أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مجدي مهني أمين - الرجل رأس المرأة














المزيد.....


الرجل رأس المرأة


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 7283 - 2022 / 6 / 18 - 04:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


التقيت في رحلة مع بعض الأصدقاء، وأثناء الحديث تطوع أحدنا بقراءة نص من رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس، الإصحاح 11، تلك التي تحدث فيها عن المرأة، وكيف أن الرجل رأس المرأة، كما أن المسيح رأس الكنيسة.

- الرجل رأس المرأة!!

وهنا توالت أمامي صور العديد من الرجال المتقاعسين عن دورهم، هؤلاء الذين يتركون للمرأة كل الأعباء داخل وخارج المنزل،

- كيف يكون هذا الرجل رأس المرأة؟ دي هي تاج راسه، وهو لا يستحق التراب اللي بتمشي عليه،
- كيف يعطي بولس للرجل كارت على بياض، ويعطيه مكانة تفوقها!!

والحقيقة أن بولس في نهاية النص كتب يقول: "11 غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ. 12 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ، هكَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنَ اللهِ." ولكن تداركه لم يمنع ثورتي على بولس وعلى المشاركين في الحوار، ورفضي وثورتي وضعونا جميعا في حالة توتر شديد، أنا أناقش مضمون النص، فاتفق ولا أتفق، وهم يتضامنون مع بولس، وبولس طبعا في النص متضامن معهم. حاولت أن أوضح قائلا:

- أنا أكون حذرا عندما يكون النص في صفي، وأقبله عندما لا يكون في صفي.

توتري لم يساعدني أن أوضح أكثر، وانصرفنا وكلنا في حالة من الغضب وعدم الارتياح، وعدت مع نفسي أتأمل الأمر برمته، ووجدت في المقارنة التي عقدها بولس -بين الرجل والمرأة من ناحية؛ والمسيح والكنيسة من ناحية- أن الحل بالنسبة لي كان في المسيح وعلاقته بمن حوله، فالناس كانوا يعاملونه بطريقة عادية وأحيانا فيها الكثير من التجاوز، فالمرأة السامرية ترفض أن تسقيه، وسمعان لا يُحسن ضيافته، وبطرس ينكره، والجميع لا يسمع كلامه، أو يسمعون ولا يعملون، فيقول لهم: "أنتم لا تعملون بما أقول (لوقا 46:6)"، أبرأ عشرة من البرص ولم يعد إلا واحد فقط كي يشكره.

إذن الكل يعامله خارج عصا السلطة، يعاملونه معاملة عادية وربما تكون جافة، أو بلا مبالاة، وأمام كل هذه المعاملات نجده يُحب، ويسامح، ويحنو، ويشفي، ويداوي؛ هو من يضمد جراحهم، ويرد على الإساءة برعاية بالغة.

لذا فعندما يقارن بولس العلاقة بين الرجل والمرأة، بعلاقة المسيح والناس، يكون قد وضع النص في صف المرأة، النص مش في صف الرجل، النص لا يعطي الرجل أمتيازا بل يطالبه برسالة وواجب، هكذا أفهم النص، "النص علينا مش معانا." هذا لو كنا صحيح نشعر بمسئوليتنا؛ مش بنطالب بامتيازات تخصنا. صَمِتُ كثيرا عند هذا الفهم، وعرفت أن أي نص هو رسالة لنا مش امتياز يخصنا، رسالة كي نجعل حياة من حولنا جنة، مش امتياز علشان اللي حولنا يخلوا حياتنا جنة، جنة نصنعها لهم، مش جنة نطالبهم أن يحققوها لنا.

- نحن مسئولون عمن حولنا، هي دي رسالة السماء لكل واحد فينا.

الحمدلله تصالحت مع بولس، ويبقى أن أتصالح مع الأصدقاء بعد ذاك الحوار العنيف.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤمن ثقيل الظل
- الصيدلي المتشدد والعمل الإرهابي في سيناء
- دون مزايدة
- عَيِّلة تايهة يا ولاد الحلال
- أبونا عيروط، إصلاح الخطاب الديني
- يا أهل المحبة
- نبيل صموئيل: المصلح المسالم
- المستشارة تهاني الجبالي
- شريف منير وحكاية فيلم -ريش-
- طفلة بني مزار
- صناعة الإسفاف والعنف
- هل يمكن للطبيعة الإنسانية أن تحقق اليوتوبيا
- ليتورجيا الاحتجاج
- عندما تسعى الدولة كي تسلم تيران وصنافير لدولة أخرى مجاورة
- كيف نخرج من حالة -شبه الدولة- التي يتحدث عنها الرئيس؟
- حتى لا نكون سوريا وليبيا والعراق مثلما يقولون دائما
- خالد يوسف والرمز الأوحد
- وطن يبحث عن قُبلة الحياة
- الآباء الكبار
- فتاة المول، ضحية غياب الاحترام وانتهاك الخصوصية


المزيد.....




- الداخلية: الأدلة أثبتت براءة الضابط المتهم باغتصاب فتاة قاصر ...
- -لا تحرروني، سأتولى الأمر بنفسي-، عرض غنائي مسرحي يروي معانا ...
- بمناسبة شهر رمضان 2025.. حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في ...
- دراسة تزعم.. الانفصال العاطفي يضر بالرجال أكثر من النساء
- بيان مشترك: مخاوف من غياب “عدالة الإبلاغ” في جرائم العنف ضد ...
- الداخلية: الأدلة أثبتت براءة الضابط المتهم باغتصاب فتاة قاصر ...
- على أنقاض البيئة.. إسرائيل توسع مستوطناتها على حساب الغطاء ا ...
- الذكاء الاصطناعي يحدد النساء المعرضات لسرطان الثدي قبل سنوات ...
- -المحكمة الأوروبية تدعم حرية المرأة الجنسية: نداء لتجريم الإ ...
- تونس.. امرأة تضرم النار في جسدها بالقيروان والإسعاف يتدخل


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مجدي مهني أمين - الرجل رأس المرأة