كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7282 - 2022 / 6 / 17 - 01:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أغرب ما يشترك به العراقيون منذ زمن بعيد أنهم يشعرون بالمصائب والأزمات قبل وقوعها فوق رؤوسهم. وهناك من يتسلح لها بألف سلاح رغبة منه في الفناء، أو استعدادا لخوض غمار المجازفة وهدم وتدمير كل ما هو قائم. تماما مثلما قال الشاعر قريط بن أنيف:
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم
طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا
لا يوجد تعريف واضح للفوضى التي صارت لصيقة بمجتمعنا، فقد تحول الفوضويون عندنا إلى مصدر يومي من مصادر الإزعاج في جمهورية القلق الدائم، ولم تعد أمامنا أي خيارات لامتلاك الوقت، أو القدرة على التحكم بسرعة تعاقب الصدمات السياسية المتوالية، فكل دقيقة تمر علينا تحمل لنا حزمة من الاحزان والمخاوف. فقد مرّت علينا أحداث ومواقف ساهمت في تعمق مشاعر الإحباط والخذلان، وكيف لا يقلق الناس في بلد تحولت أرضه إلى ساحات دولية مفتوحة لتصفية الحسابات ؟!. .
لقد فقد الناس ثقتهم بكل الشعارات الانتخابية، والخطابات السياسية، وفقدوا ثقتهم بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، فالتضخيم الكبير فى المشروعات الفاشلة، يأتى دائما بنتائج عكسية. ثم فقدوا ثقتهم بالبرلمان الذي جاءت مصادقته على قانون التقاعد القسري لتخلق فجوة جديدة لم تكن بالحسبان. .
لقد تهدمت أركان الثقة بين الشعب والحكومة، ولا مناص من العودة لطريق الحوار الذي سيفتح لنا بوابات الإصلاح، فعن طريق الحوار نتجاوز الخلافات، وننتقل الى مرحلة التآلف والتحالف والتفاهم، ليس المطلوب من الحوار أن ينتج قناعات متطابقة ومتجانسة، ولكن المطلوب منه والمؤمَّل فيه، هو أن ينتقل بنا إلى مستوى الإنصات للآخر، والتعلُّم منه والثقة به. .
ولسنا مغالين إذا قلنا ان العراقيين يمرون الآن بحالة غير مسبوقة من حالات الترقب والحذر نتيجة فقدان الاستقرار السياسي وغياب الضمانات الأمنية. .
ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟