أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - قبيل صباح العيد















المزيد.....

قبيل صباح العيد


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7278 - 2022 / 6 / 13 - 01:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قبيل صباح العيد:
لا يسعني أيّها المعذّبون في الأرض .. إلاّ أنْ أقدّم لكم .. مقال آلعصر الذي كتبته بعد تركي لمسقط رأسي ..
و أترك التفسير و التأمل فيه لكم ..
و عذارا فقد جفّ القلم .. و كأني بتُّ على إستعدادا للسفر الأبدي ..
قُبَيّلَ آلعيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد الذي لا أدري كيف مرّ .. و أي عيد؟
ناس تبحث عن لباس مناسب أو مكان آمن أو مأدبة دسمة لأحياء إحتفال للأجساد .. و أنا أبحث عن مكان أنسى فيه كلّ آلذّكريات التي عشتها على هذه الأرض المسحورة المجنونة المغلوبة و المقهورة المندثرة .. لعلي أكون نسياً منسياً:
لكن .. أين أجد ذلك المكان .. ليُمكنني بعد التحرّر نسيان كلّ شيئ!؟
وهل حقّاً هناك أرض .. يُمكن أن تنسيني .. و تُمحي ذاكرتي .. حتى ذكريات الطفولة رغم غطاء البراءة عليها, و إن كانت أبرء و أطهر و أزكى ذكريات آلعمر رغم آلامها و جفاء المقربين فيها؟
لقد عرفت و أحببت آلناس لدرجة نذرت نفسي لهم حتى كرامتي لرضا الله ..
و طالما قلت بشوق:

ما لي أراكَ على كلّ وجهٍ ..
كأنّك في آلأرض كلّ البشر .
كأنّك دربٌ بلا إنتهاءِ ..
و أنا خُلقتُ لهذا آلسّفر ..

سفرٌ .. بل أسفارٌ لكن ليس ككلّ الأسفار .. إنها المحطات السبعة الكونية التي لا يخوضها إلا رجال الله .. و ما أقلّهم و أندرهم في الأزمان و آلأمصار .. خصوصا في هذا الزمن ألرّدئ الذي إنقلبت فيه الموازيين حتى صار آلمُؤمن ألمُتقي كافراً يجب قتله أو تجويعه و تغريبه!
و صار الفاسد آلسّارق مقداماً يجب إطاعتهُ و تمجيده!

و كم جهدّتُ لأعرف خليلاً يمكنني رمي أثقالي بحظنه .. ليشاركني مشقّة السفر ... و ما وجدّت .. فآلعالم بسبب المسخ و لقمة الحرام المغطاة بكل قوانين "الشرع" قد دمّرت القلوب .. و هل يكون غير هذا حين لا تجد مسافراً معك في عوالم الوجود التي تشكو خالقها من شدّة الجفاء .. حتى النهر و قطرات الندى و رحيق الأزهار و نسمات الهوى .. و أشفقت على نفسي بآلقول:

ما مقامي بأرض نخـــلة إلّا ..
كمقام المسيح بين اليهود ..
أنا في أمّة تداركها العذاب ..
غريب كــصالح في ثمـــود ..

نعم .. حتى في مدينتي المنزوية عن الزمان و المكان و التأريخ و الجغرافيا و العلم .. فحين دخلتها .. و وقفت على أبواب ذلك الدار الذي ولدت فيه قبل 70 عاماً و عشت طفولتي البريئة فيها لسنوات و ترعرت في أزقتها - بدرة القديمة - ثمّ غادرتها صبيّاً بسبب الظلم .. و بعد ما هرمت .. رجعت لذكرياتها من أقاصي الأرض من القطب الشمالي .. أ تأمّل بقايا جدرانها و أبوابها و أطلالها التي تحوي ذكريات مريرية و قليل منها مفرحة .. مدفونة في الروح .. و قلت:
يا طارق الباب رفقاً حين تطرقه
فإنه لم يعد في الدار أصحاب
تفرّقوا في دروب الأرض و إنتثروا ..
كأنّه لم يكن إنس و أحباب ..
إرحم يديّك فما في الدار من أحد ..
لا ترج ردّاً فأهل الودّ قد رحلوا ..
و لترحموا الدّار لا توقظ مواجعها ..
للدور روح كما للناس أرواح ..
و لم ينتهي الأمر عند ذاك الحدّ .. ل أجبتُ نفسي بلا إختيار:

لا تسأل الدار عن من كان يسكنها ..
ألباب يخبر أن القوم قد رحلوا ..
ما أبلغ الصمت لما جئت أسأله ..
صمت يعاتب من خانوا و من رحلوا ..

و هكذا إستقرت الأوضاع مع تلك المدن الخالية و الوطن الجريح ..
لقد خُلي العالم من الطيبيين الذين يحملون قلباً غير مُدنّس في وجودهم؛
لهذا لم يَعُدْ ألناس .. يَحسّون .. ناهيك عن - يعلمون - بوجود من يستحق التصديق بصدقه و تفاصيل رسالته آلكونية .. و هكذا كانوا حتى في زمن عليّ الأعلى و قبله و للآن ..
فرفضك آلكُلّ في قرار خطير .. و من أوّل وهلة .. خصوصا أؤلئك الذين يصادقك .. بآللسان فقط ..
كُن على يقين .. بأنّ في وجود كلّ إنسان تعرفه؛ إنسانٌ لا تعرفه .. حقيقةٌ أثبتها في هامش فلسفتيّ آلكونيّة!
لهذا لا بدّ من وضع تلسكوب يظهر خفايا القلب!
يظهر ما يكنه المقابل و لا يريد البوح به ... لأنها تمثل حقيقته الخافية ..
قال صديقي ألذي أُحبّه و ألتقيته بآلرّوح ؛ و لم ألقاه مرّة .. فآللقاء الرّوحيّ هو الفكريّ .. هو العمق الأنساني الذي غطاه الذنوب في عصرنا المرّ هذا ..
و هو الأصل و آلأسمى من اللقاء الجسدي لكن الناس لا تعلم!

قال: حبيب آلرّوح .. قولاً آلمني كثيراً:
(في حنجرتي خناق لا ينطق و بين أضلعي لهيب لا يشتكي .. أكاد أختنق بين أنفاسي صامتاً .. و أبْلعُ غصصي و شهقاتي ساكتاً .. إرضاءاً للسياسيين و آلمقربين الذين أمروني بضبط النفس و حتى التوبة ....)!!؟
و ها أنذا أكتبُ بحروفٍ دامية و دموع مداد جريحة .. و انا أعلم أنّ كلّ زفرة من الزفرات التي يقذفها صدري لهي شواظ يلهب القلب .. يُكوي الفؤاد و كلّ غصّة من الغصص .. حشرجة منتفخة في حلقي ...
و ماذا بعد؟
و أنا أقرأ شريط ألاخبار أماميّ ...
ما لي ارى ذلك الوطن ألذي كان هو الحبيب و آلمأوى للقاء الأحبّة و بناء الحياة؛ فأصبح اليوم مرتعاً للاشجان و الاحزان و الخراب!؟
يا لوعة نفسي ... و أحر قلباه ..
فمن حنان نخيلك يا وطني آلجريح صغت قصائدي .. و من عذب مائك كتبتُ مذكراتي .. و من إلهامك أبدّد سحائب حزني .. يا وطني المنهوب ..
حديث المهود في نعوش الموتى ..
و حكايات الأكفان في أقماط الأطفال ... و ربّ خطوة يخطوها مواطن بريء .. و لا يعلم أَ إلى عتبة داره يخطوها .. أم الى حافة قبره .. و كلّ ما حوله .. واجم وجوم المعابد و الخلوات .. بانتظار الاتي من الزمن ألرّديء .. ذلك الزّمن الذي أراه لوحدي و لوحدي أبكيه .. و أكتبه على صفحات الزمن ..
أمنع نفسي عن بعض ما اتمناه .. علّني أجد قدرة على فهم أفكار الاخرين ..
و أجهد هذه النفس على سبر أغوار تلك آلأفكار .. بل و ألحَحْت على ذاكرتي بحفظها .. لان كل ما هو ماض .. تاريخ .. و تاريخ الحثالات البعثيه الدّاعشيّه - الأسلامية و القومية و الديمقراطية داخل و خارج مجلس النواب و حتى خارج العراق .. أسودٌ .. كديجور حالك .. نرقب نهايته باطلالة يوم جديد ..
غالبا ما أسطّر كلماتي في بعض الصفحات .. أكتب فيها رائحة يتضوع منها نسيم الأدب و حتى الفلسفة .. الكونية ..
يُسطرها يراع يهدأ تارةً و تارةً ينتفض على قواميس الكلمات و البيانات الصفراء و الأنتقادات اللاذعة من لسان حاسد مكدور مضغوط ..
أبحث عن منفذ .. أحاول منهُ الولوج الى شغاف قلبك أيّها المؤمن العزيز ..
و عذراً إن زاغ قلمي عن جادة التبسيط .. و تسلق قمم الفلسفة الكونية .. و صعاب التعابير الأدبيّه ... فبعض مقولاتي تحتاج قواميس العرب و العجم و الغرب كي تُفهم حقيقتها.
قفزت الحيرة سلّم قلب الفيلسوف ألكَونيّ ألوحيد عزيز ألعزيز في هذا الوجود .. ذلك القلب آلمنهك و الجسد المُتهالك .. و هو يتهادى في الشارع الحزين ببلاد بعيدة حتى نهاية القطب الشمالي .. و بطقوس ألانزواء و القهر الانسانيّ .. تُداعب وجهه ريحاً شاردة الذهن أو زخّات مطر أو ثلج آتي في وسط الصيف .. لتتركه وحيداً .. يعانق قدمه رصيف قارعة الطريق .. و تضيق أمامه فسحة الخاطر حينما يتناهى الى سمعه عبر الأخبار إنفجارات صواريخ الحقد اللانساني على الآمنين من العراقيين و الأيرانيين و غيرهم من المظلومين .. لينتفض قلبه من بين ركام الأفكار .. صارخا :
ألرّجال نحن .. ها هنا صامدون .. لا يحدّنا حدود ..
إنّ كلّ جملة في كتاباتكم اخوتي .. أستنطقها و أستنطق كلّ حرف من حروفها .. رغم قساوة بعضها و كأنّها سكاكين داعشيّة تحزّ لوزتي و لهاثي آلجريح المصاحب لمواضيع كتاباتي؛ انما هو مائدة من فكري و قلبي فاقرأوا ما طاب لكم منها و دعوا ما تبقى ... فآلخُلود خلود ..
محبتي لك يا فاسم العزيز .. الذي لم يعد الناس يفهم حتى صراخنا .. و نحن نأمل أن يفهم نظراتنا .. لذلك بتنا غرباء!
و هل في الوجود أتعس من أن تكون غريباً, خصوصا إن كنت قد عبرت مرحلة البشرية إلى الأنسانية و ربما وصلت درجة الآدمية؟
[فرق كبير بين مُنتج الفكر و المُتطفّل عليه]
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد.
و في الختام ؛ إليكم بعض المؤلفات التي تدور حول (فلسفة الفلسفة الكونية) مع الدعاء لكم بآلموفقية في طريق الولاية على النهج الكوني العزيزي للتخلص من مكائد حكومات العصر و لضمان سعادة الدارين عبر الرابط التالي:
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B2%D8%B1%D8%AC%D9%8A-pdf?fbclid=IwAR0D1IQvUBf4Fofm2gIl6q5Hdv6phLiYncp-5sZd1yUlbAqp7uho9OS_-a0
Published books for الفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي
noor-book.com •



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 12 ألف متقاعد فضائي في كردستان!!
- حكمة كونية للمثقفين:
- لماذا تحقق موت ألعراق!؟
- ألنّهاية ألمأساوية على يد المتحاصصين!
- العراق والموت السريع
- ألعراق والموت ألسريع:
- العناوين المطلوبة لتغيير واقعنا:
- كوارث تُهدّد بلادنا
- لا عراق مع المحاصصة
- اسباب زوال النعم
- رسالة من العليّ ألأعلى :
- حين تُستغلّ ألقيم!
- ما افلح وطن ضاع الحق فيه
- حين تحسّ بالألم الدفين؟
- شقشقة هدرت ثمّ قرّت :
- اثر التحمل والوعي في تحديد المتهج
- مصير الفكر في العراق:
- تجهيل الناس للتسيد؟
- اثر العلل والمعلول في تقويم عقيدتنا الكونية
- الأتحاد مع الاصل


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - قبيل صباح العيد