كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7274 - 2022 / 6 / 9 - 09:28
المحور:
المجتمع المدني
لا اريد التحدث عن ظاهرة استغلال الاطفال في التسول، ولا عن تجريم هذه الظاهرة ومن يقف وراءها. فالنقطة التي اتحدث عنها اكبر بكثير من هذا الموضوع. .
تساؤلات تحوم حول سر هذا النوم العميق الذي يغط فيه هؤلاء الأطفال الرضع، الذين لا تزيد أعمارهم عن اربعين يوماً ؟، كيف ينامون من الصباح الى المساء ؟، بماذا أرضعوهم حتى استسلموا لهذا السبات الطويل ؟. .
لم تزعجهم أبواق السيارات، ولا ضجيج المارة، ولا صخب المدينة. . هكذا أراهم كل يوم بين أحضان نساء منقبات، أغلب الظن أنهن غير متزوجات، يقفن بثيابهم السود على ناصيات الأرصفة. يستعطفن الناس بحركات ميكانيكية تخلو تماما من الرحمة والشفقة. بينما يغفو الطفل الرضيع تحت اشعة الشمس، في هذه الطرقات الاسفلتية الملتهبة من شدة الحر. .
هل حاولت المنظمات الإنسانية أن تستقصي حالة الطفل النائم ؟، وهل حاولت منظمة الامومة والطفولة سبر أغوار هذا السر الغامض ؟، وهل فكرت مديرية الصحة بتفحص حالة الطفل الرضيع والتعرف على نوع المخدرات التي حقنوها في بدنه ؟.
كيف تغافلت الجهات الأمنية، ولم تتحر عن وثائق المتسولة والطفل النائم بجوارها ؟، والغريب بالأمر انها تتناول الماء والمرطبات بينما يبقى الطفل غارقا في نومه، فهو لا يبكي، ولا يصرخ، ولا يرضع، ولا يشرب، ولا يعطس، ولا يسعل، ولا يفتح عينه. .
هل هو طفل حقيقي أم دمية ؟، وهل هو مخطوف أم مسحور ومتلبس بالجن ؟، وهل فكر احدكم في الحافلات التي تجمع المتسولات مع الاطفال وتنطلق بهن الى جهة مجهولة ؟. .
ما نراه امامنا يثير التساؤلات، ويبعث على الدهشة، ولابد من القيام بحملة لتقصي الحقائق والتحري عن حيثياتها واسبابها والمافيات الداعمة لها والمتورطة في هذا الأمر، لانه من غير المعقول ان يبقى الحال على ما هو عليه من دون ان تتصدى الدولة لهذه الممارسات اليومية التي تذهل العقول. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟