كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7275 - 2022 / 6 / 10 - 10:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تتطرق صحفنا، ولا فضائياتنا لأزمة ناقلات النفط اليونانية، التي استولت عليها إيران في الشهر الماضي بعد مغادرتها مياهنا الإقليمية، وكانت محملة بشحنات كبيرة من النفط العراقي. .
فالموضوع الذي نتحدث عنه يرتبط بخمس دول، هي: روسيا واليونان وإيران والعراق والولايات المتحدة الامريكية. .
نشأت هذه الأزمة عندما احتجزت اليونان السفينة الروسية (LANA) بالقرب من ساحل جزيرة إيفيا الجنوبية، وكانت محملة بالنفط الإيراني، وعلى ظهرها طاقم مؤلف من 19 بحار يحملون الجنسية الروسية. فاستولت الولايات المتحدة الأمريكية على شحنتها بالكامل. ثم استولت إيران على ناقلتين يونانيتين محملتين بالنفط العراقي. فتركت عمليات الاحتجاز، المتبادلة بين اليونان وإيران، تداعياتها السلبية على سلامة الملاحة البحرية في حوض الخليج العربي، وتسببت في إرتفاع بوليصات التأمين المترتبة على حركة السفن المتوجهة إلى موانئ المنطقة. .
لذا جاءت متابعتنا لهذا الموضوع لأهميته القصوى، حيث قضت محكمة يونانية يوم الاربعاء 8 / 6 / 2022 ببطلان الإجراءات الأمريكية في الاستحواذ على النفط الإيراني الذي كانت تحمله الناقلة الروسية (LANA)، وقررت الإفراج عن السفينة الروسية، لكن السلطات اليونانية عادت فاحتجزتها مرة أخرى لأسباب مجهولة، في حين ظلت السفن اليونانية محتجزة في الموانئ الإيرانية بانتظار تعويضات شحنة النفط التي صادرتها امريكا. .
لا شك ان هذه الأزمة المتارجحة بين موانئ البحر الابيض المتوسط، وموانئ الخليج العربي، ستكون لها الآثار السلبية المباشرة على نشاطات الموانئ النفطية العراقية، ومع ذلك ظل المكتب الاعلامي التابع لوزارة النفط صامتاً، من دون أن ينبس ببنت شفة. .
لا شك أن هذه الأزمة لم تكن عارضة، بل كانت مفتعلة وبتوقيت محدد ولأهداف لا تخفى على ذي لب، وتستحق التوقف والحزم تجاهها بأي شكل كان، وبأي آلية تتفق عليها الإدارات المينائية في المنطقة، من أجل توحيد الصفوف وحشد الجهود لمجابهة الأعمال التي تهدد الأمن البحري في المنطقة، ورفع الوعي بالبيئة البحرية، وتعزيز سلامة الممرات البحرية الاستراتيجية، وحماية سلاسل التوريد، فضلاً عن عرض وتقديم التقنيات والأنظمة الحديثة، التي تسهم في التصدي لأية هجمات قد تعطل عمليات النقل ومرور السفن والناقلات من جميع دول العالم. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟