أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير الحامدي - نص قصير من كتاب: -ورقات من دفاتر ناظم العربي الكتاب الأول -














المزيد.....

نص قصير من كتاب: -ورقات من دفاتر ناظم العربي الكتاب الأول -


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 7279 - 2022 / 6 / 14 - 19:28
المحور: الادب والفن
    


ورقات من دفاتر ناظم العربي هو الكتاب الأوّل من ثلاثية سينشر جزآها المتبقّيان لاحقا. هو نصّ لا هو بالسيرة ولا هو بالرّواية ولا هو بالقصّة ولا هو بالشّهادة إنّه بكلّ بساطة حكاية لا تدخل تحت سلطة أيّ جنس من هذه الأجناس الأدبيّة ولا تُسلِّمُ بأن تُرى في غير مرآة الكتابة التي لا تخضع للتّصنيفّ. إنّه نوع من الكتابة المتمرّدة المتفجّرة التى تخرج عن سلطة كاتبها وتعصيه. ورقات من دفاتر ناظم العربي ـ الكتاب الأوّل ـ نصّ سرديّ يكتب الحدث كتابة أشبه ما تكون بفعل الكاميرا سرد رأس ماله التّاريخ والحدث المشهد. لا بطل فيه، فالتّاريخ هو البطل والاسم فيه يصير حكاية. فناظم حكاية، وخنتوش المرعي حكاية، وسي بوراوي الوكيل ومنصور وسي بكّار والمنّوبي الطبّي والسكيزو والأناركي كلهم حكاية وحكايات، ونبيهة أيضا حكاية في الحكاية كلّها. ورقات من دفاتر ناظم العربي يتحدّث بما جرى ويجري وكنا ربما شهودا عليه أو ضحاياه أو فاعلين فيه. إنّه في الأخير نصُّك الذي يكتبك أنت أيّها القارئ.
ـــــــــــــــــــــــ

قالت: "يحدث أن يصبح الوطن أميّا". وكان أجدر بها أن تقول: "يحدث أن يقود الأمّيون النّاس حين تنغلق كلّ المسالك وتنسدّ كلّ المعابر نحو الشّمس ولا يتبقّى سوى محطّة للنّزول".
تذكّر ذلك الرّجل الذي كتب على قبر صديقه "في يوم، تكون معبوداً. وفي يوم آخر، تكون منبوذاً... في يوم، تكون أنت الصيّاد... وفي يوم آخر، الطّريدة".
يحدث هذا دائما قبل الموت. أمّا عند الموت فأنت تستريح من كلّ شيء وتخلد في النسيان.
وقال أمل دنقل الريفيّ المصريّ المثقّف المثقل بأوجاع الحزن والثّورة والثّأر:
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثّة ابن أبيكَ...؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك...
فلا تبصر الدّم...
في كلّ كفّ؟
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصّدامْ
ما بنا طاقة لامتشاق الحسام
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السّلام
كيف تستنشق الرئتان النّسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة...
أنت تعرف أنّك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
كيف تحلم أو تتغنّى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر بين يديك بقلب مُنكَّس؟
وقالت صديقته، التي هجرها نهائيا وما عاد يهتم بحبّها:
"أصل الحكاية أنّ الثّورات تأكل مفجّريها إذا توقّفوا"
وحين يتوقّفون يبدأ الدّود في التّناسل والخروج من تحت الأرض لوليمة العشاء التي تنتظره.
وتخرج الغربان أسرابا من أوكارها التي خبأتها عن الأعين زمن المحن تفاخر بنعيقها وتعلن وجودها ومباشرتها المعترك الجديد. ويحدث، ولقلّة تجربتها وخبرتها بالكواسر الأخرى، أن تسرق النار فتحترق بها وتحرق من معها من الحمام الغرّ الذي حاول السّير معها وتقليدها والتدثّر بريشها فنسي مشيته وخسر ريشه وبقي بين المنزلتين لا هو صعد ولا هو نزل... لا حكمة له غير أن يعيد تجربة السّير مع الكواسر وهو يعلم أنّه لقمتها القادمة. ولا يعلم أنّ الكواسر لا تغيّر من طباعها، فهي على دين أجدادها تقتل وتفترس وتبني أوكارها بالجماجم ولا تموت إلاّ بالبارود أو السهام.
أصل الحكاية، أنّ الكواسر لا تغيّر من طباعها. الصيّادون هم الذين يغيّرون من طباعهم. وكثير منهم، لمجرّد وهم، يستبدلون البارود بالحيلة. وفي زعمهم، أنّه بمقدورهم تدجين الكواسر فيسقطون ويتحوّلون إلى طرائد. ولا تغيّر الكواسر من طباعها وذلك ما كان يقصده ياسمينة خضرا في رواية ليلة الرّئيس الأخيرة حينما تحدّث عن الطّرائد السّهلة. فاستَعِدَّ إذا أيّها الرّجل من الآن ليوم المحن.



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: من أجل مؤتمر للمقاومة ينجزه كل الذين يلتقون على مهمة ا ...
- تونس: حول الموقف من إضراب 16 جوان 2022
- تونس: مأزق قيس سعيد: قطع رقبة البيروقراطية النقابية أم التنا ...
- تونس: بعض كلام وليس كله بمناسبة انعقاد مؤتمر الجامعة النقابي ...
- تونس: لوبيات الفساد في وزارة التربية وفي غرفة صانعي الكتاب
- الماكينة الصدئة
- تونس: العصفور النادر الذي سقط في 25 جويلية 2021 في قفص شق ال ...
- سياسة الالهاء والدولة من جهاز قمع إلى جهاز لتحقيق أهداف الثو ...
- تونس المبادرة الديمقراطية مواطنون ضد الانقلاب أو صيحة المذ ...
- نهاية قيس سعيد
- 17 ديسمبر لا يحتاج دفاع الخردة السياسية والنقابية ومن استبدل ...
- أقوال - ناظم الحصري- عن الحكاية وأصل الحكاية
- يسار يمين حركات اجتماعية!!!
- حركة النهضة تناور من جديد وتصعّد ضد قيس سعيد
- معركة -شغل حرية كرامة- مازالت مهمة للتنفيذ
- 17 ديسمبر كان أمضى على موت -التجمع- فهل يكون عهد قيس سعيد اي ...
- تونس: هل لقيس سعيد حلول يمكن أن ينقذ بها البلاد؟
- انحطاط النقابات وحاجة منتسبيها للمقاومة عبر مساحات أوسع من م ...
- تونس: غول العنف في مؤسسات تعليم المقهورين
- تونس:أي موقف لمنتسبي الاتحاد من خلاف البيروقراطية النقابية م ...


المزيد.....




- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير الحامدي - نص قصير من كتاب: -ورقات من دفاتر ناظم العربي الكتاب الأول -