أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الشريف - وداعا نجيب محفوظ














المزيد.....

وداعا نجيب محفوظ


سمير الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 1678 - 2006 / 9 / 19 - 11:11
المحور: الادب والفن
    


غاب عنا نجيب محفوظ، وغيب الموت أستاذا تعلمنا منه درسا في إحترام الوقت ودقة الموعد والإخلاص للعمل والتفاني بحب الوطن.
غاب نجيب محفوظ كأي مخلوق لا بد أن يقع عليه سيف الموت، بعد أن ترك لنا مدرسة في الأدب ونهجا مستقيما في الولاء للدولة التي كان يبادر بنفسه لدفع ما عليه من مستحقات مالية لها،مات نجيب محفوظ بعد أن أرسى قواعد مدرسة الانضباط في العمل وإحترام الدوام وعبادة الوقت وتثمينه.
من لا يقرأ إبدعات محفوظ لا يرقى للإنضمام لكوكبة الأدباء، من لم تستوقفه شطحاته الفلسفية لا يمكن أن يسمى مفكرا.
عرف نجيب محفوظ بغزارة الإنتاج على مدى عمرةحتى حالت صحته من إستكمال المشوارفكان عميق المعاني، فيلسوف النظرة والمعالجة، متخم الذاكرة بالتفاصيل والدقائق التي تثري موضوعه مما جعله واحدا من اصحاب المواهب العظيمة الذين لن يجود الزمان بمثلهم.
تأمل الحياة كانت مهنته، والامعان في سؤال الوجود ظل هاجسه حتى إقتنصته يد القدر.
فضل محفوظ علينا وعلى الأدب العربي كبير، فنيله لنوبل عام 1988، لفت أنظار العالم لنا ولأدبنا ،ولا نبالغ إن قلنا لمجمل مشروعنا الحضاري العربي ، حتى الصهاينة التفتوا لإدبه وكرسوا له فريقا متخصصا يترجم إبداعاته للغة العبرية بعد أن تُرجم لخمسة وعشرين لغة عالمية اخرى.
سيتوقف النقد أمام محطات كثيرة في رحلة محفوظ الإبداعية والحياتية ، ولن ينسى قارئوا ونقاد أدبه مدينة القاهرة بحواريها وشوارعها وعطفاتها التي خلّدها محفوظ في أدبه الذي سيظل موئل دراسات إجتماعية كثيرة لفهم المجتمع المصري ومخاضاته،وكافة المنعرجات السياسية والفكرية التي مرت عليه وعصفت به.
بعد أن أصبح نجيب محفوظ في الغابرين وأصبح أدبه ملكا للتاريخ والقراءة والنقد والتحليل، علينا أن نميز بين حالةالاعجاب والتقديس اللتان تعميان بصيرة الدارس المدقق ،وبين النظرة الموضوعية العلمية في مساءلة النصوص وتقييمها،ومحاورتها واستنطاقها، ومن هنا، علينا طرح بعض التساؤلات التي تضيف جديدا لإبداع الرجل وتضيىء عتماته.
اولها وقوف محفوظ أمام التاريخ الفرعوني، يستلهمه في كتاباته منذ بداياته الأولى ضاربا بعرض الحائط بتاريخ عروبته العريض، حتى اضطر لدراسة التاريخ الفروعني وتاريخ مصر الفرعونية دراسة مستفيضة، عاكفا على توظيفها في روايات كما فعل جورجي زيدان!!فنشر "عبث الأقدار" عام 1939و"رادوبيس" عام 1943، و"كفاح طيبة" عام 1944.
ثانيها :علاقته بأفكار سلامة موسى وتتلمذه على يديه، وهو المعروف كأحد دعاة الشعوبية والتغريب واستبدال الحرف العربي باللاتيني!
وأن أول كتاب نشره سلامة موسى لنجيب محفوظ كان عنوانه"مصر القديمة".
ثالثها:اختفاء قضية فلسطين من مجمل كتابات محفوظ رغم كثرتها، الأمر الذي يفسر مرتبطا بنزعته السابقة، أليس غريبا ألا تحظى قضية العرب الأولى باهتمام رائد الرواية الواقعية العربية الحديثة؟
رابعها:موقفه من الصراع العربي الصهيوني وموضوع التفاوض مع اليهود، سبق تولي أنور السادات الحكم وقول محفوظ : أن حرب الاستنزاف كلام فارغ، لأن المواجهة العسكريّة الطويلة لن تجدي،حسب رأيه، ومن الجائز أن يثبت اليهود أنهم جيران صالحون.
رابعها: روايته المثيرة للجدل" أولاد حارتنا" والتي جاءت ضمن الحيثيات الرسمية التي قدمتها لجنة نوبل لفوز محفوظ بالجائزة .
خامسها:
رؤيته للمرأة والتي تبدت في أعماله الأدبية ، ولعل أشهر هذه الأعمال على الإطلاق ثلاثيته "بين القصرين، قصر الشوق ، السكرية" التي جاءت فيها المرأة باهتة سلبية ، حتى صارت "أمينة" الزوجة المطيعة على الدوام لفرمانات "السيد أحمد عبد الجواد" عنوانا، فالمرأة إما سلبية مثل "أمينة" في الثلاثية أو فتاة ليل كما هو حال مع "زبيدة" و"زنوبة العوادة" في الثلاثية ،كما قدم نماذج ملوثة بالسقوط الأخلاقي .
في الختام لا يسعنا إلا أن نختم بقول لشخصية محورية في كتاب أصداء السيرة الذاتية عندما وجه له السؤال
:- هل تحزن الحياة على أحد؟
فأجاب
-: نعم..إذا كان من عشاقها المخلصين .



#سمير_الشريف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية ريح الكادي
- لماذا غابت الدراسات عن فكر خير الدين التونسي؟
- كتاب السياب النثري
- سيره غيرية
- الهزيمة والمثقف
- نقد الرواية من وجهة نظر الدراسات اللغوية الحديثة
- الجذور التغريبية في فكر رفاعة الطهطاوي
- المرأءة والرجل في قصص هيام المفلح
- بوح


المزيد.....




- 40 عنوانا جديدا.. ومسيرة الموسوعة السعوديّة للسينما مستمرّة ...
- بمشاركة أكثر من 660 ناشرا.. الشارقة تطلق الدورة الرابعة لمؤت ...
- الشارقة -ضيف شرف- المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط في دور ...
- الجزائر.. ترميم 17 ألف وثيقة وإدراج مخطوطين في -سجل ذاكرة ال ...
- الغموض الاقتصادي يطفئ بريق مبيعات الأعمال الفنية عالميا
- مهرجان كان السينمائي يكرّم روبرت دي نيرو بالسعفة الذهبية الف ...
- صلاح الدين الأيوبي يلغي زيارة يوسف زيدان إلى أربيل
- من الطوب الفيكتوري إلى لهيب الحرب.. جامعة الخرطوم التي واجهت ...
- -النبي- الروسي يشارك في مهرجان -بكين- السينمائي الدولي
- رحيل الفنان والأكاديمي حميد صابر بعد مسيرة حافلة بالعلم والع ...


المزيد.....

- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الشريف - وداعا نجيب محفوظ