أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - مظفر يرحل بعيدا عن شريعة النواب














المزيد.....

مظفر يرحل بعيدا عن شريعة النواب


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 7275 - 2022 / 6 / 10 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


كان الشعر الشعبي منتشرا في وسط وجنوب العراق حتى ذهب البعض الى ان الشعراء في العراق عدد نخيله ، وكان لون الابوذية على كل لسان وشفه يتغنى بها وتصاغ بها الحكم والامثال والمديح بسهولة كبيرة ويتنافس او بالاحرى يتبارى الشعراء بها بين جمهور المقاهي والمضايف في ليالي السمر صيفا وشتاء .
وكانت القصيدة الشعرية الشعبية منتشره وسط النخبة وبين المعنيين بالشعر والادب الشعبي ولكنها كانت تقليدية تنحصر بمواضيع معروفة مثل الغزل والمديح والهجاء ..الخ
واتيحت لنا الفرصة في الاطلاع على شعر مظفر النواب حين كان في سجن العمارة ، بعد انقلاب 1963 ، اذ كان مسجونا مع مجموعة من السياسيين من مدينة الكوت اذكر منهم عمران عيسى والمعلم موسى وهما من ابناء الكرد الفيليين من معارفنا ، وحين كان يقوم بعض الاقارب بزيارتهم كانوا ينقلون لنا اخبارهم وبعض قصائد مظفر النواب والتي كانت ذات اسلوب جديد ولغة معبرة وصور جميلة لذلك كانت تنتشر بين الشباب ويزداد الاعجاب بها .
فيما بعد انتشرت قصيدة براءة وسرت بين الناس سيرالنار في الهشيم وعلى الاخص الوسط التقدمي واليساري ، واذكر ان جريدة بغدادية نشرتها - لا اتذكر اسمها - فنفذت الجريدة من الاسواق وقيل ان شرطة الامن جمعتها من اكشاك بيع الصحف ، ولكن تداولها الناس بشتى الاشكال وصارت ايقونة مقاومة الاعتقال والتعذيب والاضطهاد الذي كانت تفرضه قوى الامن على المعتقلين اليساريين والتقدميين والشيوعيين الذين قاوموا انقلاب 8 شباط 1963.
اختفى مظفر النواب من الساحة الادبية والسياسية الا ان اخباره وقصائده ظلت تتناقل بين الشباب وعلى الاخص قصيدته البراءة والريل وحمد وصويحب وحن وآنه احن . وكانت المجاميع تغنيها سوية في الحفلات التي تنظمها المنظمات اليسارية مثل اتحاد طلبة العراق ورابطة المرأة والشبيبة الديمقراطية المنبثقة من الحزب الشيوعي العراقي .
وقد ابدع العديد من الفنانين في ترديد وتلحين قصائد النواب مثل الفنان الراحل جعفر حسن والفنان سامي كمال والفنان الراحل حميد البصري والملحن محمد جواد اموري والملحن الراحل كمال السيد .
وأذكر حين حان موعد سفري ومغادرتي العراق مكرها عام 1979 استعرت ديوان الريل وحمد من أحد الاصدقاء بتكتم وحرص كبيرين ونقلته كاملا في دفتر حملته معي مغامرا الى الخارج لانه كان ممنوعا من التداول .
وشاءت الظروف ان اتنقل في العمل بين عدة بلدان فالتقيت بمظفر النواب في طرابلس / ليبيا عام 1989 ، وكان لقاء قصيرا لانه كان على وشك الرحيل الى سوريا وانا على وشك مغادرة ليبيا الى السويد . وحصل ان زار السويد اواسط التسعينات من القرن الماضي فالتقيت به في مدينة مالموومدينة لوند . وكان لقاء في ندوة انشد فيها من شعره قصائد مشهورة هزت ضمائر الحضور .
استطاع مظفر نقل الشعر الشعبي العراقي الى مستوى رفيع من الاحاسيس الجياشة واستخدم التعابير الشفافة التي تهز المشاعر مثل تعبيره عن الحنين بقوله :
حن وآنه أحن / نسحن الدمعه ونمتحن
مرخوص بس كت الدمع / شرط الدمع حـد الجفن
حـن بويــــه حــن
ولو تناولنا قصيدته الشهيرة الريل وحمد والتي يقول فيها
مرينا بيكم حمد واحنا بقطار الليل
سنجد انه نقل القطار الى مكان محدد يعشقه المناجي الذي يستقل القطار ، فالمكان هو مرابع الحبيب ودياره ، وهو ما اعتاد الشاعر الوقوف عليه والسلام على ديار الحبيب / الحبيبة ، فالديار والاطلال هي منطلق لقصائد الشعر العربي ومن اشهر ماقيل على لسان مجنون ليلى : أمـر على الديار ديار ليلى / أقبل ذا الجدار وذا الجدارا ..
حـدد مظفر النواب مكان القطار بما يوحي بشوق دافق للحبيب ، كما حدد زمن حركة القطار عند مروره بديار الحبيب وهو وقت ساحر، فاضاف الليل الى القطار - واحنا بقطار الليل - مما كثف الايحاء الساحر لمكان وزمان القطار ...
هذا عن مطلع القصيدة فقل انت عن بقية الابيات .
واذا استذكرنا بعض ما قيل في القطار فسنتذكر الرصافي في قصيدته : وقاطرة ترمي الفضا بدخانها / وتملأ صدر الارض في سيرها رعبا . فسنجد الفرق الشاسع بين العاطفة النوابية والتقريرية الرصافية .
وان بحثنا في التراث الغنائي العراقي فسنعثر على اغنية شهيرة تقول : أنعل ابونو القطار / لا بو حركاتو / اوي اوي دلال ..فلا مجال للمقارنة بين رقة قطار النواب ولعنة قطار الاغنية التراثية .
كما أجاد في توظيف الشعر الشعبي في السياسة الحديثة ، وانتقل الى الشعر الفصيح في التعبير السياسي وكان سيفا مصلتا على رؤوس الحكام العرب وقرعهم بقصائد شاعت بين الشباب في المجتمعات العربية ، ونالت قصيدته القدس عروس عروبتكم قصب السبق لما فيها من تحد واحتقار للمسؤولين الذين باعوا القدس بثمن بخس .
اشتهرت قصائد النواب وغناها كبار المطربين وترددت على شفاه المتمردين على الظلم والذل والاضطهاد ليصبح النواب كأنه علمٌ في رأسه نار .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرأت لك : نوروز نامه لعمر الخيام
- الحركة الدستورية في تركيا وايران والعراق
- وقائع وأحداث... مع الكادر السياسي أبو الجاسم
- الهجرة من الشام الى لورستان في بلاد عيلام
- الخلافات بين القوى السياسية العراقية
- سياسة تأجيج الصراع لا تخدم العراق
- لا تشتري بعقلك كَركَري
- بيكاسو : لماذا اصبحت شيوعيا
- ميناء الفاو لن يذهب لقمة سائغة
- قرأت لك .. دوحة الوزراء في تاريخ وقائع بغداد الزوراء
- رسائل الادباء ..من غائب طعمة فرمان الى الخليلي
- الكوت واشتقاقاتها: الكوتي ، الكرتي ، الكردي
- المدينة السومرية .. البيت السومري
- شيء من تاريخ العراق : وفد الشبيبة الى المانيا و نهاية الملك ...
- الكاظمي : شهيد بعد منتصف الليل
- قرأت لكم: القاضي والحسناء ...ما أِشبه الليلة بالبارحة
- من يقبل تزوير الشهادات لماذا يرفض تزوير الانتخابات
- الديمقراطية والواجب الوطني
- اللهجة العامية العراقية..أصل الكلمات وجذورها
- الهند في كتاب طبائع الحيوان لشرف الزمان طاهر المروزي


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - مظفر يرحل بعيدا عن شريعة النواب