محمد بلمزيان
الحوار المتمدن-العدد: 7275 - 2022 / 6 / 10 - 16:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كم هو محزن أن تنقلب بعض التوقعات على غير ما كنا نعتقد ويعتقد البعض منذ بضعة عقود خلت من الزمن الغابر ، وكم هو مثير للشفقة للوضع الذي نعيشه اليوم وما اشبه اليوم بالبارحة ، سيما واننا كنا نعتقد أو كنا نكاد أن نجزم بأن المرحلة القادمة سوف تكون مغايرة وتقطع مع جميع الظواهر السيئة التي عشناها ، بدءا من رداءة التعليم والصحة والبطاقة وقمع حرية التعبير ، وكم كنا نردد الأناشيد والشعارات تلو أخرى على وقع نغمات الآمال الوردية التي كنا نتخيلها في يقظتنا وفي أحلامنا بأن الأجيال القادمة ستعيش لا محالة حياة سعيدة تقترب شيئا من الكرامة المفتقدة وغير بعيد من الرفاهية ولو على سبيل التفكه أفضل من التي عشناها ، و ستستفيد من من فرص التعليم والتكوين أحسن بكثير من الذي فرض علينا في زماننا الغابر / الغدار والمغبر، ولم تكن هذه الأماني والأحلام منفصلة عن التوقعات الطفولية التي تشع بالحماس والعنفوان الشبابي الطافح بالحيوية والطموح في غد مشرق وجميل، هكذا كانت الأفكار تكبر وتنمو معنا حتى صارت شبه قناعات وافكار جاهزة ، على أن المستقبل القريب سوف تنفرج فيه الأوضاع الى الأفضل وسوف نعيش لحظات أو جزءا منها على الأقل تعكس جانبا من هذه الأحلام الجميلة، كنا نتلهف على قراءة الجرائد والمجلات وبعض الكتب الآتية من الشرق وذات النفحة اليسارية المشحونة بطاقة لا ينضب معينها، لكن هيهات ما يزال زمننا يراوح مكانه في كل شيء بما ذلك التعليم والصحة ، رغم هبوب بعض نسمات من حرية التعبير ، لكن ما يحز في النفس هو استمرار نفس ملامح ذلك الزمن يعايشنا في حياتنا وما تزال تهجس في مخيلتنا رغم بعد زمننا هذا تلك المرحلة التي عشناها في زمن ولى، وكم مرة وأنا أستعيد ذاكرتي الطفولية وأحاول أن أجري حوارا داخليا أستعين من خلاله ببعض اللحظات الغابرة وأحاول أن أقارنها مع طبيعة هذه المرحلة الجديدة، رغبة مني في البحث عن الجديد فيها وما يميزها فأفشل في القبض على ما يفارق هذا الزمن الحاضر وبذلك الذي عبر ثقيلا منذ عقود، فهل التاريخ يعيد نفسه أم أن ثمة تشابه في المراحل ، يابى الماضي إلا أن يعيد نفسه ولو من خلال بعض المؤشرات التي ما تزال تنتصب أمام أعيننا .
#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟