقافية و سواها. لكن العجيب أن معظم رفاق اليوم يستندون في طروحاتهم وتحليلاتهم لمجتمعاتنا في هذا العصر إلى ذات الطروحات التي كتبها ماركس قبل 160 عاما، أو وصايا لنين منذ 100 عام.
فلينين لم يكن دوغمائيا وإلا لما كتب كتابه المهم " الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" ، ولما أعلن السياسة الإقتصادية الجديدة" نيب".
إن ّ فلسفة ماركس ليست بآيات منزّلة وغير قابلة للتغيير والاجتهاد، بل إنّها نظرية علمية تتطور مع تطورات الوضع ، ويجرى عليها تغيير ويضاف اليها و يتم تأويلها حسب التطورات التي جرت على الطبقات الاجتماعية ووسائل الإنتاج.
النزعة القومية و الوطنية للبرجوازية الصغيرة كانت ولاتزال أكثر عائق لمسايرة هذه الفلسفة التقدمية مع تقدم العلم والتكنولوجيا و تطور وسائل الإنتاج. وثمة أسئلة لا بد من البحث عن الإجابات لها ، كم تغير العالم منذ البيان الشيوعي؟ إلى أي حد تغيرت عوامل الإنتاج ووسائله؟
فلا شك شهد العالم ، لا منذ قرنين ، بل منذ العقدين الأخيرين تطورات هائلة على مختلف الأصعدة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والنفسية ما يوازي تحولات طرأت على المجتمع البشري لآلاف السنين، لكن لم يتم القضاء على استغلال الإنسان لأخيه الإنسان بل تغيرت أشكاله ، ولم يحظ َ الجميع بكافة الحقوق المتساوية .
وقد كان ماركس يؤيد في عصره القوى الأكثر تقدمية ويساندها و التي ساهمت في تطوير المجتمع البشري ، حاربت القوى الرجعية االمتخلفة التي وقفت عائق دون تقدم البشرية. لكن العجب أن اليسار التقليدي لم يتعلم قط من التاريخ وما جرّته تحالفاته ودعمه للقوى الرجعية بمجرد ادعاءاتها بمعاداة الإمبريالية . والأمثلة معروفة وعديدة في تاريخ الشرق الأوسط في هذا المجال، من قبيل التحالف أو دعم أنظمة عبد الناصر و عبد الكريم قاسم و النظام البعثي و الدكتور مصدق وآية الله خميني.
القوى العشائرية الرجعية في العراق اليوم تفرض رأيها على المجتمع العراقي ....
فهذه الأنظمة والقوى البرجوازية الصغيرة القومية والوطنية لا تعادي أمريكا لإمبرياليتها ، بل لأنها أجنبية وتختلف عنها في ثقافتها ، وتزاحمها في سلطاتها و مقدرات بلدانها. وهي على أتم الإستعداد للتعاون حد العمالة مع أية قوة كبرى تحمي مصالحها وسلطاتها و أنظمتها القمعية. المشكلة تكمن في أن كل قوة أو طرف من القطب الرجعي الذي يرفع شعارات معاداة أمريكا ، تريد حصتها من مقدرات الجماهير وإمكانيات البلد و سهمها في ممارسة السلطة والقمع والإستغلال.
إن الرأسمالية في عصر العولمة لها بالتأكيد قوانينها التي تغيرت واختلفت عن رأسمالية العصور السابقة ، وثمة مفكرون قلة تجرأوا على تحليلها ، وكشف نقاط قوتها وضعفها ، و بينوا وسائل الكفاح ضدها. فهؤلاء القادة والمفكرون ، وفي مقدمتهم القائد الشيوعي الراحل منصور حكمت، قاموا بفضح جرائم رأسمالية ما بعد انهيار الإتحاد السوفيتي و الكتلة الشرقية ، تلك الجرائم ، وفي مقدمتها الحروب ، و التي ارتكبتها وترتكبها الرأسماية لأجل التغلب على أزماتها المستفحلة ، وفي سبيل السيطرة على ثروات العالم وأسواقه ومقدراته.


و ما يتعلق بالرؤية النقدية للتحولات التي جرت على بنية النظام الرأسمالي، وآثار ذلــك علــى التناقضــات الداخلية في النظام الرأسمالي والتناقض بين العمل ورأس المال، فلا يجوز النظر برؤية ماركس في الرأسمالية والمنافسة الإقتصادية ، أو الرأسمالية الاحتكارية في عهد لينين ، بدون تطويرها تطويرا بحيث تتناسب مع التطورات الكبيرة التي مرت بها الرأسمالية . لقد قدم ماركس نظريته حول نقد الرأسمالية في أواسط القرن التاسع عشر في مرحلة تاريخية معينة من تطور الرأسمالية ،والاستخلاصات التي توصل اليها في تلك الحقبة التاريخية تأتي ضمن سياقها التاريخي ، ولا يجوز اسقاطها على كل زمان ومكان فالظواهر التي درسها ماركس في حياته هي في تحول مستمر ، بفضل الانجازات التي حققتها البشرية في مجال العلم والتكنولوجيا . فالنضال الحقيقي ضد الاستغلال و الاضطهاد في العالم ، إنما هو نضال ضد الرأسمالية ، و لا يتم هذا إلا بالاستناد إلى القوى الأكثر تقدمية ، والأكثر تمدنا ، وبوسائل أكثر تطورا وعصرية و انطلاقا مما تحقق من منجزات للبشرية على أعقاب الثورة المعلوماتية الهائلة والانترنت ، و بتضامن أممي شامل من كل قوى التقدم والانسانية والاشتراكية .



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث قصائد للشاعرة التحررية فروغ فرّخزاد - 1935_ 1967
- تشريع الإرهاب و تقنين انتهاك حقوق الإنسان وحرياته
- ألا إن حزب الله وإسرائيل كانوا هم الغالبين
- فيكتور خارا – انتصارالفن ّ على طغيان رأس المال
- ملوك الطوائف في أرض الرافدين
- نجيب محفوظ الحاضر أبدا في بيوتنا
- الخيبة الأخلاقية للسلطات الكُردية
- خبز في -طاسلوجة- مغموس بدم الفجر
- جماهير لبنان ليست وحدها في مواجهة العدوان الإمبريالي الآثم
- جبهة البشرية المتمدنة و الإنسانية كفيل بإيقاف العدوان الإسرا ...
- الكابيتلاسيون في صيغته العولمية
- آن لعينك أن تستريح
- رؤوس لضحايا معلومي الهوية الفدرالية والديمقراطية
- لتوصد بوابات الجحيم
- كأس العالم وتسليع مشاعر الجماهير
- الهوية الإنسانية بديل الشيوعيين عن الهويات القومية والطائفية ...
- !جعلت ِ من رفرفة الموتِ ترنيمة الأبدية ، يا أماه
- Good Kurds , Bad Kurds
- حرب أمريكا على إيران نعمة إلهية أخرى للنظام الإيراني
- بابلو نيرودا: سأوضح لكم بعض الأشياء


المزيد.....




- لماذا لا يشعر البدناء بلذة الطعام؟.. دراسة تكشف السر
- تيرانا تحتفي بالسيارات الكلاسيكية وتفتح أبوابها للسياح
- لماذا ننسى ما جئنا من أجله عند دخولنا غرفة جديدة؟.. العلم يج ...
- من محاربة الشيخوخة إلى خفض ضغط الدم.. توابل -خارقة- ذات فوائ ...
- هاتف vivo المنتظر في الأسواق العالمية قريبا
- روسيا تطور نسخة مميزة من سيارة Atom الكهربائية (صور)
- الجيش الأوكراني على حافة الانهيار الكامل
- تعزيز الدفاع الصاروخي في أمريكا ضرورة قصوى
- مقابل ماذا توافق الولايات المتحدة على تزويد تركيا بطائرات إف ...
- هل تغيّر موقف الروس من البيريسترويكا؟


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد كشكولي - معاداة الإمبريالية في عصر العولمة