أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - الإعصار














المزيد.....

الإعصار


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7273 - 2022 / 6 / 8 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نبالغ في القول أن البشرية تتعرض لزوبعة لا ندري بعد درجة شدتها و لاحدود الخسائر التي قد تترتب عنها ، لا سيما أنها متعددة الأوجه ، فهي وبائية بالمعنى الصحي للتعبير ، و اقتصادية تتجسد بالمنازعة على الموارد الطبيعية و الثروات الأحفورية و بالحصارات المضروبة حول بعض البلدان بهدف ايذاء شعوبها و إبعادها أو إلغائها ، و هي أيضا عسكرية على نطاق واسع ، كأن الخلافات بين الدول جميعا ، عاودت بعنف ، دفعة واحدة .
الجدير بالملاحظة هنا ، أننا نجد في أصل هذه الأوبئة و الأزمات الإقتصادية و الحروب ،الدول الكبرى عموما ،و المعسكر الغربي المنضوي تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية خصوصا . بكلام اكثر صراحة ووضوحا ، نحن حيال صراع بين الدول الكبرى لإختيار الدولة " الفحل " و إخضاع الدول الأخرى " المتفحِّلة "له .
من البديهي أن ترجمة ذلك في المفهوم الجيوستراتيجي ، نفوذ واسع و ارتهان و ابتزاز و تبعية ، يمليها جميعا ميزان القوى الدولي على أساس مكافأة الطاعة و معاقبة العصيان في عالم الحيوان .
نضع هذه التوطئة في سياق التفكّر في تتابع النكبات التي أشرنا إليها أعلاه ، عن قرب ،كما لو أن الإفقار مواصلة للحرب العسكرية أو تمهيد لها ، مثل حضور "خطر الوباء " الدائم في الإعلام الرسمي ( على مدى العقدين الماضيين ، أنفلونزا الطيور ، انفلوزا الخنازير ، جنون البقر ، سارس -1 ، ايبولا ، شيكنغونيا الخ ) ، قبل وقوعه فعليا تحت عنوان ، " الكوفيد 19 ّ حيث كانت السياسات العلاجية و الوقائية المتبعة ، في الدول الكبرى تحديدا، مثيرة للعجب إلى حد الذهول ، لما اعتراها من اجراءات متناقضة و غير منطقية أحيانا ورافقها إعلام مغلوط في اكثر الأحيان .
أما و قد خفت حدة الأصابات بالكوفيد 19 ، توازيا مع اشتعال الحرب في أوكرانيا ، فإن المضايقة والإرباك مستمران ، حيث أن الإعلام الرسمي الذي استنفد موضوع " الأمراض المعدية " مؤقتا ، توكل مسألة الحرب ، في مقاربة مختلفة كليا عن مقاربة حروب المعسكر الغربي (حلف الناتو) خلال الأعوام الثلاثين الماضية.
مهما يكن فإن اللافت للنظر هو أن جميع نيران الخلافات الخامدة بين الدول اتقدت فجأة . حيث استدعي على عجل الوسيط الأميركي ـ الإسرائيلي لمعالجة الوضع المتأزم بين لبنان و إسرائيل ( الدولة الكبرى في المعسكر الغربي ) التي تريد استغلال بئر نفط أو غاز في البحر و حرمان لبنان من حقوقة في مياهه الإقليمية ، إلى جانب ذلك تحشد تركيا قطاعات من جيشها على حدود سورية الشمالية من أجل احتلال أراض تعتبرها ضرورية لضمان امنها القومي ، و يبدو في السياق نفسه أن المباحثات توقفت بين دول المعسكر الغربي و ايران حول الملف المسمى " الملف النووي "، نجم عنه كالعادة استعراضات عسكرية في إيران و إسرائيل . و في الأجواء نفسها تقوم كوريا الشمالية بإظهار قوتها الصاروخية ، و يعلن الرئيس الأميركي بأنه سيزود أوكرانيا ودول البلطيق ، باسلحة متطورة ، بعيدة المدى ، و فتاكة وذات فعالية تدميرية شاملة ، بحسب المصطلحات التي تتردد في إعلام المعسكر الغربي المهيمن عالميا .
نحن إذن امام مشهد ورشة تفكيك عالمية دون التوافق مسبقا على خطة إعادة التركيب و التنظيم ، فكل من اطراف النزاع الرئيسيين يرى الأمر من وجهة نظره فقط ، و بالتالي فإن وقوع صدامات مباشرة وغير مباشرة فيما بينهم ليس مستبعدا ، لا سيما أن جميعهم يعلنون إقلاقا للناس ، أنهم جهزوا صواريخهم بالذخيرة النووية .
من المفترض أن هذا الأمر لا يقتصر على الولايات المتحدة الأميركية و روسيا ، فهو لا يعني " عالم الحيوان " و حسب ، و إنما أيضا الذين لم يبق لديهم ما يسدون به جوعا و عطشا و يدفعون به عنهم متوحشا كاسرا من النوع الذي يتكاثر إذا عم الجهل و الظلام ، و بالتالي ستجد السلطة الصهيونية الفرصة سانحة لكي تتفحّل وتفرض هيمنتها على الناس في بلدان المشرق العربي .
لا بد في الختام من الإشارة إلى أن الفوضى و الخراب هما أكثر ضررا بالناس الضعفاء الجهلاء الذين ليس بمقدورهم الحصول على رؤية شاملة للوضع و تنظيم أنفسهم كجماعة حيث يكون التضامن ضروريا ، بينما لا يتأثر بالفوضى الذين ينظرون إليها من أعلى و يملكون الوسائل اللازمة للقيادة في جميع الظروف .





#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكران الوطن
- الولايات المتحدة و سياسة السّلب والتسليح و التدمير و التعمير
- عن الوباء السابق و الحالي و القادم
- عن الدين و الدولة ـ 2 ـ
- ملحوظات على شاطئ النورماندي
- العنف غير المتماثل
- الدولة اللاوطنية
- عن الدين و السياسة
- في مرحلة تفكيك الدولة !
- حروب الاطلسي في دول العروبة !
- الحروب الغشومة
- الحرب العبثية
- في خضم - صدام الحضارات -
- الحرب في أوكرانيا : حدودية أم وجودية ؟
- عصر الحجر
- السلاح النووي و الإعلام المانستريم و تصادم الحضارات في أوكرا ...
- القرابات الروسية و القرابات السورية
- الحرب ووباء الكوفيد و الثورات الملونة !
- الوجه الفلسطيني لحرب التحرير الجزائرية
- ثبات المسافة بين المركز و الأطراف !


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - الإعصار