علوان حسين
الحوار المتمدن-العدد: 7277 - 2022 / 6 / 12 - 16:57
المحور:
الادب والفن
البحر وأنا نسير متجاورين لا صديقين ولا عدوين هو مداه وعمقه وزرقته الفاتنة وكثرة معجبيه وأنا المغمور كالظل يطيل النظر يحلم بالسفر على متن يخت ٍ أو سفينة تقلني عبر البحار أجوب العالم عل صداقة متينة حقيقية تكون بيني وبين البحر . البحر وأنا هو في مداه وأنا على اليابسة هو على أرضه وفي مملكته وأنا الغريب أبحث عن وطن ٍ وسماء ٍ وشجرة أتفيأ في ظلها وأستريح . في أحد ساحات مدينة سامسون حيث أعيش أقيم معرض للكتاب كان مفجأة جميلة تجولت في أروقة المعرض لم أجد كتابا ً واحدا ً ناطقا ً باللغة العربية ولا الإنكليزية خرجت منه بحسرة ٍ وألم ٍ خالي الوفاض . أتجول في الأسواق القديمة منها بشكل ٍ خاص إستطعت التفاهم بلغة الإشارة مع سيدة أنيقة أشتريت من دكانها توابل ومكسرات مع الرجل التركي صعب التفاهم حتى مع هذه اللغة البدائية أو بغيرها . هواء البحر طري والشمس حتى في الظهيرة رحيمة بعض الشيء لطيفة قياسا ً بشمس بغداد العدائية أمس سرت تحت مطر ٍ خفيف ٍ دونما مظلة وكان ليل المدينة ساحرا ً مع كأسين روم ممزوج بالليمون والثلج وجلسة لطيفة في مكان ٍ ضاج ٍ بالنساء الجميلات والموسيقى وكنت وحدي لولا الكأس والموسيقى وعطور النساء المسكرة أكثر من الخمرة كدت من النشوة أسير على الماء ! أنا عاشق من دون امرأة حالتي غريبة نوعا ً ما . أشعر بالحب يجتاحني بقوة لامرأة ٍ يلاحقني طيفها هل كنت أسير الخيال ؟ في الصباح تبدو الشمس في سامسون خضراء مائية ثم تصير شقراء في الليل هي حقل من بنفسج . ساحلها الطويل نسبيا ً مزروع بالصبايا الرشيقات اللطيفات الرائعات الجمال . أسير وسط حقل الزهور الأنثوي كل زهرة تمر من قربها تتفتح لك وتقول في سرها متع بصرك لكن إياك ولمس الأزهار تشعر بجفاف ٍ في الفم وعطش هائل ورغبة عميقة في شرب البحر بكل ما يزخر من مياه ٍ تغري وقطط تنزه نفسها بحرية ٍ ودلال .
.
#علوان_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟